أسباب نزول سورة الملك
سورة الملك نزلت بشكل متفرق بعد سورة المؤمنون، وقد تشابك نزول بعض الآيات بين السورتين. أما قول الله -تعالى-: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ)، فقد كان كفار قريش يتحدثون بشكل سيء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكانوا يحاولون إخفاء حديثهم عن محمد، حيث قالوا فيما بينهم: يجب أن نسرّ الكلام لئلا يسمعه. فأرسل الله جبريل ليخبره بما يدور بينهم.
التعريف بسورة الملك
تعتبر سورة الملك من السور المكية، حيث تتألف من ثلاثين آية. تعرض هذه السورة جوانب عديدة من خلق الله لهذا الكون، وتبرز مدى ارتباط المخلوقات بالخالق. ولم تقتصر السورة على المخلوقات الأرضية، بل تجاوزت لتتناول عوالم الله في السماء.
كما تشير إلى العالم الآخروي، مثل جهنم وخزنتها، وتشمل أيضًا مخلوقات غير بشرية مثل الطيور والجن. تدعو السورة الإنسان للتفكر في نفسه وما يحيط به وفي إبداع الخالق في هذا الكون الواسع.
أسماء سورة الملك
أطلق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على سورة الملك اسم “تبارك الذي بيده الملك”، وذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضيَ الله عنه- بقوله: (إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَتْ لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لهُ، وهيَ: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ). كما سمّاها تبارك الملك، وتعرف أيضًا بالواقية والمُنجية، نظرًا لقدرتها على إنقاذ قارئها من عذاب النار.
فضائل سورة الملك
تتمتع سورة الملك بالعديد من الفضائل، ومن أبرزها:
- تقي قارئها من عذاب القبر، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يُؤتَى الرَّجلُ في قبرِه فيُؤتَى رجلاه فتقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ، كان يقرأُ سورةَ المُلكِ ثم يُؤتَى من قِبَلِ صدرِه أو بطنِه فيقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ، وكان يقرأُ سورةَ المُلكِ، ثم يُؤتَى من قِبَلِ رأسِه فيقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ، كان يقرأُ في سورةِ المُلكِ، فهي المانعةُ التي تمنعُ عذابَ القبرِ، وهي في التَّوراةِ سورةُ المُلكِ من قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطيب).
- تشفع لقارئها، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه، تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
- كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يحرص على قراءتها قبل النوم، حيث ورد أنه: (كانَ النَّبي يُصلي الليل ولا ينام حتَّى يقرأ بتَنزيل السَّجدةِ وبتبارَك).
فضائل موضوعات سورة الملك
تشتمل سورة الملك على العديد من الفضائل وفقًا لموضوعاتها، ومنها:
- تظهر السورة مظاهر قدرة الله في خلقه، وتبرز الحكمة وراء ذلك، فهو سبحانه وتعالى الخالق المدبر المبدع.
- تدعو السورة الإنسان للتأمل فيما حوله من مظاهر الحياة، مثل الأرض، والسماء، والطيور، والرزق، والموت والحياة، والزروع والثمار، والماء والهواء.
- تشجع الإنسان على التفكير في كيفية التعرف على الله -سبحانه وتعالى- من خلال التأمل والتدبر.