يعتبر العمل التطوعي أمرًا ذا أهمية كبيرة في الإسلام. فالتطوع، بمعناه العام، هو تقديم جهد أو القيام بعمل دون انتظار مقابل، وذلك بتوجه نفسي إيجابي وبدوافع إنسانية. وغالبًا ما يتمحور هذا الجهد حول مساعدة الفئات المحتاجة.
ويقوم الأفراد بعمليات التطوع بمختلف الطرق، سواء كانت بشكل فردي أو جماعي. ومن بين الأماكن التي تُمارس فيها الأنشطة التطوعية: الجمعيات الخيرية، والهيئات المرتبطة بالمساجد أو الكنائس، التي تهدف إلى الخير ومساعدة المحتاجين.
تعريف العمل التطوعي بشكل عام
يمكن تعريف العمل التطوعي كأحد أشكال الخدمة التي تُقدم للبشرية دون توقع مقابل مادي. يكثر تواجده في المناطق الفقيرة التي تعاني من نقص الرعاية، وكذلك في مناطق الصراعات والكوارث.
عادةً ما يتطوع الأفراد، خصوصًا ذوي المال والقدرة، لتقديم أنواع مختلفة من المساعدات المالية أو العينية، بما في ذلك التعليم، ومكافحة الأمية، والخدمات الصحية، والأمنية، شريطة أن تكون هذه الأعمال غير مدفوعة الأجر.
تعريف العمل التطوعي في الإسلام
العمل التطوعي في الإسلام، يُظهر الجهد الذي يبذله الفرد سواء كان مادياً أو نفسياً أو معنوياً، خدمة لفئات معينة من الناس. تُعتبر هذه الأعمال جزءاً من سلوكيات الخير، وتوصف بأنها من سمات المسلمين الطيبة.
كما أن العمل التطوعي في الإسلام لا يقوم على الأنانية، بل يُعتبر دعوة للتكافل الاجتماعي حيث يتعاون أفراد المجتمع كالبنيان المتماسك.
وقد دعا الإسلام إلى تقديم الأعمال التطوعية دون انتظار مقابل مادي، ليكون ذلك تمسكًا برغبة تقديم الخير في سبيل الله، بما يعود بالنفع على المجتمع وأفراده المعوزين.
كما جاء في قوله تعالى: (لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
أهمية العمل التطوعي
تحمل أنشطة العمل التطوعي دورًا فعالًا في حياتنا، ويمكن تلخيص أهميته في عدة نقاط رئيسية، مثل:
- تحويل اهتمام الفرد من نفسه إلى الآخرين، مما يجعله أقل انشغالًا بمصالحه الشخصية.
- إحداث تغيير إيجابي في حياة المتطوع وكسر الروتين اليومي من خلال التعرف على أشخاص من مختلف الفئات الاجتماعية.
- تعزيز الشعور بالراحة النفسية من خلال إدخال السعادة على حياة الآخرين، مما يضفي إحساسًا بالرضا.
- توسيع دائرة المعارف والصداقات وفتح آفاق جديدة من خلال العمل مع مجتمعات متنوعة.
- حصول الفرد على الأجر والثواب من الله تعالى كجزء من ثقافة العمل الخيري.
- استغلال وقت الفراغ في أنشطة مفيدة تفيد المتطوع والمجتمع بأسره.
- إدخال السرور إلى قلوب المحتاجين، مما يحقق لهم لحظات من الفرح والراحة.
- تعليم الفرد مهارات العمل الجماعي والتعاون مع الآخرين.
- تقليل الأفكار السلبية في المجتمع وتعزيز الروح الإيجابية بين الأفراد.
- تعزيز cohesion في المجتمع وتقوية العلاقات الإنسانية.
- المساهمة في تطوير المجتمع من كافة الجوانب.
أنواع العمل التطوعي
يتنوع العمل التطوعي في أشكاله، حيث يشمل مجالات متعددة، منها:
التطوع في الدول النامية
يتمثّل في السفر إلى الدول النامية لتقديم المساعدة في تحسين التعليم وتوفير بيئات تعليمية مناسبة.
بالإضافة إلى تقديم الدعم للمستشفيات، والاهتمام بحياة الأطفال الأيتام وتوفير احتياجاتهم الأساسية.
علاوة على ذلك، يمكن تقديم المساعدة في رعاية المسنين من خلال إنشاء دور رعاية تلبي احتياجاتهم المختلفة.
التطوع القائم على المهارات الشخصية
يتمثل في تطوير المهارات الفردية للأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم لتحقيق أهدافهم.
تقديم الإرشاد والتدريب في مجالات مثل التعليم المستمر والمهن التي تتطلب مهارات معينة.
التطوع في حالات الأزمات والطوارئ
يتضمن إرسال المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية كالأعاصير والزلازل، من خلال تقديم الدعم المادي أو البشري إلى المناطق المتأثرة.
التطوع البيئي
يهدف إلى حماية البيئة من خلال إرسال دراسات ومساعدات لدعم الدول التي تحتاج إلى تطوير في مجالات البيئة.
كما يُعزز من تبادل المعرفة من الدول المتقدمة إلى تلك النامية.
معيقات العمل التطوعي
ثمة عوائق قد تقف حائلًا أمام نجاح العمل التطوعي، والتي تتمثل في:
المعوقات الاجتماعية
تكمن في عدم فهم المجتمع لأهمية العمل التطوعي، واستخدامه لأغراض غير مشروعة.
الفهم الخاطئ للأفكار المرتبطة بهذا النوع من العمل.
المعوقات الاقتصادية
عدم توفر الموارد المالية اللازمة لدعم الأنشطة التطوعية.
الإخفاق في تمويل المؤسسات والجمعيات الناشطة في مجال الأعمال التطوعية.
المعوقات الشخصية
تشمل نقص الوعي في صفوف الأفراد حول كيفية الانخراط في العمل التطوعي وفوائده.
المعوقات الإدارية
تكمن في ضعف إدارة المتطوعين وافتقارهم للانتماء للمجموعات التي تقوم بالأعمال التطوعية.
المعوقات الدينية
تظهر في بعض الآراء الفقهية التي تحد من دعم الأعمال التطوعية، أو تروج لفكر يدعو للاهتمام بالمسائل الشخصية على حساب الخدمة العامة.
صفات المتطوع
يوجد عدة صفات يجب أن يتحلى بها الشخص المتطوع، منها:
- الالتزام والأخلاق العالية.
- رغبة حقيقية في التعاون مع الآخرين.
- استعداد للتعلم واكتساب مهارات جديدة.
- إتقان العمل المنجز.
- القدرة على التضحية في سبيل الآخرين.
- مهارات اجتماعية لخلق روابط جيدة مع المجتمع.