أشعار وحكم
- يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:
تردَ رداء الصبر عند النوائب، تنل من جميل الصبر حسن العواقب.
وكن صاحباً للحلم في كل مشهد، فما الحلم إلا خير خدن وصاحب.
واحفظ عهد الصديق ورعاه، تذق من كمال الحفظ صفو المشارب.
واشكر الله على كل نعمة، يثبكَ على النعمى جزيل المواهب.
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه، فكن طالباً في الناس أعلى المراتب.
- ويقول علي بن أبي طالب عن الصبر:
فإن تسألني كيف أنت، فإنني صبور على ريب الزمان صليب.
حرص على ألا يُرى بي كآبة فيشمُت عاد أو يُساءَ حبيب.
وفيك انطوى العالم الأكبر، دواك فيك وما تُشعر، وداوك منك وما تُبصر.
وتحسب أنك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر.
وأنت الكتاب المبين الذي بحروفه يظهر المضمر.
- ومن حكمه في الدنيا والآخرة:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها.
فإن بناها بخير طاب مسكنها، وإن بناها بشر خاب بانيها.
أين الملوك التي كانت مسلطة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها.
أموالنا لذوي الميراث نجمعها، ودورنا لخراب الدهر نبنيها.
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت، أمسّت خراباً ودانى الموت دانيها.
- وله أيضاً:
لكل نفس وإن كانت على وجل من المنية أمال تقويها.
المرء يبسطها والدهر يقبضها، والنفس تنشرها والموت يطويها.
أجمل الحكم والأشعار
- يقول أبو فراس الحمداني في الفداء:
دعوتك للجفن القريح المرهق، وللنوم القليل المشرد.
وما ذاك بخلاً بالحياة وإنها لأول مبذول لأول مجتهد.
ولكنني أختار موت بني أبي على صهوات الخيل غير موسد.
فما كل من شاء المعالي ينالها، ولا كل سائر إلى المجد يهتدي.
- وكتب من الأسر يقول:
أُسِرْتُ وما صحبي بعزل لدى الوغى، ولا فرسي مهرٌ ولا ربه غمر.
ولكن إذا حُمّ القضاء على امرئ، فليس له برّ يقيه ولا بحر.
وقال أُصَيْحابي: الفرار أو الردى، فقلت: هما أمران أحلاهما مرّ.
ولكنني أمضي لما لا يعيبني، وحسبك من أمرين خيرهما الأسر.
- حكم جبران خليل جبران:
وما السعادة في الدنيا سوى شبح يُرجى، فإن صار جسماً ملّه البشر.
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً، حتى إذا جاءه يبطئ ويعكر.
لم يسعد الناس إلا في تشوّقهم إلى المنيع، فإن صاروا به فتوروا.
فإن لقيت سعيداً وهو منصرف عن المنيع فقُل في خلقه العبر.
- ويقول جبران عن الخير والشر:
الخير في الناس مصنوع إذا جُبروا، والشر في الناس لا يفنى وإن قُبروا.
وأكثر الناس آلات تحركها أصابع الدهر يوماً ثم تنكسر.
فلا تقولن: هذا عالم بعلم، ولا تقولن: ذاك السيد الوقر.
فأفضل الناس قطعان يسير بها صوت الرعاة، ومن لم يمشِ يندثر.
- حكم جبران عن الموت:
والموت في الأرض لابن الأرض ختام، وللأثيري فهو البدء والظفر.
فمن يعانق في أحلامه سحراً يبقى، ومن نام كل الليل يندثر.
ومن يلازم ترباً حال يقظته يعانق التُرب حتى تخمد الزهر.
فالموت كالبحر، من خفت عناصره يجتازه، وأخو الأثقال ينحدر.
أبيات الشعر – أمثال شعبية
- يقول أبو الطيب المتنبي:
إذا غامَرْتَ في شرفٍ مرومٍ، فلا تقنع بما دون النجوم.
فطعم الموت في أمرٍ حقيرٍ، كطعم الموت في أمرٍ عظيم.
- ويقول المتنبي عن طباع الناس:
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم، ومن لك بالحُر الذي يحفظ اليدين.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّد.
- أمثال شعبية من شعر أبو العتاهية:
بكيت على الشباب بدمع عيني، فلم يغنِ البكاء ولا النحيب.
فيا أسفاً أسِفتُ على شبابٍ نَعاه الشيب، والرأسُ الخضيب.
- ويقول:
عريتُ من الشباب وكان غضًّا، كما يُعرى من الورق القضيب.
فيا ليت الشباب يعود يوماً، فأخبره بما صنع المشيب.
- أمثال من شعر أبو تمام:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى، ما الحب إلا للحبيب الأول.
كم منزل في الأرض يألفه الفتى، وحنينه أبداً لأول منزل.
يقول البقاء الرندي في رثاء الأندلس:
لكل شيء إذا ما تم نقصان، فلا يُغرَّ بطِيب العيش إنسان.
هي الأمور كما شاهدتها دول، من سرّه زمن ساءته أزمان.
وهذه الدار لا تبقي على أحد، ولا يدوم على حال لها شان.
أجمل ما قيل من حكم وأمثال
- يقول أبو القاسم الشابي:
إذا ما طمحتُ إلى غايةٍ، ركبتُ المُنى، ونَسِيتُ الحذر.
ولم أتجنب وعور الشِعاب، ولا كُبَّةَ اللهب المستعر.
ومَنْ يتهيّب صعود الجبال، يعيش أبَدَ الدهر بين الحُفر.
- يقول الإمام الشافعي:
إن الدنانير إن وافتها نفعَت، فاجعل رسولك ما عشتَ الدنانيرا.
الدهر يومان…
الدهر يومان: ذا أمن وذا خطر، والعیش عیشان: ذا صفو وذا كدر.
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف، وتستقر بأقصى قاعه الدرر.
وفي السماء نجوم لا عداد لها، وليس يُكسف إلا الشمس والقمر.
- ويقول أيضاً:
إذا حار أمرك في معنَيين، ولم تدر فيما الخطأ والصواب.
فخالف هواك فإن الهوى يقود النفوس إلى ما يُعاب.
- يقول الشافعي عن العلم:
العلم مغرس كل فخر، فافتخر، واحذر أن يفوتك فخر ذاك المغرس.
واعلم بأن العلم ليس يناله من همّه في مطعم أو ملبس.
إلا أخو العلم الذي يُعنى به في حالتيهِ عارياً أو مكتسيّ.
فاجعل لنفسك منه حظاً وافراً، واهجر له طيب الرقاد وعبس.
فلعل يوماً إن حضرت بمجلس، كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس.