تعتبر سميّة بنت الخياط رضي الله عنها أول شهيدة في الإسلام، حيث شهدت فترة محاربة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن كان معه منذ أن نزلت عليه الرسالة وهو في سن الأربعين. تعرضت هي وكل من اعتنق الإسلام إلى شتى أنواع التعذيب جراء إيمانهم. ومع ذلك، أظهر الصحابة شجاعة وحزمًا في مقاومة كفار قريش.
أول شهيدة في الإسلام: سميّة بنت الخياط رضي الله عنها
- كانت سميّة رضي الله عنها من السابقين المسلمين، حيث اعتنقت الإسلام في مكة المكرمة، وكانت من أوائل من أظهروا إسلامهم، حيث تعد سابعة سبعة في اعتناق الإسلام.
- وفقًا لما ذكره مجاهد (أول من أظهر الإسلام بمكة هم: رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق، بلال بن رباح، خباب بن الأرت، صهيب بن سنان، عمار بن ياسر، وسميّة بنت الخياط) رضي الله عنهم جميعًا.
- تعرض هؤلاء الصحابة للتعذيب القاسي على يد كفار قريش إثر إعلانهم إسلامهم.
حياة سميّة بنت الخياط وزواجها
- زوجها رضي الله عنه هو ياسر بن عامر، الذي قدم من اليمن إلى مكة مع إخوته الحارث وعبد الله، وقيم في مكة بعد عودة والدهم إلى اليمن.
- كان ياسر بن عمار رضي الله عنه قد تعاقد مع أبا حذيفة بن المغيرة كحليف له، وكانت سميّة جاريته، ثم تزوجها ياسر بن عمار. وعندما أنجبت له عمار، أعتقه أبا حذيفة في سبيل الله.
اعتناق الإسلام من قبل سميّة وابنها
- دخلت سميّة بنت الخياط الإسلام هي وابنها بشكل سري، وتبعهم زوجها بعد ذلك.
- عند إعلان إسلامهم، غضب قبيلة بني مخزوم وبدؤوا بتعذيبهم بأشد الأشكال.
تعذيب سميّة وعائلتها على يد كفار قريش
- عندما علم أبو جهل بجهرهم بإسلامهم، اشتعل غضبه لأنه كان سيد قبيلة بني مخزوم، لكن لم يتمكن من وقف الأذى عن سميّة وزوجها.
- تواجهت قبيلتا بني مخزوم وبني هاشم في نزاع مستمر، كما هو الحال بين الخير والشر.
- فقد أصدر أبو جهل أوامره لمعاقبتهم وتضييق سبل عيشهم، ومنعهم من التجارة لكنهم تجَلَّوا بالصبر والإيمان.
- استمر التعذيب القاسي الذي زعم بتجريدهم من المياه وإجبارهم على ارتداء قمصان حديدية في حر مكة.
- على الرغم من كبر سنهم، استمروا في تحمل الألم، رضوان الله عليهم.
استشهاد سميّة بنت الخياط
- استشهدت سميّة بنت الخياط رضي الله عنها على يد أبو جهل عندما طعنها بخنجر في قلبها، لتنال الشهادة بعد صبر طويل، بالرغم من كبر سنها.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ …) صدق الله العظيم.
- بعد استشهادها، كان لها تأثير كبير على الكثيرين من المسلمين الذين تمسكوا بدينهم أثناء مواجهتهم للصعوبات.
- وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه وهم يشاهدون التعذيب (صبرًا، صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة).
هجرة ابن سميّة إلى المدينة المنورة
- تمكن عمار بن ياسر رضي الله عنه من الهروب من التعذيب بعد أن أعلن كفره أمام المشركين مع الاحتفاظ بإيمانه، وتمكن من الهجرة إلى المدينة المنورة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أنزل الله عز وجل آية في شأنه: (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ …).
إعلان الإسلام في مكة بعد وفاة أول شهيدة
1- بلال بن رباح
- كان بلال من الأوائل في إعلان إسلامه، وتعرض للتعذيب على يد كفار قريش، حيث عُرف بشعاره: أحد، أحد.
- قام أبو بكر الصديق بشرائه وإعتاقه في سبيل الله.
- بعد بناء الكعبة، أصبح أول مؤذن في الإسلام، وظل مؤذنًا حتى وفاته حيث دُفن في بلاد الشام.
2- صهيب بن سنان
- كان صهيب من أوائل الداخلين في الإسلام، وذو شهيد على التقسيم المستمر للآلام.
- ترك جميع ممتلكاته في مكة وهاجر مع الرسول إلى المدينة المنورة.
- توفي في مكة ودُفن في البقيع.
3- خباب بن الأرت
- كان من الأوائل في إظهار إسلامه، وتعرض أيضًا للتعذيب مثل بقية الصحابة.
- فقد عائلته في صغره في مكة، ثم هاجر إلى يثرب وشارك في معارك الرسول.
4- عمار بن ياسر
- كان عمار من السابقين في الإسلام، وتعرض للتعذيب بجانب والديه سميّة وياسر.
- هاجر إلى الحبشة ثم المدينة، وشهد جميع غزوات الرسول.
- شارك في حروب الردة وحروب صفين حتى استشهد فيها.