تعتبر منطقة شبه الجزيرة العربية موطنًا للعديد من القبائل التي طورت هويتها الثقافية والاجتماعية، ومن بين هذه القبائل تبرز قبيلة قحطان، المعروفة بخصالها المميزة. في هذا المقال، نستعرض تاريخ قبيلة قحطان في زمن الرسول الكريم، وكذلك ن تحدث عن نسبها العائلي.
قبيلة قحطان في عصر الرسول الكريم
يرتبط نسب قبيلة قحطان الحالي بسلم النسب الذي يعود إلى بن هود بن شالخ بن أرفخذ بن سام بن نوح (عليه السلام). خلال هذه الفترة، أثبتت القبيلة قوتها في مواجهة التحديات وتفوقت بين نظيراتها من القبائل العربية. وقد وُثق ذكر قحطان في العصر الأموي، حيث تمكن أفرادها من استقرارهم في مناطق متفرقة من شبه الجزيرة.
تشير بعض المصادر إلى أنها كانت أيضًا معروفة خلال العصر الكندي حين خضعت لسلطة المملكة الكندية وسُميت حينها بالسبئيين، نظرًا لأصلها الذي يعود إلى سبأ، في اليمن. ويُعتبر انتشارها في مناطق مثل جنوب شبه الجزيرة وقطر والكويت، وتهامة ونجد مؤشراً على شمولية وجودها.
الموطن الأصلي لقبيلة قحطان
مهد قبيلة قحطان كان في مناطق محددة من وسط وجنوب شبه الجزيرة العربية، حيث توافرت لهم ظروف موضوعية للانتشار، مثل سفوح جبال عسير الشرقية، ومنازل الدواسر، علاوة على سواحل البحر الأحمر، وكذلك في وديان تثليث والريان والركاء، فضلاً عن منطقتي العرض وحصاة قحطان.
فخوذ قبيلة قحطان
تُعتبر قبيلة قحطان واحدة من القبائل العريقة التي رسخت جذورها في مجموعة من المناطق في شبه الجزيرة العربية وما حولها، والتي وُجدت فيها فخوذ وامتدادات. ولتقريب الصورة، فإن فخوذ قبيلة قحطان تتضمن:
- فخذ جنب الذي يتفرع إلى بني بشر، شريف، عبيدة، وبني هاجر.
- فخذ سنحان الذي ينحدر منه الجحادر، الحباب، آل سري، وآل عمر.
- فخذ رفيدة الذي يشمل خطاب، لحاف، بني قيس، وآل الجحل.
فروع قبيلة قحطان
استمرّت قبيلة قحطان في الانتشار عبر الزمن، مما أدى إلى تكوين عدة فروع تنحدر منها، نظرًا لوجودها في مجموعة من المناطق. ومن أبرز هذه الفروع:
- آل حميدان.
- آل سريع، وعبد القادر، وبنيوس التابعة إلى قبيلة شريف.
- آل مفتاح.
- عبيدة التي تندرج منها آل الحارث وآل الصقر.
- آل مكاذب.
- بنو بشر.
- آل مفرح.
- سنحان؛ العنابس، آل سليمان، وآل حيان.
- آل جبران.
- الجحادر؛ آل سليمان، وآل الجمل.
- آل غازي.
- رفيدة؛ جارمه، وآل شواط، وخطّاب.
- آل الشريف.
- الحباب الذي ينحدر منه آل مسلم والهوجة.
- آل سالم بن عبيد.
- قبيلة جنب.
الانتشار الجغرافي لقبيلة قحطان
بعد استعراض الفخوذ والفروع، من المهم الإشارة إلى أن قبيلة قحطان وفروعها قد استمرت في الانتشار في مناطق عديدة. وقد ساهمت الأجيال الجديدة في تعزيز وجود القبيلة في مختلف الأماكن، وفيما يلي بعض هذه الأماكن:
- فخوذ سنحان منتشرة في اليمن ونجد وصنعاء وتهامة، وتم تسميتهم بذلك وفقًا للهجة السبئية والتي تعكس مفاهيم الخير والبركة.
- الجحادر أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من وسط شبه الجزيرة العربية وبعض مناطق عسير.
- عبيدة تسكن في ضواحي مأرب اليمنية.
- شريف موجودة في قطر والمنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، وينضم إليها بني هاجر.
- رفيدة تتواجد في مدينة جرش وأحد.
تاريخ قبيلة قحطان في زمن الرسول الكريم يعكس قوة هذه القبيلة وتأثيرها الكبير في حركة التاريخ داخل شبه الجزيرة العربية، حيث لعبت دورًا بارزًا في تشكيل الهوية الاجتماعية والثقافية للمنطقة.