أسباب انخفاض مستوى الاهتمام بالقراءة والمطالعة

قراءة ومطالعة

عند التأمل في مجريات الحياة المعاصرة، يتضح حجم التغيرات التي طرأت على سلوكيات الناس وأنماط حياتهم. فقد كان الكتاب منذ زمن بعيد الصديق المخلص للقارئ والمثقف، وكانت المكتبات تُعد من أبرز ملامح الحضارة الإسلامية. أما في عصرنا الحالي، فقد أضحى الناس يبتعدون تدريجياً عن فعل القراءة والصحبة مع الكتاب، مما أدى إلى مشاهد المكتبات في الدول العربية والإسلامية شبه فارغة، تفتقر لمرتاديها. ما هي إذن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة المقلقة؟

أسباب تدهور ممارسة القراءة والمطالعة

فيما يلي نستعرض الأسباب المتعلقة بتراجع ظاهرة القراءة بتفصيل.

سهولة الوصول إلى المعلومات

أدت شبكة الإنترنت إلى فتح آفاق واسعة أمام الناس، حيث تيسرت لهم سبل الحصول على المعلومات بسهولة وسرعة. كما أسهمت تطبيقات التواصل الاجتماعي في تبادل المعرفة والأخبار بأسلوب وسرعة غير مسبوقة. هذا التحول أثّر في أنماط القراءة والمتابعة، إذ لم يعد بحاجة الطالب للمعلومة الذهاب إلى المكتبة، بل بإمكانه الحصول عليها بيسير من الجهد وهو جالس في مكانه.

انشغال الناس

تُعتبر قلة أوقات الفراغ من سمات الحياة المعاصرة، فالعامل يستهل يومه مبكراً ويعود متأخراً جراء الظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات المتعددة. لذلك، يزامن الناس بين المعيشة ومتطلبات الحياة، مما يجعل القراءة صفة ثانوية أو حتى هامشية بالنسبة إليهم.

تراجع الإبداع الفكري

تتميز المكتبة الإسلامية باحتوائها على مجموعة ضخمة من الكتب والمصادر التي توثق جهود العلماء على مر العصور. ولكن، للأسف، يعتمد الناس اليوم على تلك الثروات المعرفية دون التفكير في إضافة جديدة أو البناء على ما سبقه من إنتاج. نتيجة لذلك، تراجع الإنتاج الفكري والعلمي، وصرنا نشهد مؤلفات حديثة تُعد مجرد تجميع أو إعادة صياغة لما كتبه وألفه العلماء من قبل.

السياسات التعليمية المتبعة في بعض الدول

تكرّس العديد من السياسات التعليمية على تلقين المعلومات من قِبل المعلمين للطلاب دون وجود آليات تحفيزية تُشجع على القراءة. هذا الوضع يسهم في عزوف الطلاب والمتعلمين عن القراءة والمطالعة.

ظهور وسائل الإعلام الحديثة

قد شغل التلفاز بمحتواه المتنوع من القنوات شغلًا كبيرًا في حياة الناس، مما أثر سلبًا على ممارسة القراءة. فقد تُعتبر هذه الوسائل بديلاً عن المطالعة والقراءة، التي تُعتبر من أسس العلم والثقافة.

مراجع

  1. ↑ zakariavirk, “الكتابات في العالم الإسلامي”، themuslimtimes.info، تم الاطلاع عليه في 25-7-2018. بتصرف.
  2. ↑ Padraig Belton, Matthew Wall (14-8-2015)، “هل قضت التكنولوجيا على الكتاب أم أحيتّه من جديد؟”، www.bbc.com، تم الاطلاع عليه في 25-7-2018. بتصرف.
  3. ↑ Zhonghong Wang, Charles I. Guarria (2011)، الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على المكتبات، نوفاتو، كاليفورنيا: New Library World، الصفحات 199-214. بتصرف.
  4. ↑ AMU Conference (10-4-2017)، “الأزمة الفكرية للأمّة الإسلامية” – مؤتمر دولي في جامعة AMU، amuconference.org، تم الاطلاع عليه في 25-7-2018. بتصرف.
  5. ↑ سلوى الطريفي (18-3-2017)، “التعليم الفاشل.. بين الاعتماد على التلقين والبعد عن التجريب”، blogs.aljazeera.net، تم الاطلاع عليه في 25-7-2018. بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top