إذا أكرمت الكريم ملكته، وإذا أكرمت اللئيم تمردا، تُعتبر هذه المقولة من الأمثال الشعبية المعبرة التي تتعلق بعدد كبير من القصص اليومية في مجتمعنا.
نحن نشهد تألق الأشخاص الكرماء في حياتنا، كما نواجه أيضا الشخصيات اللئيمة؛ وفي بعض الأحيان، يقوم بعضنا بخطأ تقييم الأشخاص بشكل متساوٍ. لذا، من المهم أن نكون حذرين عند التعامل مع الشخص اللئيم لتفادي أذاه.
إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا
يُعرف الكريم بأنه أحد الأسماء الحسنى لله تعالى؛ فالله يحب الكرم، كما ورد في الحديث الشريف. وللشخص الكريم واللئيم صفات مميزة، نذكر منها:
صفات الكريم
يعتبر الشخص الكريم من الشخصيات المحبوبة في المجتمعات، حيث يمتلك العديد من الصفات التي تتيح له إحراز مكانة عالية بين أقرانه. من بين الصفات التي يتمتع بها الكريم:
- الشخص الكريم يجمع الكثير من حوله بسبب نكرانه للذات؛ فهو يضع مصلحة الآخرين قبل مصلحته الشخصية.
- يمتلك الكريم ثقة كبيرة بالنفس، مما يمكنه من تقديم مصلحة الآخرين على مصلحته، وهو ما يعكس نضجه ووعيه.
- الشخص الكريم يتميز بالنشاط والحيوية نتيجة لتفاعله المستمر مع محيطه.
- كرم الكريم يساهم في إسعاد من حوله، مما يعود عليه بالسعادة أيضا.
- يمتلك الكريم مجموعة متنوعة من المهارات والخبرات، مما يعزز من طموحه لتقديم العطاء للآخرين.
- تشير دراسات عديدة إلى أن الأشخاص الكرماء يكون لديهم عقل إيجابي ويشعرون بالانتماء الفعلي لمجتمعهم.
صفات اللئيم
يُعد التعامل مع الشخص اللئيم بمثابة تحدٍّ للكثيرين، ومن أبرز صفات اللئيم:
- يتسم الشخص اللئيم بالمماطلة في واجباته والتأخير في إنجاز المهام.
- يميل اللئيم إلى التحدث بسلبية عن الآخرين بشكل مستمر، ولا يفوت فرصة لاستعراض عيوبهم.
- لا يمكن الوثوق في اللئيم بحفظ الأسرار، فهو لا يتردد في إفشاء عيوب الآخرين.
- يستمتع الشخص اللئيم بالتسفيه على معاناة الآخرين، ومن أبرز صفاته الشماتة.
قصة إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا
تتضمن هذه المقولة العديد من القصص المفيدة، وإحدى القصص المثيرة التي توضحها هي كما يلي:
- تدور القصة حول رجل يرغب في الزواج من ابنة شيخ تقي، وقد وافق الشيخ على شرط تقديم مهر عبارة عن كيس من البصل.
- استغرب الرجل كثيرًا من هذا الطلب الغريب.
- وبما أنهم رزقوا بطفل، استعدادا للزيارة بدأت الزوجة بجمع أغراضها برفقة زوجها.
- لكن كان عليهما عبور نهر للوصول إلى الأهل.
- حينها استنجدت بزوجها، الذي رد عابسا: “أنقذي نفسك، فثمنك لا يتجاوز كيس البصل”.
- فرد والد الزوجة: “خذ ابنك وانصرف، ولا تعد حتى تملأ هذا الكيس ذهبًا”.
- إلا أنه لاقى رفضا من الجميع، لعلمهم بسمعة الزوجة الجيدة، وأن المشكلة في الزوج نفسه.
- وعندما سمع والد الزوجة هذا الكلام ضحك كثيرًا، وهنا جاءت المقولة الشهيرة: “إذا أكرمت الكريم ملكته، وإذا أكرمت اللئيم تمردا”، حيث لم يحفظ المعروف عندما تم تعامله بلطف، ولكنه صان نفسه عندما أُكرم.
من هو صاحب مقولة “إذا أكرمت الكريم ملكته”؟
ترتبط هذه المقولة بموقعة حدثت قديمًا، حيث ينقل الأصمعي عن سيدة عجوز دخلت بادية ومعها شاة مذبوحة وجرو ذئب. وعندما سألها الأب الأصمعي عن ذلك، ذكرت له أن الذئب الذي تربى في بيتها منذ صغره هو من قتل الشاة.
رد المتنبي، مشيدًا بالمثل قائلاً:
بقرت شويتي وفجعت قلبي..
وأنت لشاتنا ابن ربيب.
غذيت بدرها وربيت فينا..
فمن أنبأك أن أباك ذئب.
إذا كان الطباع طباع سوء..
فلا أدب يفيد ولا حليب.
لذا، علينا الحذر من مصاحبة الأشخاص اللئيمين وإكرامهم، إذ لن تجدي معهم أي مما يُقَدّم من كرم.
معنى “إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا”
إن التعامل مع الأفراد ليس بالأمر المعتاد أن يكون متساويًا، بل ينبغي أن يختلف التعامل بحسب طبع الشخص نفسه، وذلك على النحو التالي:
- عند التعامل مع شخص سوي وصادق يحمل صفات جميلة، يصبح التعامل معه تلقائيًا دون حاجة للحذر.
- فهو شخص يحفظ المعروف ولا يخدع أو يغدر.
- أما عند التعامل مع شخص لئيم تتواجد فيه صفات سلبية عديدة، يلزم أن يكون التعامل حذرًا.
- فإنه مهما أخذ من معاملة طيبة، سيظل يتصرف بتمرد ولن يحفظ المعروف.
- وكذلك، فإنه لا يتمنى الخير لمن حوله لأنه ببساطة إنسان غير سوي.
كيفية التعامل مع الشخص اللئيم
رغم المشكلات التي يسببها الشخص اللئيم لمحيطه، إلا أنه يجب توخي الحذر عند التعامل معه من خلال ما يلي:
- يجب أن نكون حذرين دائمًا عند التعامل مع الأشخاص اللئيمين لتجنب ما قد يصدر عنهم من أذى.
- كما ينبغي تجنب إفشاء الأسرار أمامهم؛ فهم لن يحفظوها.
- لا يتوجب علينا تقليدهم في صفاتهم السلبية؛ فلا يعد من الصحيح اكتساب هذه الصفات غير المحمودة.
- لكن يكفي أن نكون حذرين عند التعامل معهم في أي موقف.