تُعتبر الصحراء بيئة جافة وقاسية نتيجة لعدة عوامل ساهمت في تكوينها. ومن أبرز الصحاري الكبيرة، تُعد صحراء النقب واحدة من أكبرها، حيث تمتد من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
موقع صحراء النقب
تتميز صحراء النقب بموقعها الجغرافي الاستثنائي، حيث تصل مساحتها إلى حوالي 14,000 كيلومتر مربع. توضح النقاط التالية موقعها بدقة:
- تقع في أقصى الجنوب من الأراضي الفلسطينية، حيث تمتد من الحدود الشرقية إلى الحدود الغربية.
- يحدها من الشرق المملكة الأردنية الهاشمية.
- أما من الجهة الغربية، فتقع صحراء سيناء.
- تتواجد مدينة الخليل، وهي أقرب مدينة فلسطينية، في الاتجاه الشمالي من الصحراء.
- كل هذه العوامل أسهمت في تحويل صحراء النقب من صحراء عادية إلى واحدة من الصحاري الكبرى.
مناخ صحراء النقب
من المعروف أن الصحاري تتميز بارتفاع درجات حرارتها في الصيف وانخفاضها في الشتاء. وفيما يلي توضيح لمناخ صحراء النقب:
- تتميز هذه الصحراء بمناخ صحراوي حيث تعلو درجات الحرارة بشدة خلال أشهر الصيف.
- في فصل الشتاء، يمكن أن تصل درجات حرارة صحراء النقب إلى 60 درجة مئوية.
- تشهد النقب برودة ملحوظة في الشتاء، حيث تنخفض الحرارة إلى حوالي 7 درجات مئوية في معظم الأحيان، مما يؤثر على مستوى الرطوبة وهطول المطر.
- تتجه رياح هذه الصحراء نحو الجنوب الغربي والشمال الشرقي.
- تزداد شدة الرياح في الشتاء، حيث تصل سرعتها إلى نحو 25 متراً في الثانية، مما يؤدي إلى حدوث عواصف قوية تكاد تقتلع الأشجار من جذورها.
سكان صحراء النقب وأهم المدن
يقدر عدد القبائل التي تقيم في صحراء النقب بحوالي 3,000 نسمة، يمتلكون ما يقارب 3,000,000 دونم من أراضي النقب. ومن أبرز هذه القبائل:
- يعيش في تلك الصحراء أفراد ينتمون لمجموعة متنوعة من الأعراق، بما في ذلك البدو والعرب من الأردن وسيناء.
-
قبيلة الترابين: تُعتبر من أقدم وأشهر القبائل في صحراء النقب، وتعود أصولها إلى شبه جزيرة سيناء.
- قبيلة التياها: هي أيضاً من قبائل شبه جزيرة سيناء، وتعد الثانية من حيث العدد في النقب، ويقال إنها مرتبطة بقبيلة الظلام.
-
قبيلة الظلام: تمثل من القبائل القديمة التي سكنت في صحراء النقب لعقود طويلة.
- سعى أغلب أبنائها للفرار إلى المدن المجاورة بعد النزاعات والحروب.
- أما بقية سكان هذه القبيلة فيقيمون في تجمعات سكنية في النقب، والتي تواجه بدورها خطر الانقراض بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
-
مدينة بئر السبع: تُعتبر من المدن الشهيرة في صحراء النقب.
- تتميز بكثافتها السكانية العالية، حيث يسكن معظم سكان النقب في ضواحيها وداخلها.
- بالإضافة إلى مدن وادي النعيم، وتل السبع، والأعسم، والقصر التي تليها من حيث الكثافة السكانية.
- تُظهر نسبة السكان في صحراء النقب زيادة ملحوظة، مما يجعلها تحتل أعلى معدل نمو سكاني على مستوى العالم.
- السبب في ذلك هو قدرة المرأة الواحدة على إنجاب أكثر من 12 طفلاً، إضافة إلى الزواج المتعدد مما يعزز من عدد السكان.
خصائص المناخ الصحراوي
بعد تناول موضوع موقع صحراء النقب، نتساءل عن الفوائد المحتملة للعيش في الصحاري وما الذي يميز مناخها عن المناخات الأخرى. يتميز المناخ الصحراوي بعدة خصائص، نعرضها فيما يلي:
-
التقلبات في درجات الحرارة: يعد تفاوت درجات الحرارة من أبرز سمات المناخ الصحراوي، حيث يمكن أن تصل الحرارة إلى 70 درجة مئوية.
- كما تنخفض نسبة الرطوبة، وهو ما يمكن ملاحظته في الصحاري الشرقية والغربية في مصر.
-
ندرة المياه: من الخصائص المعروفة عن الصحاري هو الجفاف، وكذلك سرعة الرياح.
- يحدث الجفاف نتيجة لقلة الأمطار خلال الأشهر الصيفية، مما يؤدي إلى تبخر المياه وزيادة درجات الحرارة.
- مع ذلك، يحدث أحياناً هطول أمطار غزيرة تسبب في تشكل السيول.
-
حركة الرياح: في المناطق العادية، توجد هيكليات على سطح الأرض وأغشية نباتية تعيق حركة الرياح.
- بينما في الصحاري، تكون الأرض مكشوفة، مما يسمح للرياح بالتحرك بلا عوائق.
- هذا الأمر يؤدي إلى تكوّن رياح محملة بالتراب، والمعروفة باسم العواصف الرملية.
-
انتشار الحصى: تغطي الحصى والرمل سطح الصحاري نتيجة لعدم وجود زراعة.
- تربة هذه المناطق غير قابلة للزراعة، ما يجعلها أراضي بور، ولكنها تحتوي على مواد قيمة تحت سطحها مثل الغاز والمياه الجوفية.
- هذا ما يدفع الناس دائماً إلى التنقيب في الصحاري.