مرض أبو شوكة
يُعرف مرض أبو شوكة علمياً باسم جدري الماء (بالإنجليزيّة: Chicken Pox) ويظهر كطفح جلدي يتكون من بثور حمراء تظهر في مناطق متعددة من الجسم. وتحدث العدوى نتيجة الإصابة بفيروس الفاريسيلا زوستر (بالإنجليزيّة: Varicella Zoster Virus). يمكن أن تنتقل العدوى الفيروسية بسهولة إذا تواجد الشخص في غرفة مع المصاب، وذلك من خلال عدة طرق، مثل اللعاب، والسعال، والعطس، أو عن طريق لمس سوائل البثور. تعتبر فترة العدوى للمصابين بمرض أبو شوكة متكررة، حيث تكون معدية في الأسبوع الذي يسبق ظهور الأعراض، وتستمر حتى خمسة أيام بعد ظهورها، أي عند بدء تقشر المناطق المصابة. عادةً ما يصيب المرض الأطفال، لكن يمكن أن يصاب به البالغون في بعض الحالات، وتكون إصابات التكرار لدى الشخص نادرة.
أعراض مرض أبو شوكة
يعتبر ظهور الطفح الجلديّ العرض الأول للإصابة بمرض أبو شوكة، وقد يسبقه بعض الأعراض مثل: الصداع، وارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الشهية، والشعور بالإرهاق، والتوعك العام (بالإنجليزيّة: Malaise). عادةً ما تكون الإصابة خفيفة لدى الأطفال الأصحاء، لكن يمكن أن تتفاقم الحالة وتصبح خطرًا في بعض الحالات، إذا انتشرت العدوى في جميع أنحاء الجسم وظهرت تقرحات في الحلق، والعينين، والأعضاء التناسلية. تظهر الأعراض عادةً بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التعرض للعدوى وتستمر لفترة تتراوح بين 5 إلى 10 أيام. فيما يلي توضيح لمراحل الأعراض المرتبطة بمرض أبو شوكة:
- المرحلة الأولى: تبدأ عادةً بظهور بقع أو نتوءات حمراء أو وردية (بالإنجليزيّة: Papules) على أجزاء مختلفة من الجسم، وتستمر في الانتشار على مدى عدة أيام.
- المرحلة الثانية: تمتلئ البقع أو النتوءات بالسوائل، ثم تنفجر وتخرج منها سوائل، وقد تستمر البثور في الانتشار أو تبقى كما هي.
- المرحلة الثالثة: تبدأ البثور في هذه المرحلة بالتقشر، وتستمر لبعض الأيام قبل الشفاء. من المهم ملاحظة أن البثور الجديدة قد تستمر في الظهور أثناء تقشر البثور القديمة، مما يؤدي إلى وجود الطفح الجلدي في مراحله الثلاث في الوقت نفسه.
علاج مرض أبو شوكة
غالبًا ما تختفي أعراض مرض أبو شوكة بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين دون الحاجة إلى تدخل علاجي، وقد ينصح الأطباء ببعض العلاجات الدوائية أو الإرشادات والعلاجات المنزلية لتخفيف الأعراض والتقليل من احتمالية حدوث المضاعفات.
العلاجات الدوائية
قد يقترح الأطباء بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض ومنع حدوث المضاعفات، ومن أهمها:
- مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول (بالإنجليزيّة: Paracetamol) لتخفيف الألم وارتفاع درجة الحرارة. يُنصح بتجنب الأسبرين (بالإنجليزيّة: Aspirin) نظرًا لأنه قد يؤثر سلبًا على صحة المصاب.
- الكالامين: يُفضل استخدام الكالامين (بالإنجليزيّة: Calamine Lotion) لتخفيف الحكة، حيث إنَّها قد تؤدي إلى ظهور ندب على الجلد.
- المضادات الفيروسية: في حالة الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات، قد يُوصي الطبيب بأدوية مضادة للفيروسات مثل الآسيكلوفير (بالإنجليزيّة: Acyclovir) خلال الـ 24 ساعة الأولى من ظهور الطفح الجلدي.
العلاجات المنزلية
وفيما يلي بعض النصائح والعلاجات المنزلية التي تساهم في تخفيف علامات وأعراض مرض أبو شوكة:
- شرب السوائل: يوصى بشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم والوقاية من الجفاف.
- تجنب الحكّ: للحد من خطر تندب البشرة وتعجيل شفاء البثور. يمكن تحقيق ذلك عن طريق تغطية اليدين باستخدام القفازات، وقص الأظافر، وارتداء ملابس فضفاضة.
- العناية بتقرحات الفم: إذا ظهرت بثور في الفم، يُنصح بتجنب الأطعمة الحارة واللاذعة، ويفضل تناول الحساء أو الشوربات.
- حمام بيكربونات الصوديوم: يمكن نقع الأجزاء المصابة في ماء فاتر يحتوي على بيكربونات الصوديوم (بالإنجليزيّة: Baking Soda) والشوفان لتخفيف الحكة.
الوقاية من مرض أبو شوكة
تلقّي لقاح جدري الماء يعد من أفضل طرق الوقاية من مرض أبو شوكة؛ حيث يُعطى اللقاح على جرعتين: الأولى للأطفال من عمر 12 إلى 15 شهرًا، أما الثانية فتُعطى عند بلوغ الطفل من 4 إلى 6 سنوات. وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزيّة: Centers for Disease Control and Prevention)، فالحصول على الجرعتين يوفر حماية تصل إلى 98% من فيروس الفاريسيلا، كما يساهم في الحد من التأثيرات الناتجة عن الإصابة إذا حدثت. يُمكن إعطاء اللقاح للأطفال الأكبر سنًا والبالغين الذين لم يتلقوا التطعيم سابقًا؛ إذ يحصل الأطفال في عمر 7-12 سنة على جرعتين بفاصل ثلاثة أشهر، بينما يحصل البالغون الذين لم يصابوا بالمرض سابقًا على جرعتين بفصل أربعة أسابيع. يُفضّل للفئات الأكثر تعرضًا للخطر، مثل العاملين في المجال الصحي والمدرسين، الحصول على اللقاح. عادةً لا يُسبب اللقاح مخاطر كبيرة، حيث تُظهر الأعراض الجانبية في موضع الحقن فقط كاحمرار أو ألم خفيف أو تورم، ومع ذلك لا يُعطى اللقاح خلال الحمل أو في حالات ضعف المناعة، كما يُفضل تجنب إعطائه للأشخاص الذين لديهم حساسية من الجيلاتين (بالإنجليزيّة: Gelatin) أو المضاد الحيوي نيومايسين (بالإنجليزيّة: Neomycin).