نقص وزن الرضيع
يعتبر نمو الأطفال الرضع عملية سريعة يتخللها تغييرات جوهرية خلال فترة زمنية قصيرة. حيث يكتسب الأطفال الوزن وينمون بسرعة تفوق أي مرحلة عمرية أخرى. ولكن في بعض الحالات، يُلاحظ أن بعض الأطفال لا يتمكنون من اكتساب الوزن بصورة صحية وبمعدل طبيعي. تُعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل وأحداث، مثل التنوعات الجينية بين الأفراد والمجتمعات، والولادة المبكرة، أو نقص التغذية الذي قد يحتوي على أسباب متعددة. يُعرف نقص التغذية لدى الأطفال أحياناً بعبارات مثل عجز النمو، أو تذبذب الوزن، أو تعثر النمو.
يقوم الأطباء المختصون بتحديد الوزن الصحي الذي ينبغي أن يتمتع به الرضيع بناءً على ثلاث عوامل رئيسية: الوزن، العمر، ونوع الرضيع (ذكر أو أنثى)، مع الأخذ بعين الاعتبار المعدلات الوطنية المعتمدة في كل دولة. وعادةً ما يكون الأطفال الذين يعانون من نقص في النمو أقل بكثير في الوزن مقارنة بالمعدلات الصحية المتعارف عليها استنادًا إلى هذه العوامل الثلاثة.
أسباب نقص وزن الرضيع
نقص وزن الرضيع لا يُعتبر مرضاً بحد ذاته، بل هو عرض ينجم عن مجموعة متنوعة من الأسباب. فقد تعزى معاناة الرضيع من انخفاض وزنه إلى حالة صحية واحدة أو مجموعة من المشاكل الصحية. فيما يلي أبرز أسباب نقص الوزن لدى الأطفال الرضع:
عدم كفاية الغذاء المقدم
في بعض الأحيان، يكون نقص الغذاء المقدم نتيجة لجهل الآباء أو بسبب الأخطاء غير المقصودة. تحدث هذه المشكلة، على سبيل المثال، عندما يتم تحضير حليب أو طعام الرضيع بكمية غير كافية، مما يؤدي إلى تزويدهم بسعرات حرارية أقل من الحد المطلوب. قد يحدث كذلك نقص الوزن عندما يسعى الآباء لتقليل كمية السعرات خوفًا من السمنة، وليس فقط خلال حليب الرضاعة الصناعية، بل أيضاً في حالة الرضاعة الطبيعية أو أثناء الانتقال إلى الأطعمة الصلبة، حيث يكون الغذاء الذي يتلقاه الرضيع دون المستوى المطلوب لنموه. وقد يحدث ذلك عندما لا يدرك الآباء إشارات الجوع التي يرسلها أطفالهم بشكل صحيح.
الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي
هناك عدة حالات صحية تؤثر سلباً على قدرة الرضيع في اكتساب الوزن. تتضمن هذه المشاكل:
- الارتجاع المعدي المريئي، حيث يؤدي تهيج المريء إلى امتناع الرضيع عن تناول الطعام.
- الإسهال المزمن، الذي يتسبب في نقصان امتصاص المواد الغذائية والسعرات الحرارية بسبب سرعة تفريغ الأمعاء.
- التليف الكيسي، الذي يسبب صعوبات في امتصاص المواد الغذائية.
- أمراض الكبد المزمنة، التي تعيق امتصاص العناصر الغذائية الضرورية للجسم.
- داء سيلياك، الذي يسبب حساسية للأغذية المحتوية على الغلوتين مما يؤثر على امتصاص المواد الغذائية.
عدم تحمل الطعام
تعني عدم تحمل الطعام أن الجسم ليس لديه القدرة على معالجة بعض الأطعمة. مثلاً، في حالات عدم تحمل بروتين الحليب، يعاني الرضيع من صعوبة في امتصاص منتجات الألبان، مما يؤدي في الغالب إلى عدم اكتساب الوزن.
الإصابة باختلالات أو أمراض مزمنة
قد تشمل هذه الحالات:
- وجود مشاكل تمنع الرضيع من تناول الطعام بشكل صحيح، مثل الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق، أو الولادة المبكرة.
- تناول الرضيع كمية كافية من السعرات والمواد الغذائية، لكن لديه مشاكل تزيد من احتياجاته للطاقة مثل مشاكل القلب أو الرئة أو اضطرابات الغدد الصماء.
الإصابة بالعدوى
تعتبر العدوى مثل السل أو عدوى الجهاز البولي أو العدوى الطفيلية عوامل تؤدي إلى فقدان الشهية وحرق كميات أكبر من السعرات الحرارية، مما يقلل من وزن الرضيع على المدى القصير أو الطويل.
اضطراب العمليات الأيضية
تشير الاضطرابات الأيضية إلى مشاكل تعيق الجسم من استقلاب السعرات الحرارية أو الحصول على الطاقة من الطعام. كما قد تتسبب في تقليل كميات الطعام التي يتناولها الرضيع أو تُحدث له مشاكل مثل القيء عندما يحاول تناول الطعام.
تشخيص نقص وزن الرضيع
يمكن للأطباء إجراء العديد من الاختبارات لتحديد ما إذا كان الرضيع يعاني من نقص الوزن، وكذلك لتحديد الأسباب المحتملة. ومن بين هذه الاختبارات:
- اختبارات الدم.
- تحاليل البول.
- التصوير بالأشعة السينية.
- اختبارات مراقبة النمو والتطور.