الآثار السلبية العامة لغسيل الكلى
تتفاوت الأضرار أو الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بغسيل الكلى، والذي يُعرف أيضاً بالديلزة الدموية، تبعاً لنوع الغسيل المستخدم. حيث ينقسم هذا العلاج إلى نوعين رئيسيين: الديلزة الصفاقية (Peritoneal Dialysis) والديلزة الدموية (Haemodialysis). كما قد تساهم بعض الأعراض الناتجة عن غسيل الكلى في عدم التعويض الكامل لوظائف الكلى. ومن المهم الإشارة إلى أنه يمكن تخفيف هذه الأعراض من خلال اتباع نظام غذائي مناسب لصحة الكلى يناسب حالة المريض، وذلك بعد استشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة من السوائل، الأملاح، والبروتينات. ينبغي أيضاً تجنب التعرض لعوامل ضارة، مثل التدخين، تناول الكحول، واستخدام بعض الأدوية غير القانونية. فيما يلي بعض الأعراض العامة التي قد تظهر أثناء غسيل الكلى:
الإرهاق والتعب
يعتبر الشعور بالإرهاق والتعب من الأعراض الشائعة بين المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى لفترات طويلة. وهناك مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تؤدي إلى هذا الشعور، مثل:
- الضغوط النفسية والقلق الذي قد يعاني منه المرضى.
- عدم التعويض الكافي لوظائف الكلى من خلال عملية الغسيل.
- النظام الغذائي القاسي الذي يلتزم به المريض، بالإضافة إلى تأثير عملية غسيل الكلى على جسمه.
يمكن التخفيف من التعب والإرهاق من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، حيث يُنصح بالقيام بتمارين هوائية خفيفة ومتوسطة، مثل السباحة والمشي وركوب الدراجة. قد يجد بعض الأشخاص صعوبة في البدء بسبب الشعور بالإرهاق، لكن هذا الإحساس يتقلص تدريجياً مع الانتظام في ممارسة الرياضة. يُفضل أيضاً استشارة الطبيب للبحث في إمكانية تعديل النظام الغذائي بهدف زيادة مستوى الطاقة والعناصر الغذائية الضرورية.
الآثار النفسية
بسبب التغيرات الكبيرة التي يمر بها الشخص بعد بدء غسيل الكلى وفقدانه القدرة على الاعتماد على نفسه في العديد من المهام، قد يواجه العديد من الأشخاص آثاراً نفسية، مثل القلق والاكتئاب. وقد يجد هؤلاء صعوبة في التأقلم مع نمط حياتهم الجديد الذي تفرضه حالتهم الصحية، وتأثير مواعيد غسيل الكلى على الأنشطة الاجتماعية مثل العمل والمدرسة، بالإضافة إلى عزل الأطفال الذين يخضعون لغسيل الكلى عن أصدقائهم. أما بالنسبة للمراهقين والبالغين، فإن غسيل الكلى قد يزيد من مستويات الضغط النفسي الناجم عن قضايا تحديد الهوية واهتماماتهم. من الملاحظ أن كبار السن قد يتعاملون مع هذا الاعتماد بشكل مختلف، لكن ذلك يحمل تبعاته على نمط حياتهم والمسؤوليات المرتبطة بهم. يُوصى بمشاركة التجارب مع مرضى آخرين يعانون من نفس الحالة، بالإضافة إلى التواصل مع الأهل والأصدقاء لتبادل الأفكار والمشاعر.
يمكن أن تساعد هذه الخطوات في تقليل الضغط النفسي لدى مرضى غسيل الكلى:
- التحدث مع مختصي وحدة غسيل الكلى.
- جمع المعرفة حول الحالة والمرض.
- المشاركة في الأنشطة اليومية.
- ممارسة الرياضة.
- طلب المساعدة من الأخصائيين الاجتماعيين في وحدة غسيل الكلى.
- التمسك بالأهداف السابقة ومحاولة تحقيقها.
- التحلي بالصبر وتحديد أهداف واقعية للتكيف مع تغييرات الحياة.
متلازمة تململ الساقين
يعاني العديد من مرضى غسيل الكلى من متلازمة تململ الساقين، التي تتميز بشعور مزعج في الساقين، مما يؤدي إلى الحاجة المستمرة لتحريكه. تتفاقم هذه الأعراض غالباً عند الجلوس أو الاستلقاء، مما يؤثر سلبًا على القدرة على النوم. ومن اللافت أن هناك عدة أسباب محتملة للإصابة بهذه المتلازمة، مثل نقص الحديد، واعتلال الأعصاب، وأمراض الكلى. لذا من المهم استشارة الطبيب لدى ظهور أي من الأعراض لتحديد السبب الرئيسي والعلاج المناسب.
الآثار الجانبية لغسيل الكلى بالديلزة الدموية
يستطيع الكثير من الأشخاص التأقلم مع تجربة الديلزة الدموية، ولكن هناك حالات قد ترافقها بعض الآثار الجانبية. تجدر الإشارة إلى توفر عدة علاجات وإجراءات وقائية للمساعدة على تقليل هذه الآثار. فيما يلي بعض من تلك الآثار وطرق التخفيف منها:
الآثار السلبية أثناء الجلسة
- الصداع: تشير الدراسات إلى أن نسبة الشكوى من الصداع الناتج عن غسيل الكلى تتراوح بين 27% إلى 37%. يُعرف الصداع المرتبط بالديلزة بأنه صداع بدون خصائص محددة يظهر أثناء الغسيل ويختفي تلقائيًا خلال 72 ساعة بعد انتهاء الجلسة، وقد يحتاج المريض لاستخدام مسكنات مثل أسيتامينوفين.
- الغثيان والقيء: تُعتبر هذه الأعراض من المضاعفات الشائعة أثناء الجلسات، حيث تظهر نسبتها بحسب تقارير متعددة تتراوح بين 28.3% للغثيان و11.7% للقيء.
- تقلصات العضلات: يمكن أن تشهد بعض الحالات حدوث تشنجات عضلية أثناء غسيل الكلى بسبب سحب السوائل بسرعة، مما يستدعي تعديل الطبيب لنسبة السوائل والصوديوم في النظام الغذائي للمريض. الدراسات تشير إلى أن نحو 25% إلى 50% من المرضى تتأثر عضلاتهم بالتشنجات أثناء الجلسة أو بعدها.
- انخفاض ضغط الدم: يُعتبر انخفاض ضغط الدم أكثر الآثار الجانبية شيوعًا أثناء عملية الديلزة، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري. يعد الالتزام بكمية السوائل اليومية المحددة من قبل الطبيب من الأمور الأساسية للوقاية من هذا العرض. إذا استمرت الأعراض، من المهم استشارة الطبيب لتعديل السوائل المستخدمة أثناء الديلزة.
آثار أخرى
- فقر الدم: يُعتبر فقر الدم من المضاعفات الصحية الشائعة المرتبطة بغسيل الكلى، وسببها انخفاض قدرة الكلى على إنتاج هرمون الإريثروبويتين. تشمل العوامل الأخرى فقد الفيتامينات والحديد وضعف امتصاص الحديد، وبالتالي فإن فقر الدم يعد ضربًا شائعًا في هذه الحالات.
- خطر التخثر: يظهر خطر تشكل الخثرات الدموية في منطقة المنفذ المستخدم لنقل الدم خلال عملية الغسيل. يتطلب ذلك تقييم دوري للتأكد من عدم تكون الخثرات.
- جفاف وحكة الجلد: يُعاني المرضى من جفاف البشرة، مما يتطلب استخدام كريمات مرطبة والتحكم في الاستحمام بالصابون المناسب. يُشار إلى أن الحكة قد تنتج أيضًا عن ارتفاع مستويات الفسفور بالدم.
- تجميع السوائل: يُعاني بعض المرضى من زيادة حجم الدم بسبب عدم قدرة الكلى على التخلص من السوائل الزائدة، مما يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل انتفاخ الوجه والأطراف.
- اضطرابات النوم: تُعتبر اضطرابات النوم شائعة بين مرضى الغسيل، نتيجة مجموعة من العوامل مثل الألم ومتلازمة تململ الساقين.
- العدوى: هناك ارتفاع كبير في خطر الإصابة بالعدوى بسبب الوصلات المستمرة لمجرى الدم، مما يتطلب الاحتياطات المناسبة لتجنبها.
- النزيف: بعد انتهاء الجلسة، من الضروري التأكد من وقف النزيف بشكلٍ تام قبل مغادرة مركز الغسيل.
- اضطرابات الشوارد: يُعتبر اضطراب مستويات الشوارد أحد المخاطر الناتجة عن الديلزة، مما يستدعي التحاليل الدورية لمراقبة مستوى الشوارد مثل الكالسيوم والصوديوم.
- الداء النشواني: يُمثل هذا الاضطراب حالة تتعلق بغسيل الكلى الطويل الأمد، حيث تتراكم بروتينات معينة في الجسم مما يسبب الألم.
- التهاب التامور: يُعتبر التهاب الغشاء المحيط بالقلب من المخاطر المحتملة عندما تقل كفاءة العلاج.
- ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يكون تناول الكثير من السوائل أو الملح سببًا في رفع ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى مشاكل قلبية.
- متلازمة اختلال التوازن: تحدث نتيجة التغيرات السريعة في الجسم بسبب الديلزة، وقد تشمل الأعراض الغثيان، القيء، والصداع.
- أعراض إضافية: هناك مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد تظهر، مثل جفاف الفم، اضطرابات في الرغبة الجنسية، واضطراب نظم القلب.
الآثار الجانبية لغسيل الكلى بالديلزة البريتونية
تتضمن الديلزة البريتونية أيضاً مجموعة من الآثار الجانبية والمضاعفات الصحية. يمكن تلخيص بعض منها كما يلي:
- التهاب الصفاق: يُعتبر التهاب الصفاق من الآثار الجانبية الشائعة للديلزة البريتونية، ويتسبب في عدوى بالغشاء البطني نتيجة عدم التعقيم الجيد للمعدات المستخدمة. يرافق هذه العدوى أعراض مثل الغثيان والألم البطني والحمى.
- الفتق: قد يحدث بسبب الضغط المتكرر على عضلات البطن، مما يتطلب الجراحة كعلاج وحيد لهذه الحالة.
- الإمساك: يعد الإمساك من الشكاوى المعتادة، وقد يُعيق عملية الديلزة، مما يستدعي استخدام بعض الأدوية لتخفيفه.
- زيادة الوزن: نتيجة لامتصاص السكريات خلال عملية الديلزة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، مما يستدعي متابعة النظام الغذائي والتمارين الرياضية.
- عدم كفاية الغسيل: في بعض الحالات، قد تفقد الديلزة البريتونية فعاليتها مع مرور الوقت، مما يجعل من الضروري الاستعانة بالديلزة الدموية.