أنواع الابتزاز العاطفي
الابتزاز العاطفي هو شكل من أشكال التلاعب يقوم من خلاله أحد الأفراد باستخدام مشاعر الآخر كوسيلة للسيطرة على قراراته وسلوكياته. تشمل هذه الظاهرة عدة أشكال رئيسية يمكن أن يستعملها المبتز إما بشكل منفرد أو متزامن لتحقيق أهدافه الشخصية. فيما يلي عرض مختصر لكل من هذه الأنواع:
التخويف
يعمد المبتز إلى زرع الخوف في قلب الطرف الآخر من خلال تهديده بفقدانه، خاصة إذا كان هذا الشخص مرتبطًا به عاطفيًا. يمكن أن تتضمن أساليب التخويف إغضاب الطرف الآخر، أو الأذى الجسدي بشكل مباشر.
إثارة الشعور بالالتزام
يسعى الجميع إلى الانتماء إلى مجموعة معينة، وهذه الرغبة يمكن أن تُستخدم من قبل المبتز تحت ضغط الالتزام. على سبيل المثال، قد يزعم أحد الزوجين أنه سيلبي طلب الآخر إذا تعاطف معه، أو يذكر الآباء أبناءهم بالتضحيات التي قدموها، وهذا لتقييد حريتهم وجعلهم يشعرون بالضغط لتنفيذ ما يُراد منهم.
إشعار بالذنب
يوجد ارتباط وثيق بين الالتزام والشعور بالذنب؛ إذ يشعر الفرد أحيانًا بأنه ملزم بفعل شيء معين، وفشله في ذلك قد يؤدي للشعور بالذنب والعقاب الذاتي. وقد يصل الأمر إلى تحمل الشعور بالذنب حتى في حال سعادته بينما يمر الطرف الآخر بأوقات صعبة.
الابتزاز عبر الوعود بالمكافآت مقابل الخدمات
يعد عدم الالتزام بالوعود من قبل المبتز تجاه الطرف الآخر أحد أكثر صور الابتزاز العاطفي إضرارًا. على سبيل المثال، قد يعد مدير أحد موظفيه بترقية إذا اجتهد في أداء مهامه بشكل جيد، لكن الموظف يبقى في حالة الاستغلال دون أن ينال الترقيات المطلوبة، مما يدل على استغلال حاجته لتحقيق أهداف المدير.
علامات الابتزاز العاطفي
هناك بعض المؤشرات التي يجب التعرف عليها لتحديد ما إذا كان الشخص يمارس الابتزاز العاطفي. وفيما يلي أبرز تلك العلامات:
- دائمًا ما يتقمص المبتز دور الضحية، مما يدفع الطرف الآخر للشعور بالأسى تجاهه.
- يمارس ضغوطًا على الآخرين لإجبارهم على قبول آرائه بالقوة، سواء عبر القوة الجسدية أو الهيمنة المعرفية التي تؤدي لتقويض ثقة الطرف الآخر بنفسه.
- يقوم بإرباك الطرف الآخر ودفعه نحو الارتباك والتشويش، مما يسهل عليه الوصول إلى مبتغاه.
- يتطفل على أسرار الآخرين ليكتشف نقاط ضعفهم ويستخدمها للابتزاز، أو ليعرف أسرارًا قد تُفصح لاحقًا.
- يتصرف بطريقة درامية في الأماكن العامة، مثل رفع صوته أو تهديد الطرف الآخر بإحداث مشاكل تؤدي إلى إحراجه.
- يعمل على إحباط الآخرين من خلال تذكيرهم بنقائصهم وإغفال محاسنهم، مما يمنعهم من اتخاذ القرارات بشكل مستقل.
- يبحث بشكل دائم عن جذب انتباه الطرف الآخر، ويشعره بالذنب إذا قرر التمتع ببعض الوقت بمفرده أو مع أصدقائه.
- يمارس أسلوب التهديد بإيذاء نفسه إذا لم يحقق مبتغاه، وهذا يعد من أكثر التكتيكات شيوعًا.
كيفية التصدي للابتزاز العاطفي
إذا كان لدى الشخص شعور بأنه يتعرض للابتزاز العاطفي، يجب عليه أن يتصدى لذلك على الفور من خلال الاستفادة من النصائح التالية:
- فهم مفهوم الابتزاز العاطفي.
على الفرد أن يتعرف على أشكاله المختلفة ويتأكد من وجود العلامات المذكورة سلفًا.
- وضع حدود واضحة للعلاقة لإيقاف المبتز عند حده.
يجب التشبث بالرأي وعدم تنفيذ ما يريده المبتز. حتى في حالة التهديد بإيذاء نفسه، يمكن التعبير عن الاهتمام لأمره لكن التأكيد على عدم شرعية تصرفاته وضرورة طلب المساعدة.
- طلب توضيح وجهة نظر المبتز بموضوعية.
هذا سيمكن الشخص من فهم نوايا المبتز وكيفية التعامل معه بشكل يهدئ الموقف ويجبر المبتز على التراجع.
- توضيح السلوكيات المقبولة وغير المقبولة للمبتز.
من المفضل إبلاغ المبتز بعدم التساهل في حال تجاوزه للحدود المسموحة، مثل تحديد أن الحديث سوف يتوقف في حالة الصراخ.
- البعد عن المبتز إذا استمر في سلوكه الضار.
يمكن أن يُشعر المبتز بأن الشخص سيتركه إذا استمر في الضغوط وابتزازه.
- عدم تحمل المسؤولية عن أي أفعال قام بها المبتز أو لم يقم بها تجاهه.
يتحمل الشخص المسؤولية عن أفعاله، ويجب أن يكون جاهزًا لمواجهة العواقب، لكن ليس له حق لوم الضحية.
- إبلاغ المبتز بأن تصرفاته تؤذي مشاعره.
يتوجب على الشخص توضيح أنه هو الضحية في هذه العلاقة، وأنها أصبحت سامة ومتعبة، مما يعد طريقة جيدة للتعامل مع الابتزاز العاطفي.
- استخدام نهج غير دفاعي عند التعامل مع المبتز.
نظرًا لأن الدفاع يمكن أن يُحفز المبتز للتمسك بأسلوبه، قد يكون الحوار عديم الجدوى إذا تم استخدام الدفاع.