تكميم المعدة
تعتبر عملية تكميم المعدة (بالإنجليزية: Sleeve gastrectomy) إجراءً جراحيًا يهدف إلى دعم فقدان الوزن من خلال تقليل كمية الطعام المستهلكة. تتضمن هذه العملية إزالة حوالي 75% من المعدة بالطريقة التداخلية، مما يغير شكل المعدة ليصبح أقرب إلى شكل الموزة أو الأنبوب، مما يسمح لها باستيعاب كمية أقل من الطعام، تصل إلى 50-100 مل من السوائل، أي ما يعادل نصف كوب من الشاي. تُبقي هذه العملية على عضلة البواب (بالإنجليزية: Pylorus)، والتي تتحكم في انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء. يساهم تصغير حجم المعدة في شعور الشخص بالامتلاء بعد تناول كميات أقل من الطعام، كما يساعد في تقليل إنتاج الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع. يُعتبر تكميم المعدة إجراءً أبسط مقارنةً بجراحة المجازة المعدية (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery)، حيث لا يتطلب تغيير مسار الأمعاء. تستغرق العملية حوالي ساعة وتمتد فترة الإقامة في المستشفى إلى حوالي يومين.
المخاطر المحتملة لتكميم المعدة
لا تخلو أي عملية جراحية من المخاطر المحتملة، لكن استخدام التنظير البطني في جراحة علاج السمنة قد أحدث تحولًا كبيرًا في فعالية الجراحة وفي تقليل المضاعفات المرتبطة بها. أظهرت دراسات لأكثر من 60,000 مريض أن خطر الوفاة نتيجة تكميم المعدة هو 0.1٪، وهو أقل بكثير من خطر الوفاة بسبب عمليات أخرى مثل استئصال المرارة أو جراحة استبدال مفصل الورك. ومن المثير للاهتمام، انخفاض معدل الوفيات بمقدار 89٪ بين الأفراد الذين خضعوا لجراحة تكميم المعدة، وذلك نتيجة لتقليل المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة التي تمت معالجتها من خلال جراحة إنقاص الوزن.
تُعتبر المضاعفات الناتجة عن عملية تكميم المعدة نادرة، حيث تتراوح احتمالية حدوث المضاعفات الكبرى لأقل من 1٪ من الحالات. ومن النادر جدًا أن تؤدي مضاعفات تكميم المعدة إلى الوفاة. ينبغي الإشارة إلى أن المخاطر المرتبطة بتكميم المعدة تعتبر أعلى قليلاً من تلك المرتبطة بعملية ربط المعدة (بالإنجليزية: laparoscopic adjustable band)، ولكنها أقل مقارنة بمخاطر إجراء المجازة المعدية. كما هو الحال مع أي عملية جراحية، توجد عدة مخاطر قصيرة وطويلة الأمد، تشمل:
- المخاطر المحتملة على المدى القريب: تعرض المريض لنزيف حاد أثناء العملية، أو العدوى في مكان الجراحة، وتفاعلات سلبية للتخدير، وتجلطات دموية، ومشاكل في الرئة أو التنفس، وحدوث تسريب من المعدة المزالة، إصابات بالأعضاء المجاورة أثناء العملية، والحاجة إلى التحويل إلى عملية مفتوحة بدلاً من المنظار.
- المخاطر المحتملة على المدى البعيد: تشمل هذه المخاطر انسداد المعدة، الفتق، الارتجاع المعدي المريئي، انخفاض مستوى السكر في الدم، سوء التغذية، والتقيؤ.
توقعات فقدان الوزن
من المتوقع أن يصل فقدان الوزن بعد عملية تكميم المعدة إلى 60٪ من الوزن الزائد خلال فترة تتراوح بين 12 إلى 18 شهرًا. فمثلاً، الشخص الذي يزن 100 كغم فوق الوزن الصحي قد يخسر حوالي 60 كغم. ومع ذلك، قد يفقد البعض وزنًا أكبر أو أقل، وتساعد ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي في تحقيق نتائج أفضل بعد العملية.
النظام الغذائي بعد تكميم المعدة
يمر النظام الغذائي عقب عملية تكميم المعدة بأربع مراحل، يمكن توضيحها على الشكل التالي:
- المرحلة الأولى: تستمر حوالي أسبوع بعد الجراحة، ويجب على المريض تناول السوائل الصافية فقط، مع تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين وكذلك المشروبات السكرية والمشروبات الغازية. من المهم شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا، بالإضافة إلى خيارات مثل: الجيلي، المرق، والشاي أو القهوة منزوعة الكافيين.
- المرحلة الثانية: تمتد من الأسبوع الأول إلى عشرة أيام بعد العملية، حيث يبدأ المريض في الشعور بالجوع. يتجه النظام الغذائي في هذه المرحلة إلى السوائل الغنية بالبروتين مع تجنب الأطعمة السكرية وأي أطعمة ذات قيمة غذائية منخفضة. ينبغي تناول الأطعمة المنخفضة السكر مثل: الحساء الرقيق، البودنج الخالي من السكر، والزبادى خالي الدسم، مع الاستمرار في شرب الماء.
- المرحلة الثالثة: هنا يجب الامتناع عن الأطعمة السكرية والخبز وقشر الخضار والفواكه والبذور، بالإضافة إلى الأطعمة الدهنية مثل الزيوت والزبدة. تشمل الخيارات الآمنة في هذه المرحلة: اللحوم والدواجن قليلة الدسم، السمك الطري، والجبن قليل الدسم، والبيض المطبوخ والخضار الطازجة.
- المرحلة الرابعة: تبدأ بعد حوالي أربعة أسابيع من العملية، حيث يتم الانتقال إلى الأطعمة الصلبة مع ضرورة تجنب الخبر والأطعمة الغنية بالسكر والأغذية عالية السعرات، مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات.