تتفاوت استراتيجيات التعلم الإلكتروني حسب أدوات التعلم المستخدمة، حيث قام بعض علماء التربية بتصنيف هذه الأنواع بينما فضل آخرون التركيز على مقاييس مختلفة مثل التزامن ومحتوى التعلم.
التعلم الإلكتروني
التعلم الإلكتروني هو نظام تعليمي يعتمد على الموارد الإلكترونية، ويهدف إلى تقديم التعليم بطريقة منظمة. يمكن تنفيذ هذا التدريب سواء داخل الفصول الدراسية أو خارجها، لكن يعتمد بشكل أساسي على استخدام أجهزة الكمبيوتر والإنترنت.
يمكن وصف التعلم الإلكتروني بأنه عملية نقل المعرفة والمهارات عبر الشبكة، مما يسهل تقديم التعليم لعدد كبير من المتعلمين في نفس الوقت أو في أوقات مختلفة. في الماضي، كان يُنظر إلى هذا الأسلوب بحذر، حيث اعتقد البعض أنه يفتقر إلى العنصر البشري الأساسي في العملية التعليمية.
ومع التقدم التكنولوجي السريع، أصبح التعلم الإلكتروني يتمتع بشعبية متزايدة. أدى إدخال أجهزة الكمبيوتر والتطور السريع في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى تغييرات إيجابية في طريقة التعلم، حيث يتم استبدال الكتب التقليدية تدريجياً بالمواد التعليمية الإلكترونية مثل الأقراص الضوئية.
علاوة على ذلك، تتيح الانترنت للمتعلمين الوصول إلى المعرفة على مدار الساعة وفي أي مكان وفي أي وقت.
أنواع استراتيجيات التعلم الإلكتروني
لقد تم تحديد عشرة أنواع مختلفة من التعلم الإلكتروني كما يلي:
- التعلم المدعوم بالحاسوب (Computer Managed Learning – CML).
- التعليم بمساعدة الكمبيوتر (Computer Assisted Instruction – CAI).
- التعلم المتزامن عبر الإنترنت (Synchronous Online Learning).
- التعلم غير المتزامن عبر الإنترنت (Asynchronous Online Learning).
- التعلم الإلكتروني الثابت (Fixed E-Learning).
- التعلم الإلكتروني التكيفي (Adaptive E-Learning).
- التعلم الإلكتروني الخطي (Linear E-Learning).
- التعلم التفاعلي عبر الإنترنت (Interactive Online Learning).
- التعلم الفردي عبر الإنترنت (Individual Online Learning).
- التعلم التعاوني عبر الإنترنت (Collaborative Online Learning).
بدلاً من ذلك، وضعت بعض الدراسات تصنيفًا أبسط ينقسم إلى نوعين أساسيين: التعلم الإلكتروني القائم على الكمبيوتر والتعلم الإلكتروني المرتبط بالإنترنت. يُعتبر هذا التصنيف أكثر دقة لأنه يوضح الفارق بين التعلم الإلكتروني والتعلم عبر الإنترنت، إذ يتم أحيانًا الخلط بينهما.
ومما يجدر ذكره أن أشكالًا مثل CML وCAI ليست بالضرورة متاحة عبر الإنترنت، لكن تُعتبر كذلك من أنواع التعلم الإلكتروني.
التعلم المدعوم بالحاسوب (CML)
التعلم المدعوم بالحاسوب (CML) أو التعليمات المدارة بالحاسوب (CMI) يعتمد على استخدام أجهزة الكمبيوتر لإدارة عمليات التعليم والتقييم. تستند أنظمة التعلم المدارة بالحاسوب إلى قواعد بيانات تحتوي على المعلومات التي ينبغي على الطلاب إدراكها.
تعمل قواعد البيانات هذه على توفير مجموعة من معلمات الترتيب مما يسمح بتخصيص التعليم وفقًا لتفضيلات كل طالب. من خلال هذا التفاعل بين الطالب والكمبيوتر، يتمكن النظام من تقييم ما إذا كان الطالب قد حقق أهداف التعلم بشكل مناسب.
في حال عدم تحقيق الأهداف، يمكن إعادة العمليات التعليمية حتى يتجاوز الطالب تلك العوائق.
التعليم بمساعدة الكمبيوتر (CAI)
التعليم بمساعدة الكمبيوتر (CAI) يُعتبر نوعًا آخر من التعلم الإلكتروني الذي دمج استخدام أجهزة الكمبيوتر مع طرق التعليم التقليدي. تمثل هذه الطريقة التفاعلات البرمجية التي تتيح للطلاب التعلم بطريقة نشطة.
تركز هذه الطرق التدريبية على استخدام مجموعة متنوعة من الوسائط مثل النصوص والصور والفيديو لتعزيز العملية التعليمية. تعتمد قيمة CAI على التفاعل، مما يسهل للمتعلمين أن يصبحوا أكثر انخراطًا في تجربتهم التعليمية.
التعلم المتزامن عبر الإنترنت
يمكن التعلم المتزامن عبر الإنترنت الطلاب من المشاركة في أنشطة تعليمية في نفس الوقت من أي مكان في العالم، وغالبًا ما يتم تضمين الدردشات ومؤتمرات الفيديو كجزء من هذا النوع من التعلم.
توفر هذه الأدوات إمكانيات التواصل الفوري بين المدربين والطلاب، مما يتيح لهم طرح الأسئلة وتبادل الأفكار بطريقة فعالة.
التعلم غير المتزامن عبر الإنترنت
في التعلم غير المتزامن عبر الإنترنت، يدرس الطلاب بشكل مستقل في أوقات وأماكن مختلفة، دون الحاجة إلى التواصل في الوقت الفعلي. تعتبر هذه الطريقة أكثر مرونة، مما يسهل على الطلاب تنظيم أوقاتهم بما يناسبهم.
يميل المتعلمون الذين ليس لديهم جداول زمنية مرنة إلى تفضيل هذه الطريقة لتحقيق أهداف تعليمهم بطريقة مريحة.
التعلم الإلكتروني الثابت
التعلم الإلكتروني الثابت يشير إلى حالة حيث يبقى المحتوى التعليمي بدون تغيير طوال عملية التعلم. في هذا النوع، يتلقى جميع الطلاب نفس المعلومات التي يتم تحديدها مسبقًا من قبل المدرسين.
في حين كان هذا الأسلوب شائعًا في الفصول الدراسية التقليدية، فإنه ليس دائماً الأنسب في بيئات التعلم الإلكتروني حيث لا يستفيد من البيانات أو المدخلات الخاصة بالطلاب.
التعلم الإلكتروني التكيفي
التعلم الإلكتروني التكيفي هو نوع مبتكر من التعلم الإلكتروني يتيح تخصيص المواد التعليمية لكل متعلم بناءً على معايير متعددة، مثل أداء الطالب وأهدافه.
تسمح هذه الأدوات بتحقيق المزيد من التعلم المخصص، مما يجعل تجربة التعليم أكثر ملاءمة للاحتياجات الفردية للمتعلمين.
التعلم الإلكتروني الخطي
يشير التعلم الإلكتروني الخطي إلى اتصالات يتم فيها نقل المعلومات من المرسل إلى المتلقي دون أي تفاعل. هذه الطريقة التقييدية لا تسمح بالتواصل الفعال بين المعلم والطلاب.
على الرغم من أن لها مكانتها، إلا أن هذه الطريقة أصبحت أقل استخدامًا مع مرور الوقت. ومن الأمثلة الكلاسيكية عليها إرسال المواد التعليمية عبر التلفزيون أو الراديو.
التعلم التفاعلي عبر الإنترنت
يسمح التعلم التفاعلي عبر الإنترنت بانخراط الطرفين في عملية التعلم، مما يثمر عن قناة تواصل ديناميكية، تؤدي إلى تحسين طرق التدريس والتعلم.
بفضل هذا التفاعل، يصبح التعلم الإلكتروني التفاعلي أكثر شيوعًا مقارنة بالتعلم الخطي، حيث يتيح الحرية في تبادل الأفكار بين المعلمين والطلاب.
التعلم الفردي عبر الإنترنت
التعلم الفردي في هذا السياق يشير إلى الطريقة التي يتم بها تحقيق الأهداف التعليمية بدون تركيز على المجموعة. يتوقع من الطلاب العمل واستكمال أهدافهم التعليمية بشكل فردي.
التعلم التعاوني عبر الإنترنت
التعلم الإلكتروني التعاوني هو أسلوب حديث يتطلب من مجموعة من الطلاب العمل معًا لتحقيق أهدافهم التعليمية. يشجع هذا النوع على تعلم العمل الجماعي حيث يسعى كل الأعضاء لتحقيق الأهداف المشتركة.