سلبيات النوم المفرط ودوره في التأثير على الصحة

آثار النوم المفرط على الصحة

على الرغم من أن النوم لفترات طويلة (بالإنجليزية: Oversleeping) أو فرط النوم (بالإنجليزية: Hypersomnia) قد لا يعتبر خطيرًا على الصحة إذا حدث بشكل مؤقت وعرضي، إلا أن النوم المفرط المستمر يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة الفرد. هذا يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بمجموعة من الأمراض نتيجة للمضاعفات المحتملة التي قد تنجم عنه، حتى في حالة عدم وجود اضطرابات نوم (بالإنجليزية: Sleep disorder). قد يتسبب فرط النوم كذلك بظهور أعراض مثل القلق، وانخفاض مستوى الطاقة، ومشاكل في الذاكرة. فيما يلي بيان بأهم هذه الآثار بالتفصيل:

السمنة وزيادة الوزن

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من النوم المفرط هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن مقارنة بمن ينامون بمعدلات طبيعية. دراسة نُشرت في عام 2014 في مجلة المكتبة العامة للعلوم (بالإنجليزية: Public Library of Science) كشفت أن عدم الانتظام في ساعات النوم، سواء من خلال النوم لفترات طويلة أو قصيرة، يرتبط بشكل ملحوظ بزيادة الوزن، وهو ما يعكس زيادة في مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index) بحيث يزيد عن 25 كغ/م² أو السمنة التي تشير إلى زيادة هذا المؤشر إلى أكثر من 30 كغ/م². وقد أظهرت الدراسة أن علاقة السمنة بالنوم المفرط تبقى قوية حتى عند أخذ كمية الطعام المتناول والنشاط البدني بعين الاعتبار.

الصداع

قد يعاني الأشخاص الذين ينامون كثيرًا خلال النهار ويواجهون اضطرابات نوم أثناء الليل من الصداع في الصباح. ويُعتقد أن النوم لفترات أطول من المعتاد قد يساهم في ظهور الصداع عند بعض الأفراد المعرضين لذلك، حيث يُعزى السبب إلى تأثير الفرط في النوم على بعض النواقل العصبية (بالإنجليزية: Neurotransmitters) في الدماغ مثل السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin).

مشكلات التركيز

يُظهر الإفراط في النوم تأثيرات سلبية على القدرة على أداء المهام اليومية، وقد يؤدي إلى تسريع عملية شيخوخة الدماغ. كما أن العلاقة بين جودة النوم وعدد مرات الاستيقاظ ليلاً تلعب دورًا أساسيًا، مما يعني أن الجسم قد لا يحصل على قسط كافٍ من الراحة المطلوبة لتنشيط الدماغ.

أمراض القلب

تشير الأبحاث إلى أن النوم المفرط قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. دراسة نُشرت في عام 2020 في مجلة محفوظات الصحة العامة (بالإنجليزية: Archives of Public Health) أظهرت وجود علاقة محتملة بين فرط النوم والعوامل المرتبطة بأمراض القلب، مع ملاحظات تفيد بأن هذا الخطر يتفاوت حسب الجنس والعوامل الفردية، حيث تشير بيانات إلى أن النساء أكثر عرضة للنوم لفترات أطول مقارنة بالرجال، مما يحتم ضرورة إجراء دراسات مستقبلية للتعمق في هذا التأثير.

مرض السكري

يمكن أن يؤثر النوم المفرط على مستويات السكر في الدم، وقد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. دراسة نُشرت في عام 2020 ذكرت وجود علاقة بين فرط النوم والعوامل المرتبطة بارتفاع مستويات السكر في الدم. يجدر بالذكر أن الخمول وزيادة الوزن الناتجة عن النوم لفترات طويلة ونمط الحياة القليل النشاط هما اللذان يساهمان في رفع خطر الصحية أكثر من النوم المفرط بحد ذاته.

الاكتئاب

بينما يرتبط الأرق (بالإنجليزية: Insomnia) بالاكتئاب بشكل أكثر شيوعًا من فرط النوم، إلا أنه يجدر بالذكر أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ينظرون إلى النوم بكثافة. دراسة نُشرت في عام 2015 في مجلة البحوث النفسية الجسدية (بالإنجليزية: The Journal of Psychosomatic Research) أكدت أن الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب مع فرط النوم يميلون للنوم لساعات أكثر مقارنة بأولئك الذين يعانون من الاكتئاب فقط. ويعتبر الحفاظ على نمط نوم منتظم أمرًا مهمًا لاستعادة الصحة النفسية، حيث أن كثرة النوم قد تؤدي إلى تفاقم حالة الاكتئاب.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

عند ظهور مشكلة النوم المفرط بشكل عابر، يمكن أن لا تستدعي القلق. يعاني بعض الأشخاص من قلة الطاقة أو صعوبات في التركيز، ولكن يجب على من يعاني من فرط النوم الدائم، مثل أن ينام لفترات تتجاوز 10 ساعات يوميًا، أو لاحظ أعراض غير طبيعية، مراجعة الطبيب لتحديد الأسباب المحتملة ووضع خطة علاج مناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top