سيدنا موسى عليه السلام هو من أنبياء الله العظام، وهو الذي يُعرف بكليم الله، وقد أُرسل ليدعو إلى الدين اليهودي الذي لا يزال له انتشار جيد حتى يومنا هذا. يتمتع موسى بمكانة متعالية في جميع الأديان السماوية.
يُعتبر موسى عليه السلام من أعظم المخلوقات التي خلقها الله، حيث أحدث ثورة كبيرة ضد الظلم والطغيان.
تعريف بسيدنا موسى عليه السلام
- وُلد موسى عليه السلام في مصر حيث كان يعيش مع بني إسرائيل تحت حكم فرعون الذي كان يعاملهم بظلم شديد، حيث كان يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم.
- قال الله تعالى: (يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
- عندما وضعت أم موسى مولودها خافت عليه من القتل، فقامت بإلقائه في تابوت وألقته في اليم.
- ومن حكمة الله أنه نشأ في بيت فرعون، حيث استقبلته العائلة الفرعونية، وخاصة زوجته آسية التي حمت موسى من القتل.
- كبر موسى عليه السلام وأعطاه الله العلم والحكمة وأمره بدعوة بني إسرائيل إلى عبادة الله الواحد.
- ثم أوحى الله إليه بأن يدعو فرعون للتوحيد، وسانده بأخيه هارون عليه السلام، مصداقاً لقوله: (وَوَهَبنا لَهُ مِن رَحمَتِنا أَخاهُ هارونَ نَبِيًّا).
- أيده الله بمعجزات عديدة، منها تحويل عصاه إلى ثعبان ودخول يده في جيبه فتخرج بيضاء.
- عندما توجه موسى إلى فرعون وبلغ الرسالة، طلب الفرعون منه آية تثبت صدقه، فاستعرض له المعجزات، ولكنه كذبه واتهمه بالسحر.
- رد فرعون بجمع السحرة للتصدي لموسى، وفي اليوم المتفق عليه ناصر الله موسى على السحرة، الذين آمنوا برب العالمين.
- وفي أعقاب ذلك، قام فرعون بقتل السحرة واستمر في طغيانه حتى أهلكه الله وأنقذ موسى وبني إسرائيل.
لا تفوت قراءة مقالنا عن:
مكان دفن سيدنا موسى
- هناك جدل واسع حول مكان قبر موسى عليه السلام.
- فابن حبان قد أشار إلى أن قبر موسى موجود في مدين، الواقعة بين المدينة المنورة وبيت المقدس.
- لكن الضياء علق على ذلك بأن مدين ليست قريبة من المدينة أو بيت المقدس.
- ومما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال عن موسى حين حضرته الوفاة: (فسأل الله أن يُدْنِيَهُ مِن الأرضِ المُقَدَّسةِ رميةً بحجرٍ.
- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكُم قبرَهُ، إلى جانبِ الطَّريقِ، عندَ الكَثيبِ الأحمَرِ).
- يُذكر أن هناك اجتهادات حول حدود الأرض المقدسة، فيُعتقد بأنها تشمل أرض بيت المقدس أو المسجد الأقصى، حيث كانت مقر الأنبياء ومسكن المؤمنين.
- بينما يقول البعض إنها تشمل منطقة الطور وما حولها، أو حتى الأراضي السورية.
- كما قال البغوي إن المقدسة تشمل الشام وفلسطين والأردن، بينما زعم البعض أن قبره قد يكون في دمشق أو أجزاء من الأردن وفلسطين.
- على صعيد آخر، ذكر بعض العلماء أن موسى وهارون قد مكثا مع بني إسرائيل في التيه لمدة أربعين عامًا، بينما قال البعض الآخر إنهم لم يكونوا معهم، حيث أن ذلك كان عقوبة لا تستحقها مكانتهما.
- وعند خذلان بني إسرائيل، قال موسى عليه السلام: (قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ).
- كما قيل إن موسى عليه السلام فتح أريحا واستقر فيها وتوفي هناك، ولا يُعرف مكان دفنه الدقيق.
كما يمكنك الاطلاع على:
خروج موسى عليه السلام من مصر
- خرج موسى عليه السلام من مصر هربًا من فرعون بعد أن انتصر لرجل من بني إسرائيل كان قد وقع في شجار مع رجل من فرعون وقتله.
- توجه إلى مدين حيث وصل بعد مسيرة حوالي عشرين يومًا على الأقدام.
- في مدين، عمل في رعي الغنم بعد أن تعرف على شيخ كبير، واستأجره للعمل معه وتزوج ابنته، وعاش هناك لمدة عشر سنوات.
تكليف النبي موسى بالدعوة
- بعد انتهاء فترة العشر سنوات في مدين، قرر موسى العودة مع زوجته إلى مصر. خلال رحلتهم، تاهوا في الصحراء حتى رأوا نارًا قرب جبل عظيم.
- فأجلس عائلته ومضى ليستطلع أمر النار، فسمع صوتًا يناديه. شعر بالخوف ولكنه اطمأن بعد أن عرف أن الله هو الذي يكلمه.
- وقد اختاره الله لدعوة قومه. وأيده بمعجزات شتى لتأكيد صدق رسالته، مثل تحويل عصاه إلى ثعبان، ويده البيضاء.
- وفي اليوم الذي اجتمع فيه فرعون مع الناس، أقام موسى مناظرة مع السحرة، وهنا آمن السحرة برب موسى.
- بعد هذا، أرسل فرعون ورجاله لملاحقة موسى ومن آمن معه، لذا أجرى الله معجزة بتفريق البحر ليعبر موسى وبني إسرائيل، بينما غرق فرعون.
- استمر سيدنا موسى في دعوة قومه إلى عبادة الله الواحد، وأُنزل عليه التوراة، الكتاب الذي يُعد جزءاً أساسياً من الإيمان.
يمكنك قراءة المزيد عن:
أقوال العلماء في مكان الكثيب الأحمر
تتعدد آراء العلماء حول مكان دفن النبي موسى، ويرجع ذلك إلى عدم وجود نصوص دينية تحدد موضعه بدقة. وفيما يلي بعض الآراء:
التوقف في معرفة مكانه
- يعتقد بعض العلماء أن مكان قبر النبي موسى غير مؤكد، ولا توجد دلائل قوية تحدد الموقع.
- يستند هذا الرأي إلى عدم وجود نصوص قرآنية أو أحاديث نبوية تحدد مكان دفنه.
القول بأنه في جبل نيبو
- يعتقد بعض العلماء أن النبي موسى دفن في جبل نيبو في الأردن.
- ويستند هذا الرأي إلى روايات تاريخية وتقليدية حول نهاية حياة النبي موسى.
- جبل نيبو يرتبط بالاعتقاد بأنه شهد رؤية موسى للأرض الموعودة قبل وفاته.
أقوال أخرى في مكان الكثيب الأحمر
توجد أقوال تفيد بأن موسى عليه السلام مدفون في الأراضي الفلسطينية أو قربها، ويمكن تلخيص الآراء كما يلي:
- بعضهم يشير إلى المسجد الأقصى.
- البيضاوي قال إن المدفن في الشام.
- البغوي نصّ على أن الأراضي المقدسة تشمل الشام وفلسطين والأردن.
- كما يدعي البعض أن المدفن يقع في باب اللدّ ببيت المقدس.