يمثل ضعف السمع نقص القدرة على سماع الأصوات بشكل طبيعي، ويمكن أن يتراوح بين خفيف ومتوسط إلى شديد. قد يؤثر الاضطراب على أذن واحدة أو كليهما، ويمكن أن يظهر في أي مرحلة عمرية، بما في ذلك حديثي الولادة. هناك العديد من العلامات التي قد تشير إلى ضعف السمع عند حديثي الولادة، والتي تعد مؤشرات حيوية لبدء العلاج ومساعدة الطفل. فإذا لاحظت أيًا من هذه العلامات، يجب عليك استشارة طبيب متخصص؛ إذ يمكن للطبيب إجراء اختبارات تشخيصية لتحديد ما إذا كانت لديك طفلك يعاني من ضعف في السمع.
علامات ضعف السمع لدى حديثي الولادة
قد يكون من الصعب اكتشاف ضعف السمع في حديثي الولادة، نظراً لأن الأطفال في هذا العمر لا يستطيعون الكلام أو إظهار علامات قابلة للرؤية. إلا أن هناك عدة علامات يمكن أن تشير إلى وجود ضعف في السمع، ومنها:
- غياب الاستجابة للأصوات المحيطة
- عدم الانتباه إلى مصدر الصوت
- عدم الابتسام أو الضحك عند التفاعل مع أحدهم
- تأخر في بدء الكلام بالمعدل المناسب
- صعوبة في فهم الكلام
- تصدر أصوات عالية أثناء محاولة التواصل
- زيادة مستوى الصوت في التلفاز أو الراديو
أسباب ضعف السمع عند حديثي الولادة
توجد العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى ضعف السمع لدى حديثي الولادة، ومن أبرز هذه الأسباب:
-
العوامل الوراثية:
تعتبر الأسباب الوراثية السبب الشائع وراء ضعف السمع لدى حديثي الولادة، حيث يُقدّر أن حوالي 50% من هذه الحالات ترتبط بعوامل وراثية. قد تكون العيوب الوراثية متنحية أو سائدة، ويمكن أن تؤثر على أي جزء من الأذن. -
عدوى الأذن:
يمكن أن تؤدي عدوى الأذن، مثل التهاب الأذن الوسطى، إلى ضعف السمع. يعود ذلك إلى إمكانية نشوء هذه العدوى بفعل فيروس أو بكتيريا، حيث تؤثر على الأذن الوسطى أو الأذن الداخلية. -
العوامل البيئية:
تساهم بعض العوامل البيئية، مثل التعرض للضوضاء العالية أو تناول أدوية معينة أثناء الحمل، في حدوث ضعف السمع. -
بعض المتلازمات الطبية:
يمكن أن ترتبط بعض المتلازمات، مثل متلازمة داون أو متلازمة تيرنر، بضعف السمع. -
إصابات الولادة:
يمكن أن تتسبب الإصابات الناتجة عن الولادة، مثل الكدمات الرأسية أو النزيف داخل الدماغ، في إصابة الطفل بضعف السمع.
الكشف عن ضعف السمع لدى حديثي الولادة
يُوصى بإجراء اختبار السمع لحديثي الولادة خلال 24 ساعة من الولادة. هذا الاختبار غير مؤلم ولا يتطلب أي تحضير مسبق. قد يتم استخدام جهاز يسمى مقياس السمع، الذي يصدر أصواتًا مختلفة ويقوم بتسجيل ردود فعل الطفل.
إذا تم تحديد وجود ضعف سمع لدى حديثي الولادة، فمن الضروري تلقي العلاج المناسب دون تأخير. فعلاج ضعف السمع يمكن أن يسهم في تحسين قدرة الطفل على السمع والتحدث وتطوير المهارات اللغوية.
يساعد الاكتشاف المبكر عن ضعف السمع في ضمان حصول الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة على العلاج الملائم بسرعة، حيث إن التداخل المبكر يُحسن فرص الطفل في تعلم الكلام واللغة بالطريقة الطبيعية.
في الختام، يجب التأكيد على أن ضعف السمع في حديثي الولادة هو حالة شائعة قد تؤثر على تطور الطفل ونموه. من المهم إجراء الفحوص الدورية لجميع حديثي الولادة لاكتشاف أي حالات ضعف سمع والتأكد من المراقبة المستمرة. يمكن للاكتشاف والتدخل المبكر تقليل التأثيرات السلبية لضعف السمع على نمو الطفل.