تعد طرق تعليم النطق للأطفال المتأخرين موضوعاً هاماً يثير اهتمام العديد من الآباء والأمهات، خصوصاً أولئك الذين لديهم أطفال يعانون من تأخر في النطق أو الكلام. لذا، قمنا بجمع بعض المعلومات والنصائح الأساسية حول تعليم النطق للأطفال المتأخرين من موقع يقدم أبرز الاستراتيجيات لتعليم هؤلاء الأطفال.
استراتيجيات تعليم النطق للأطفال المتأخرين
أصبح تأخر النطق عند الأطفال مسألة شائعة في الوقت الحاضر، حيث تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 15% إلى 25% من الأطفال يواجهون نوعاً معيناً من اضطرابات التواصل والنطق.
غالباً ما يتأخر الأولاد في تطوير مهارات التواصل مقارنة بالفتيات. ويعتبر الطفل متأخراً في مهاراته التواصلية إذا كان ينطق أقل من 10 كلمات في عمر يتراوح بين 18 إلى 20 شهراً، أو أقل من 50 كلمة في عمر يتراوح بين 21 إلى 30 شهراً.
يتطور مهارات العديد من الأطفال بشكل طبيعي مع مرور الوقت دون الحاجة إلى تدخل متخصص، ولكن بعضهم يحتاج إلى مساعدة مختص لتعزيز قدراته في النطق، وقد يستغرق ذلك مزيداً من الوقت. إليكم بعض الاستراتيجيات التعليمية للأطفال المتأخرين في النطق:
1- التحدث خلال الأنشطة اليومية
حاولي دائماً أن تصفي لطفلك الأنشطة اليومية التي تقومين بها، مثل وصف ما تحمليه في يدك أو التعبير عن طعم طعام أو شراب معين. فهذا يساهم في توسيع مفرداته من خلال الاستماع إليكِ.
تحدثي بلغة بسيطة تناسب مستوى إدراك طفلك. على سبيل المثال، إذا كان طفلك غير قادر على الكلام بعد أو يستخدم كلمة واحدة فقط، يمكنك التحدث معه باستخدام عبارات بسيطة مثل “خذ اللعبة” أو “اتركها”. وإذا كان يستخدم عبارة من كلمتين، حاولي استخدام ثلاث كلمات.
يمكنك أيضاً إدخال كلمات جديدة إلى مفرداته وتكرار الجمل عدة مرات، حيث إن الأطفال يتعلمون من خلال التكرار.
2- استخدام عبارات واضحة بدلاً من الأسئلة
الكثير من الأمهات يرتكبن خطأ شائعاً بطرح العديد من الأسئلة على أطفالهن بهدف تعليمهم النطق، وهو أسلوب يتسبب في نتائج عكسية كما أكدت أبحاث خبراء التخاطب. عندما يتعرض الطفل لسيل من الأسئلة مثل: “ما اسمك؟” أو “هل تذهب إلى الحضانة؟”، قد يتسبب ذلك في إحباطه ورفضه للحديث.
بدلاً من ذلك، يمكنك الحديث عن الأشياء التي يحبها الطفل، كأن تقولي: “لنشرب العصير معاً” بدلاً من سؤالهم إن كانوا يحبون عصير البرتقال. هذه الطريقة ستساعد في توسيع مفرداتهم اللغوية.
3- التواصل من خلال الموسيقى
بعض الأطفال يتعلمون الغناء قبل أن يتعلموا الكلام، وذلك لأن إيقاع الأغاني قد يكون أكثر جذباً لهم. إذا كنت تلاحظين أن طفلك يميل لترديد الأغاني، يمكنك تأليف كلمات أغاني بسيطة لتعزيز تعلمهم للكلام بطريقة ممتعة.
4- أهمية الفيتامينات
أشارت الدراسات التي أُجريت على 750 امرأة حامل وأطفالهن إلى وجود ارتباط بين نقص فيتامين “د” وتأخر مهارات اللغة والتواصل لدى الأطفال. يرتبط نقص هذا الفيتامين سلباً بتنمية النطق ومهارات التواصل.
إذا كنتِ قلقة بشأن مستوى فيتامين “د” لدى طفلك، يُفضل استشارة الطبيب المختص للحصول على المشورة اللازمة.
5- استخدام الألعاب كوسيلة تعليمية
يعتبر اللعب أداة فعالة لتعليم الأطفال، لذا يوصي الخبراء باختيار الألعاب التي تتطلب استخدام كلمات بسيطة ومتكررة. على سبيل المثال، يمكنك استخدام لعبة إشارات المرور حيث ترتبط التعليمات بالكلمات مثل “تحرك” و”توقف”.
يمكنك أيضاً التبديل في الأدوار مع طفلك لتعزيز نطقه.
6- تشجيع الطفل على التحدث
تحفيز الطفل على طلب ما يحتاجه يعتبر وسيلة فعالة لعلاج تأخر النطق. يمكنك استخدام الأنشطة اليومية لمساعدته في ذلك، مثل:
- إعطائه كوباً فارغاً وانتظار طلبه لملئه.
- تشجيعه على طلب المياه عند استخدام حوض الاستحمام.
- جعل إحدى قدميه مرتدية جورب وإبقاء الأخرى بدون ليطلب ارتداءها.
- تخزين طعامه المفضل داخل علبة مغلقة ليتطلب فتحها.
رغم أن هذه الأمور قد تبدو غريبة، لكنها ستساعد في تحفيز الطفل على التحدث وتطوير مهارات التواصل لديه. أخيراً، أمل أن تكوني قد اكتسبت معلومات قيمة حول الطرق التي يمكنك اتباعها لمساعدة طفلك في تطوير نطقه ومهاراته التواصلية.