ضمور العضلات
يُعرف ضمور العضلات بأنه تقلص في حجم الأنسجة أو الأعضاء الناتج عن انكماش الخلايا، مما يؤدي إلى فقدان العضيّات والسيتوبلازم والبروتينات. تعتبر العضلات أكبر مصادر البروتين في الجسم، حيث تقوم بإمداد الأعضاء الحيوية مثل القلب، الكبد، والدماغ بالأحماض الأمينية اللازمة لإنتاج الطاقة خلال فترات التحلل (بالإنجليزية: Catabolic periods). تشمل الحالات التي تؤدي إلى التحلل في الجسم: الإصابة بالسرطان، الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، إصابات الحروق، فشل القلب (بالإنجليزية: Heart failure)، والإيدز (بالإنجليزية: AIDS). وقد يؤدي تدهور البروتين في العضلات والهيكل العظمي وما ينتج عنه من فقدان للكتلة العضلية إلى آثار سلبية خطيرة، مما يسهم في تفاقم الأمراض ووصولها إلى مرحلة خطيرة. لذلك، فإن الحفاظ على صحة العضلات يعتبر أمرًا حيويًا للوقاية من الاضطرابات الأيضية وضمان توفير الطاقة للأعضاء الحيوية في أوقات الإجهاد.
أعراض ضمور العضلات
من الممكن أن يتسبب ضمور العضلات في ظهور الأعراض التالية: انكماش واضح في أحد الذراعين أو الساقين مقارنة بالأخرى، ضعف ملحوظ في الأطراف، وقلّة النشاط البدني لفترات طويلة. يمكن تصنيف أنواع ضمور العضلات على النحو التالي:
- ضمور العضلات العصبي: يحدث نتيجة تضرر الأعصاب التي تتحكم في العضلات، مما يعرقل قدرة العصب على تحفيز العضلة للانقباض والحركة بشكل طبيعي. وعندما لا تنقبض العضلة، يقوم الجسم بهدم مكوناتها اعتقادًا بعدم الحاجة إليها.
- ضمور العضلات الناتج عن قلة الاستخدام: تؤدي ممارسة الرياضة إلى نمو العضلات، بينما يؤدي عدم استخدام العضلات لفترة طويلة إلى ضمور تلك العضلات. يؤثر هذا النوع بشكل خاص على المرضى الذين يظلون طريحي الفراش.
- ضمور العضلات المصاحب لالتهاب المفاصل: يحدث نتيجة قلة الحركة بسبب آلام المفاصل ونطاق الحركة المحدود. يشمل ذلك حالات طبية مثل التهاب الجلد والعضلات، التهاب العضلات، والعلاج على المدى الطويل بالكورتيكوستيرويدات.
أسباب ضمور العضلات
كما ذُكِر سابقًا، يحدث ضمور العضلات بشكل رئيسي بسبب قلة النشاط البدني، كما هو الحال مع المرضى الذين يبقون طريحي الفراش لفترات طويلة. ومن المثير للاهتمام أن رواد الفضاء قد يتعرضون لضمور العضلات في غضون أيام من العيش في حالة انعدام الوزن. تشمل الأسباب الأخرى لضمور العضلات ما يلي:
- التقدم في العمر.
- الاعتلال العضلي المرتبط بالكحول، وهو ضعف في العضلات ناتج عن تناول كميات مفرطة من الكحول على مدى فترة طويلة.
- الحروق.
- الإصابات مثل تمزق الكفة المدورة وكسور العظام.
- سوء التغذية.
- إصابات النخاع الشوكي والأعصاب الطرفية.
- السكتة الدماغية.
- العلاج المتواصل بالكورتيكوستيرويدات.
- التصلب الجانبي الضموري (بالإنجليزية: Amyotrophic lateral sclerosis)، المعروف اختصارًا باسم ALS، وهو مرض يؤثر على الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة الإرادية.
- التهاب الجلد والعضلات (بالإنجليزية: Dermatomyositis)، وهو مرض يسبب ضعف العضلات وظهور طفح جلدي.
- متلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barré syndrome)، وهي حالة مناعية تؤدي إلى التهاب الأعصاب وضعف العضلات.
- التصلب المتعدد (بالإنجليزية: Multiple sclerosis)، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية المدمرة لأغشية الأعصاب.
- الحثل العضلي (بالإنجليزية: Muscular dystrophy)، وهو مرض وراثي يسبب ضعف العضلات.
- الاعتلال العصبي (بالإنجليزية: Neuropathy)، وهو تلف يؤثر على عصب أو مجموعة من الأعصاب، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس أو الوظيفة في المنطقة المتضررة.
- الفصال العظمي (بالإنجليزية: Osteoarthritis)، والذي يسبب انخفاض النشاط في المفاصل.
- شلل الأطفال (بالإنجليزية: Polio)، وهو مرض فيروسي يؤثر على الأنسجة العضلية ويؤدي إلى الشلل.
- التهاب العضلات (بالإنجليزية: Polymyositis).
- التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض التهابي يؤثر على المفاصل.
- الضمور العضلي في العمود الفقري (بالإنجليزية: Spinal muscular atrophy)، وهو مرض وراثي يسبب فقدان كتلة العضلات في الذراع والساق.
أسباب ضعف العضلات
في سياق تناول الأسباب المؤدية إلى ضمور العضلات، يجب أيضًا الإشارة إلى الأسباب التي تؤدي إلى ضعف وهزل العضلات، والتي تتضمن:
- فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa)، وهو اضطراب طعام قد يتسبب في فقدان وزن حاد.
- الإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
- تليّن العظام (بالإنجليزية: Osteomalacia)، وهو ضعف في العظام قد يؤدي، في حال عدم علاجه، إلى مضاعفات خطيرة مثل الكسور والتشوهات.
- انزلاق القرص في العمود الفقري.
- فرط كالسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypercalcemia)، وهي حالة تتسم بارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم.
- مرض الكواشيوركور (بالإنجليزية: Kwashiorkor)، وهو شكل خطير من سوء التغذية نتيجة نقص البروتينات.
- مرض كروتزفيلد جاكوب (بالإنجليزية: Creutzfeldt-Jakob disease)، وهو مرض يُعدي يؤثر على الدماغ.
- ضعف العصب الإبطي (بالإنجليزية: Axillary nerve dysfunction)، وهو ما يؤدي إلى فقدان الحركة والإحساس في منطقة الكتف.
- التهاب الأوعية الناخر (بالإنجليزية: Necrotizing vasculitis)، وهو التهاب يُصيب جدران الأوعية الدموية مما يؤثر على تدفق الدم.
- فقدان البروتين الشحمي بيتا من الدم (بالإنجليزية: Abetalipoproteinemia)، وهو حالة وراثية تؤثر على امتصاص الدهون الغذائية.
- داءُ ليغ-كالفه-بيرث (بالإنجليزية: Legg calve perthes disease)، والذي يعتبر ناتجًا عن نقص تدفق الدم إلى رأس عظم الفخذ.
- الحثل العضليّ بحسب بيكر (بالإنجليزية: Becker’s muscular dystrophy)، وهو حالة وراثية تؤدي إلى تدمير العضلات.
علاج ضمور العضلات
يتحدد العلاج المناسب لضمور العضلات بناءً على طبيعة وشدة الحالة، بالإضافة إلى الأسباب المرتبطة بها. تشمل العلاجات الشائعة لضمور العضلات، إلى جانب علاج السبب الجذري، ما يلي:
- ممارسة الرياضة: تعتبر التمارين المائية من التمارين المناسبة لعلاج ضمور العضلات، حيث تُساعد في تحسين الحركة.
- العلاج الفيزيائي والطبيعي: يمكن للمعالج الفيزيائي إرشاد المريض إلى الطرق الصحيحة لممارسة التمارين، وتقديم المساعدة في تحريك الأطراف إذا كانت هناك صعوبة في الحركة.
- العلاج بالموجات فوق الصوتية: يتم استخدام الموجات فوق الصوتية كوسيلة علاجية فعّالة لضمر العضلات.
- العمليات الجراحية: قد يُطلب التدخل الجراحي في حالات شد الأوتار أو الأربطة أو العضلات بشكل كبير.
- تعديل النظام الغذائي: يُنصح المرضى بتناول تغذية متوازنة، وقد يصف الأطباء مكملات غذائية حسب الحاجة.