تتجلى أهمية الشورى في دورها الحيوي الذي يُعين الفرد على اتخاذ القرارات الأنسب والأكثر ملاءمة له. كما تعكس هذه العملية عمق الإيمان بالله سبحانه وتعالى، واتباعه لأوامره.
تقدم الشورى الفرد بالمعرفة والخبرات التي تسهل عليه مواجهة التحديات المختلفة. وقد تم ذكر الشورى في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مما يعكس سمعتها العالية وأثرها الكبير في بناء المجتمع.
أهمية الشورى
تجسّد أهمية الشورى في مجالات اجتماعية وسياسية وثقافية عديدة، وتعتبر هذه السمة من المميزات الأساسية للأشخاص الناجحين، كما تنعكس الآثار الإيجابية لهذه الممارسة على جميع أفراد المجتمع. وأبرز جوانب أهمية الشورى تشمل:
- المساعدة في الوصول إلى الحق، حيث يُعزز تبادل الآراء مع ذوي الخبرة من فرص الوصول إلى الحلول الصحيحة في المواقف الصعبة.
- اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والامتثال لأوامر الله تعالى.
- تنمية الأفكار، وزيادة المعرفة، وتطوير التفكير النقدي والذاتي.
- تحقيق التكامل والتعاون بين جميع أفراد المجتمع.
- توفير شعور بالأمان والكرامة للمجتمع بأكمله.
- تعزيز الثقة بين الحاكم والمحكوم.
- تقليل حجم الخلافات بين الأزواج أو بين الرعاة ورعيتهم.
- محاربة التطرف والنزاعات، خاصة الخلافات السياسية.
- تغطية كافة جوانب الموضوع ودراسة الآراء الأقرب للصواب.
- مواجهة التهديدات الخارجية وحماية الدولة من أي اعتداءات.
- تعزيز ثقة الفرد بنفسه وقدرته على تحقيق الإنجازات المتميزة.
- تعتبر الشورى من الصفات النبيلة التي دعا إليها الإسلام وأكد عليها.
- لقد جاء الإسلام بمجموعة من الفضائل والصفات التي تصل بالمجتمع إلى أعلى مراتب الرقي. وتعتبر الشورى من بين هذه الفضائل، حيث تم ذكرها في مواضع مختلفة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
- مثلاً، يبرز قوله تعالى: “وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”.
- يعتبر هذا دليلاً قوياً لغرس صفة الشورى في المجتمع، مما يساهم في تحقيق أعلى درجات السمو والرقي.
- ويظهر بوضوح الامتثال للأوامر الربانية في بداية الآية الكريمة المذكورة سابقاً.
- أيضًا، تساهم الشورى في تعزيز حياة مزدهرة ومليئة بالرفاهية حين يستعين الأفراد بآراء الخبراء والاختصاصيين في مواجهة الأزمات.
- كما أن الشورى قادرة على تقديم النسخة الأفضل من الفرد لتطوير مهاراته الذهنية والاجتماعية والنفسية.
أهمية الشورى في القرآن والسنة
أوضح الحديث الشريف العديد من معاني الشورى كما وردت في القرآن الكريم، حيث تم ذكر الشورى في مختلف السياقات القرآنية وتم توضيح ذلك من خلال السنة النبوية. ويمكن تلخيص بعض من هذه النقاط كما يلي:
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذَا استَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُشِرْ عَلَيْهِ”.
- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: “مَن تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ومَن استَشَارَهُ أَخُوهُ المُسْلِمُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدٍ فَقَدْ خَانَهُ ومَن أَفْتَى بِفَتْوَى غَيْرِ ثَابِتٍ فَإنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَن أَفْتَاهُ.”
- وقال المولى عز وجل: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.”
- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله “البكر تُستَأمَرُ والثيب تُشَاورُ”.
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “كان أُمَراؤُكم خِيَارَكُم وأغنياؤُكم سُمَحَاءَكُم وأُمورُكُم شُورَى بَيْنَكُمْ.”
- وعَنْ عَلِيّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله (لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ).
- وفي رواية (لَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفًا أَحَدًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لاَسْتَخْلَفْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ).
صفات أهل الشورى
يجب توفر مجموعة من الصفات لمن يتوجب عليهم القيام بعملية الشورى لضمان الوصول إلى النتائج المرجوة وتفادي الأخطاء، ونستعرض بعض من هذه الصفات الأساسية:
- يجب أن يكون لديهم مستوى جيد من الخبرة والمعرفة، ليتمكنوا من تقديم توقعات وإجابات دقيقة.
- الأمانة والالتزام بتقدير المنصب الذي يشغلونه، وأن يعملوا بنية حسنة وابتغاء وجه الله.
- امتلاك عقل متفتح يمكنهم من التمييز بين الحق والباطل حتى لو تعرضوا لضغوط من الآخرين.
- التعرض لتجارب سابقة أو امتلاك معلومات متنوعة تسمح لهم بمساعدة السائلين.
- الأمانة في السرية، حيث أن بعض الأمور التي تتطلب الشورى قد تكون حساسة ولا يرغب أصحابها في تسريبها.
- الاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية كمرجع أساسي يستمدون منه أحكامهم وتوجيهاتهم.