تعتبر أنواع النجاسات وطرق الطهارة منها من الموضوعات ذات أهمية كبيرة. يتناول هذا المقال آراء العلماء حول هذه الأنواع، سواء كانوا متفقين على نجاستها أو مختلفين في ذلك، وسنسلط الضوء على الرأي الأكثر رجحانًا في هذا السياق.
أنواع النجاسات وطرق الطهارة منها
الميتة وما يتعلق بها
- تعرف الميتة بأنها كل ما يمت دون أن يتم ذكر اسم الله عليه.
- تشمل أحكام الميتة بعض الأمور الأخرى، فعلى سبيل المثال، إذا تم قطع أي جزء من الحيوان قبل ذبحه، يعتبر ذلك ميتة. وبالتالي، يُعد أي شيء يُقطع من سنام الجمل أو من الإجراءات التي يتخذها الجزار كقطع الأذن وما شابه ذلك نجسًا.
- كل حيوان لا يؤكل لحمه يُعتبر ميتة حتى لو تم ذبحه، وذلك لأن أحد شروط صحتها أن يكون الذبيحة محللة الأكل.
- هناك استثناءات من حكم الميتة تشمل السمك الميت، فهو حلال، كما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “هو الطهور ماؤه، الحل ميته”.
- يشمل ذلك أيضًا الجراد الميت، حيث ورد عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه أنه قال: “غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ستًا نأكل معه الجراد”.
- اتفق العلماء على أن الجراد يجوز أكله بدون تذكية، وهناك أشياء أخرى مثل عظم الميتة وشعرها وقرنها وظفرها، بالإضافة إلى الذباب والعقرب الذين يعتبرون من النفوس التي لا تسيل لها دم عند موتها.
- استند العلماء في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغسله كله، ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء”، مما يدل على عدم نجاسة الذباب.
لمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على:
لحم الخنزير
- يعتبر لحم الخنزير من النجاسات.
- استنادًا لقوله تعالى: “قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا”.
- فالمقصود بكلمة “رجس” هنا يتعلق بالخنزير.
بول وغائط الإنسان
- تعتبر نجاسات الإنسان من الأمور الضرورية في الدين.
- إهمال التطهر منها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر بقبرين يعذبان، حيث قال: “ما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله”.
- يعتبر بول الصبي نجسًا ويجب غسله إذا كان يأكل الطعام.
- إذا لم يكن الصبي قد أكل الطعام أو لم يشتهيه، يتم الاكتفاء برش الماء عليه فقط.
- بالمقابل، يجب غسل بول البنت في جميع الأحوال.
بول وغائط الحيوان
- بالنسبة للحيوان المأكول، يُعتبر بوله وروثه طاهرين.
- أما الحيوان غير المأكول، فقد اختلف العلماء حول حكمه، حيث اعتبر بعضهم بوله وروثه نجسًا.
- بينما ذهبت مجموعة أخرى إلى أنهم طاهرون باستثناء روث الحمار، وهو الرأي الراجح. ويعود ذلك إلى أن الحمار الوحيد الذي ورد دليل على نجاسته.
لعاب الكلب
- يُعتبر لعاب الكلب نجسًا، حيث أوضح النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة تطهير الإناء إذا ولغ فيه الكلب.
- تكنولوجيا الحديث قد أظهرت أن لعاب الكلب يحتوي على ميكروبات ضارة.
دم الحيض والمذي والمني والودي
- يُعتبر دم الحيض نجسًا، بينما يُعتبر أي دم آخر طاهرًا. والأصل في الأشياء هو الطهارة.
- المذي هو سائل رقيق يُخرج أثناء الشهوة ولا يصاحبه قذف، وهو يعتبر نجسًا ويجب الوضوء بعده.
- المني هو سائل غليظ اللون يخرج أثناء الشهوة، وهو يعتبر طاهرًا على الأرجح.
- أما الودي، فهو سائل يخرج بعد البول ويعتبر نجسًا بناءً على حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم حول مسألة الطهارة.
الخمر
- اختلف العلماء حول حكم الخمر، حيث اعتبر بعضهم أنها طاهرة، والآخرون رأوا أنها نجسة بسبب كونها محرم.
- الآية القرآنية: “إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس” تحمل دلالات على النجاسة ولكنها تتعلق بالنجاسة المعنوية.
تابعونا لقراءة المزيد عن:
طرق التطهر من النجاسات
تطهير دم الحيض
- جاءت امرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية تطهير ثوبها إذا أصابه دم الحيض، فأجاب: “يجب عليها أن تحته ثم تقرصه بالماء، ثم تنضحه وتصلي فيه”.
- المعنى هنا أن تدلك مكان الدم حتى يزول، وأن “تنضحه” تعني غسله جيدًا.
تطهير الإناء من ولوغ الكلب فيه
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب”.
- الولوغ يعني إدخال الكلب لسانه في الإناء وبالتالي يجب غسل الإناء بعد ذلك.
تطهير النعل إذا أصابه نجاسة
- إذا أصابت النجاسة النعل أو الخف، يكفي أن تدلكه بالأرض حتى تزول النجاسة.
- يجب تطهيره لأنه قد يؤثر على أداء الفرائض.
تطهير ذيل المرأة إذا أصابته نجاسة
- يجب على المرأة ارتداء ثياب طويلة حتى لا تصاب بالنجاسة، وإذا حدث ذلك يكفي أن تمشي في مكان طاهر.
تطهير الأرض
- جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيًا بال في المسجد، فقال النبي: “دعوه وأريقوا على بوله سجلاً من الماء”.
- هذا يشير إلى أن الأرض يمكن تطهيرها عبر سكب الماء عليها، وهناك رأي بأنها تطهر بالجفاف كذلك.
تطهير الأطعمة الجامدة
- عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن فأرة سقطت في سمن، قال: “ألقوها وما حولها واطرحوه وكلوا سمنكم”.
- تم التفريق بين السمن السائل والجامد، حيث يُعتبر الجامد مقبولاً بعد إزالة النجاسة، بينما السائل يختلف في حكمه.
نتمنى أن تكون هذه المعلومات مفيدة لك، ولا تفوت قراءة مقالنا عن: