أضرار الحميات القاسية
عند محاولة فقدان الوزن، غالبًا ما يتم تقليل السعرات الحرارية المستهلكة، ولكن التقيد المفرط بالسعرات يمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل الصحية. فيما يلي بعض المخاطر المرتبطة بالحميات القاسية:
- انخفاض معدل الأيض: يمكن أن يؤدي التقيد الصارم بالسعرات الحرارية إلى انخفاض معدل الأيض وفقدان الكتلة العضلية، ما يجعل من الصعب الحفاظ على الوزن المفقود على المدى الطويل. الكتلة العضلية تساهم في زيادة الحرق، وبالتالي تسهم في فقدان الوزن. إذا استمر الشخص في اتباع نظام غذائي يعتمد على السعرات الحرارية المنخفضة بشكل مفرط، فقد يؤدي ذلك إلى دخول الجسم في حالة المجاعة، مما يبطئ التمثيل الغذائي، وهو ما يعد غير مرغوب به عند السعي لإنقاص الوزن. وقد يتسبب اتباع حمية تتضمن أنواع محددة من الطعام في تحديد شعور الشخص بالجوع ويؤثر على توقيت تناول الطعام.
- نقص العناصر الغذائية والتسبب بالإجهاد: يمكن أن يؤدي الاستمرار في تقليل السعرات الحرارية إلى الشعور بالإعياء وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات اليومية الغذائية. تحرم الأنظمة الغذائية القاسية الجسم من العناصر الغذائية الضرورية من خلال منع استهلاك بعض الأغذية الأساسية، مثل الكربوهيدرات والدهون، التي تعتبر مصادر مهمة للطاقة. وبالتالي، قد تلجأ الجسم إلى تكسير العضلات للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية. جدير بالذكر أن من الممكن فقدان الوزن بشكل صحي دون الحاجة لاستبعاد كافة أنواع الطعام.
- ارتفاع الدهون في بعض الحميات قليلة الكربوهيدرات: تعتمد بعض الحميات القاسية على تقليل الكربوهيدرات إلى مستويات منخفضة جدًا، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية. على الرغم من أنها قد تساعد في فقدان الوزن، إلا أنها غالبًا ما تحتوي على مستويات عالية من الدهون والبروتينات، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الجسم وتسبب آثارًا جانبية مثل رائحة الفم الكريهة والصداع والإمساك، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب عند تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة.
- زيادة خطر اضطراب الأكل: تعتبر الحميات القاسية غالبًا غير صحية وقد تؤدي إلى نوبات من الإفراط في الأكل. أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الدولية لاضطرابات الأكل عام 2005 أن الحرمان الغذائي يمكن أن يسبب شغفًا شديدًا بالطعام ويؤدي إلى الإفراط في تناوله.
- تأثير اليويو: يُشير تأثير اليويو إلى فقدان الوزن ثم اكتسابه مرة أخرى، وقد ترتبط تكرار هذه الدورة بزيادة خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والسكري، حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى تعطيل الوظائف الطبيعية للأعضاء.
- التأثير على الصحة الإنجابية: يؤثر تقيد السعرات الحرارية بشكل سلبي على الخصوبة، خاصة لدى النساء، حيث يمكن أن تؤثر الكمية المتناولة من السعرات على مستوى الهرمونات الأنثوية والإباضة. يُفضل استشارة أخصائي التغذية عند التفكير في اتباع حميات قاسية لضمان التأمين الغذائي الصحيح.
- الإصابة بالاكتئاب: يرتبط الاكتئاب بحالة صحية نفسية معقدة، وقد أظهرت الأبحاث الحديثة وجود صلة بين سوء التغذية والاكتئاب.
- أضرار إضافية: تشمل المخاطر الأخرى للحميات القاسية زيادة احتمال الإصابة بالجفاف والتعب والغثيان، بالإضافة إلى تساقط الشعر، حيث تم الإشارة في مراجعة نُشرت عام 2013 إلى أن نقص السعرات والبروتينات والفيتامينات يمكن أن يؤدي إلى تلك المشكلات.
تعريف الرجيم القاسي
يشير مصطلح “الرجيم القاسي” إلى الحميات التي تعتمد على تقليل السعرات الحرارية بشكل مفرط أو تناول كميات قليلة من الطعام. تسوق هذه الحميات على أنها الطريقة الأسرع والأفضل لفقدان الوزن. لكن البعض من هذه الحميات يتجاهل الفوائد الصحية الأساسية من بعض المجموعات الغذائية، مما يسبب نقصًا في العناصر الغذائية الضرورية.
تتميز هذه الحميات بأنها غير مستدامة وقد تُرى على شكل حلول مؤقتة لمشكلة الوزن الزائد التي يمكن أن تستمر مدى الحياة. فعند التوقف عن هذه الأنظمة، يستعيد العديد وزنهم بسرعة لأن هذه الحميات لا تُركز على تعديلات نمط الحياة المستدامة.
كيفية التعرف على الحميات القاسية
تدعي بعض الأنظمة الغذائية أن هرمونات معينة تسبب زيادة الوزن، مما يشير إلى أن تناول الطعام يؤثر على كيمياء الجسم. ولكن هذه الأنظمة بحاجة إلى مراجعة علمية دقيقة، وغالبًا ما يكون يتم دعمها من قبل المشاهير. تشمل الحميات القاسية أطعمة مرتفعة الدهون أو منخفضة الكربوهيدرات أو عالية البروتين. ومع ذلك، ليس كل هذه الأنظمة خطأ، بل الطريقة غير السليمة في اتباعها.
فيما يلي بعض المؤشرات المرتبطة بالحميات القاسية:
- وعود بالنتائج السريعة وغير الواقعية.
- ادعاءات تبدو جيدة جدًا لتكون صحيحة.
- التخلص من مجموعات غذائية أساسية.
- تبني قوائم للأطعمة الجيدة والسيئة.
- استنتاجات مبسطة من دراسات معقدة.
- توصيات استندت إلى دراسات واحدة فقط.
- وجود تحفيز لشراء منتجات معينة.
- عدم مراعاة الفروق الفردية.
- دعوات لاستخدام مكملات غذائية لتعزيز فقد الوزن.
- التركيز على الأطعمة الخاصة والرتب الغذائية.
يعد نمط الحياة الصحي والمتوازن أفضل من تصورات بعض الأشخاص عن الحميات القاسية. على الرغم من أن التغيير قد يكون صعبًا في البداية، إلا أنه يصبح أسهل مع الاستمرار.
للاطلاع على المزيد حول النظام الغذائي الصحي وفقدان الوزن، يُرجى الرجوع إلى مقال “نظام غذائي متوازن لإنقاص الوزن”.
النظام الغذائي المنخفض السعرات
يُعرف النظام الغذائي منخفض السعرات بأنه طريقة سريعة لفقدان الوزن، حيث يتم تقليل السعرات بشكل قاسي. يستخدم هذا النظام غالبًا لمساعدة المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة على فقدان الوزن سريعًا كجزء من خطة شاملة. يُشدد على ضرورة اتباع هذه الأنظمة تحت إشراف طبي.
تتمثل الحاجة إلى هذه الأنظمة عند وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 30 أو أكثر، حيث يكون من الضروري فقدان الوزن بسرعة لتفادي المخاطر الصحية. ومع ذلك، لا يُستخدم عادةً عندما تتراوح قيمة مؤشر كتلة الجسم بين 27 و30، إلا في وجود مشكلات صحية.
من المهم أن نلاحظ أن فقدان الوزن هو أمر ضروري لتقليل خطر الأمراض وتحسين الحالة في حال الإصابة بها، ولكن الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات لا تعتبر الأكثر فاعلية على المدى الطويل. بمجرد التوقف عن هذه الأنظمة، يجب تغيير نمط الحياة والالتزام بنظام غذائي صحي ونشاط بدني منتظم.
لا يُنصح بهذه الأنظمة للحوامل، المرضعات، الأطفال أو المراهقين تقريبًا باستثناء برامج العلاج الخاصة. كما قد لا تناسب الأشخاص فوق الخمسين عامًا. وتعتبر الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات من الخيارات غير المفضلة لإدارة السمنة، إذ يُفضل أن يتم استخدامها تحت إشراف طبي لمدة تصل إلى 12 أسبوعًا فقط. تشمل الآثار الجانبية المحتملة:
- الجوع المستمر.
- انخفاض الطاقة.
- جفاف الفم.
- الإمساك.
- الإسهال.
- الصداع.
- الدوار.
- التشنجات.
- ضعف فروة الرأس والشعر.
كما ذُكر سابقاً، يمكن أن تساعد الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات في فقدان الوزن مؤقتًا، لكن الوزن يميل للعودة بعد انتهاء النظام. لذا، ليست استراتيجية طويلة الأمد الملائمة للتحكم في الوزن، ويجب أن تكون جزءًا من خطة طويلة الأمد ومستدامة لفقدان الوزن.