تأثيرات الطاقة النووية السلبية على البيئة

التأثيرات السلبية للطاقة النووية على البيئة

تُعرف الطاقة النووية (بالإنجليزية: Nuclear energy) كواحدة من أشكال الطاقة المستمدة من نواة الذرة، والتي تتولد نتيجة عمليات الانشطار أو الاندماج النووي. تُعتبر الطاقة النووية أحد المصادر الرئيسية لتوليد الكهرباء على مستوى العالم. وعلى الرغم من الفوائد العديدة واستخداماتها المتعددة في مجالات مختلفة، إلا أن هناك بعض التأثيرات السلبية التي تتركها على البيئة، والتي سنتناولها في هذا المقال.

الانبعاث الكبير لثاني أكسيد الكربون

عند استخدام محطات الطاقة النووية لليورانيوم كوقود، يؤدي ذلك إلى إنتاج كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون نتيجة لعمليات التفاعل. بالإضافة إلى ذلك، تسهم عملية نقل النفايات المشعة في انبعاث كميات من هذا الغاز، كما أن بناء محطات جديدة يساهم بدوره في زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

إطلاق مستويات منخفضة من الإشعاعات النووية

تُنتج محطات الطاقة النووية مستويات منخفضة من الإشعاعات النووية في المناطق المحيطة بها. وقد أظهرت دراسات علمية أن هناك زيادة في معدلات الإصابة بالسرطان لدى الأفراد الذين يعيشون قرب محطات الطاقة النووية. وتشير الأبحاث إلى أن التعرض المستمر لهذه الإشعاعات قد يؤثر على بنية الحمض النووي، ليس فقط لدى البشر، ولكن أيضاً لدى الحيوانات.

تلوث المياه وتأثيره على الكائنات البحرية

تستخدم محطات الطاقة النووية المياه لتبريد المشعات المولدة للحرارة، وخلال هذه العملية، تتعرض المياه للتلوث بالإشعاعات النووية. على الرغم من تخزين هذه المياه في خزانات فولاذية داخل المحطات، يتم تصريفها في المسطحات المائية القريبة، مما ينقل الإشعاعات النووية إلى البيئة البحرية، مما يؤدي إلى تلوثها. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الإشعاعات لها تأثيرات سلبية خطيرة على الحمض النووي للكائنات البحرية. وعلى الرغم من الإجراءات الرقابية، إلا أن هذا التلوث لا يزال مستمراً، مما يستدعي البحث عن طرق بديلة للتعامل مع مياه المحطات النووية.

تهديد الحياة الطبيعية بسبب النفايات المشعة

تُعتبر مخلفات الطاقة النووية، المعروفة باسم النفايات المشعة، من أهم المخاطر التي تهدد الحياة الطبيعية. يُمكن أن تستمر هذه النفايات في الإضرار لآلاف السنين. على الرغم من الجهود المبذولة للاحتفاظ بهذه النفايات داخل المحطات، إلا أن المساحة المحدودة تشكل تحدياً، مما يستدعي نقلها في براميل. لكن لا توجد ضمانات لعدم تسرب هذه النفايات أثناء النقل أو عند الدفن، وزيادة عدد محطات الطاقة النووية يفاقم من هذه المشكلة.

احتمالية وقوع حوادث نووية

على الرغم من اتخاذ تدابير الأمان اللازمة في محطات الطاقة النووية، إلا أنها قد تتعرض لحوادث، كما حدث في كارثة فوكوشيما، وتشيرنوبيل، وجزيرة ثري ماي في ولاية بنسلفانيا، والتي تسببت في عواقب وخيمة على البيئة والمجتمعات المحيطة.

يمكن أن تتضمن هذه الحوادث انهيارات داخل المحطة النووية وتسرّب الإشعاعات الضارة، كما حصل في حادثة تشيرنوبيل عام 1986، التي أدت إلى مقتل الآلاف. ورغم مرور أكثر من ثلاثة عقود، لا تزال تلك المنطقة تعتبر موبوءة ويُحذر من الاقتراب منها.

الخاتمة

تتنوع الأضرار التي تلحقها المفاعلات النووية بالبيئة. وعلى الرغم من أن الطاقة النووية ليست مصدر طاقة متجددة، إلا أن تأثيرها طويل الأمد قد يستمر لآلاف السنين. ومن جهة أخرى، تعتبر الطاقة النووية طاقة نظيفة حيث لا تُنتج كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون مثل غيرها من مصادر الطاقة الكهربائية. وقد تم الإشارة سابقًا إلى مخاطر التسربات النووية والأحداث الواقعية التي تبرز خطورة الأشعة النووية على الإنسان والبيئة بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top