الميكرويف
الميكرويف أو الفرن الإلكتروني هو جهاز يستخدم لتسخين وطهي الطعام من خلال موجات كهرومغناطيسية عالية التردد تعرف بالموجات الدقيقة. يتم رفع درجة حرارة الطعام عند تعرضه لمجال كهرومغناطيسي، حيث تمتص مكوناته مثل الماء والدهون والسكريات هذه الموجات التي تعمل بتردد 2450 ميغاهيرتز. ينتج عن هذا الامتصاص اهتزازات تؤدي إلى توليد الحرارة، مما يسمح بتسخين الطعام دون تسخين الهواء المحيط. بالمقارنة مع الفرن التقليدي، يتميز الميكرويف بأنه يحتاج إلى وقت أقل للطهي.
تعمل أفران الميكرويف على تسخين الأطعمة بمعدلات متفاوتة؛ حيث يحصل الطعام الرطب على تسخين أسرع من الطعام الجاف. تتميز الطبقات العليا من الطعام بأنها تمتص الموجات بصورة أكبر، مما يؤدي إلى تسخينها درجات حرارة أسرع من الطبقات الداخلية. كما تلعب أوعية التحضير دورًا في مدى قدرتها على امتصاص الموجات؛ لذا يُمنع وضع الطعام في أوعية معدنية، إذ أن المعدن يعكس الموجات الكهرومغناطيسية، مما يؤدي إلى خطر تلف الجهاز بسبب الشرارة الناتجة عن هذا الانعكاس. بالمقابل، تعتبر معظم أنواع الزجاج والأوعية الورقية والبولي إيثيلين غير فعالة في امتصاص الموجات، لذا ستظل الطعام بارداً عند وضعه فيها.
استعمال أوعية بلاستيكية في الميكرويف قد يؤدي إلى ذوبانها وتخريبها. من المهم أيضًا الالتزام بمعايير السلامة العامة التي تنظم أجهزة الميكرويف لضمان عدم وجود تسريبات إشعاعية، مما يساعد على تقليل المخاطر الصحية الناتجة عنها. من ضمن إرشادات السلامة ألا يتم تشغيل الميكرويف إلا بعد الانتهاء من تأمين غلق الباب؛ لأن التعرض للموجات الكهرومغناطيسية قد يسبب حروقاً شديدة.
أضرار الميكرويف
تحتوي عملية طهي وتسخين الطعام باستخدام الميكرويف على العديد من الأضرار الصحية. فقد أظهرت إدارة الغذاء والدواء العالمية أن الميكرويف يمكن أن ينتج مادة الأكريلاميد، وهي مادة كيميائية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. وأشارت دراسات عدة إلى أن إنتاج الأكريلاميد يتزايد عند استخدام أفران ميكرويف ذات طاقة عالية مقارنةً بتلك ذات الطاقة المنخفضة. كما أن استخدام الميكرويف في تسخين الطعام يمكن أن يؤدي إلى فقدان العديد من الفيتامينات الأساسية مثل فيتامينات (ب، ج، هـ)، بالإضافة إلى البروتينات والأحماض الأمينية، مما يقلل القيمة الغذائية للأغذية.
هناك دراسات عديدة تناولت مخاطر الميكرويف. في عام 1989، أظهرت دراسة نشرت في مجلة لانسيت أن تسخين حليب الأطفال في الميكرويف يؤدي إلى تغيير الأحماض الأمينية إلى نوع سام يسمى سيس-أيزومرات، والذي يمكن أن يؤثر سلباً على وظائف الكلى والأعصاب. في دراسة أخرى أجراها عالم الأغذية السويسري هانز أولريش هرتيل، تم تحليل تأثيرات تناول الأغذية بعد تسخينها بالميكرويف. ظهر أنه يؤدي إلى تأثيرات مسرطنة على الدم، حيث تمت اختبار عينات دم المشاركين قبل وبعد تناولهم للغذاء.
أظهرت النتائج أن الذين تناولوا حليب أو خضروات بعد تسخينهم بالميكرويف ارتفعت لديهم مستويات الكوليسترول، بينما انخفض الهيموجلوبين ومستويات خلايا الدم البيضاء والحمراء، بالإضافة إلى مستويات الخلايا اللمفاوية التي تشير إلى تلف الأنسجة. ورغم أن هذه الدراسة قد واجهت انتقادات عديدة بسبب حجمها المحدود، إلا أنها أثارت قلقاً كبيراً حول أمان استخدام الميكرويف.
آثار الميكرويف على الأغذية
شملت الدراسات التي أجريت في هذا المجال مجموعة من النتائج المهمة، منها:
- أظهرت دراسة في عام 1992 أن تسخين حليب الثدي في الميكرويف يتسبب في فقدان الأجسام المضادة ويعزز نمو البكتيريا المسببة للأمراض، وكان الضرر مقارنة بالطرق التقليدية أكبر بكثير.
- في عام 1998، كشفت دراسة يابانية أن تسخين الحليب لمدة 6 دقائق في الميكرويف يؤدي إلى فقدان 30%-40% من فيتامين ب12.
- أفادت دراسة إسكندنافية في عام 1999 أن الميكرويف يقلل من فيتامين ج في نبات الهليون عند تسخينه.
- في عام 2001، أفادت دراسة في مجلة التغذية أن تسخين الثوم لمدة 60 ثانية في الميكرويف يكفي لإبطال عمل بعض العناصر المضادة للسرطان.
- أظهرت دراسة أسترالية في 2008 أن التسخين بالميكرويف يؤدي إلى تفكك البروتينات في الطعام بشكل أكثر من الطرق الأخرى.
أضرار الميكرويف على صحة الإنسان
يؤدي التعرض المتكرر لأشعة الميكرويف إلى تلف أنسجة الجسم والإصابة بالعديد من الأمراض. تجدر الإشارة إلى أن المخاطر الصحية لا تنشأ فقط بسبب أفران الميكرويف ولكن أيضًا من الأجهزة الأخرى التي تعمل بمبدأ الموجات الكهرومغناطيسية، مثل الهواتف المحمولة. ومن بين الأمراض المحتملة نتيجة التعرض لهذه الإشعاعات:
- الأرق والتعرق الليلي واضطرابات النوم.
- ضعف جهاز المناعة وتضخم الغدد اللمفاوية.
- الاكتئاب.
- ضعف الإدراك.
- فقدان الشهية وظهور الغثيان.
- الدوار والصداع.
- مشكلات في العيون والرؤية.
- عطش شديد وتكرار التبول.
أضرار التسخين في أوعية غير مناسبة باستخدام الميكرويف
عند تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية، يمكن أن تسرب منها مواد كيميائية سامة تلوث الطعام. كما أن التسخين في درجات حرارة عالية يساهم في تكوين الأمينات غير المتجانسة وأنواع معقدة من المركبات السامة المعروفة بأنها تسبب السرطان. تجدر الإشارة إلى أن هذه المركبات لا تتواجد في الأطعمة الخام، حيث يتم إنتاج أكثر من 90% منها عند التسخين على درجات حرارة مرتفعة، بما في ذلك استخدام الميكرويف.
نصائح مهمة عند تسخين الأطعمة في الميكرويف
إليك بعض النصائح الأساسية لاتباعها عند استخدام الميكرويف لتسخين الطعام أو طهيه:
- احرص على قراءة التعليمات الموجودة في كتيب الجهاز؛ فهي تحتوي على المعلومات الضرورية حول طريقة الاستخدام وأمور السلامة.
- اتباع التعليمات الخاصة بتسخين الأطعمة المعبأة؛ إذ قد يصبح الطعام ذو قوام غير ملائم عند تسخينه بشكل خاطئ.
- استخدام أوعية آمنة للاستخدام في الميكرويف، حيث يتم تمييز هذه الأوعية بعلامات خاصة; وفي حالة عدم اليقين، يُفضل عدم استخدامها.
- قم بتنظيف الميكرويف من الداخل ومنطقة الباب بشكل دوري للتخلص من آثار الطعام والشرارات، مما يقلل من خطر التلوث.
- كن حذرًا عند فتح أي وعاء مغلق تم تسخينه؛ فهو قد يحتوي على بخار ساخن قد يسبب حروق.
- تجنب تشغيل الجهاز وهو فارغ لتفادي أي تلف يمكن أن يحدث نتيجة عدم وجود ما يمتص الطاقة.
- يُفضل مغادرة الغرفة أثناء تشغيل الجهاز لتقليل التعرض للإشعاعات الضارة، كما يجب محافظة الأطفال على بعد عن الجهاز أثناء الاستخدام.