تختلف الفنون الشعبية في مختلف دول العالم من حيث الخصائص والأساليب المعتمدة، تمامًا كما تختلف العادات والتقاليد من بلد لآخر. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم الفن الشعبي، خصائصه، أنواعه، ونتناول بشكل خاص الفن الشعبي السعودي وأشكاله المختلفة.
تعريف الفن الشعبي
الفن الشعبي هو تعبير ثقافي وفني يعكس جوانب الحياة اليومية للشعوب، وفقًا لتعريف معجم المعاني. تشمل الفنون الشعبية مجموعة من الأعمال الفنية التي تُبرز الحياة اليومية، وتُوظف تقنيات وأساليب متعلقة بالتبادل الثقافي، ومعها شروح عامة وإضافات، وتتنوع الأمراض الشعبية بين الأغاني التقليدية، تصميمات الملابس، والرقصات.
تعرف بعض المصادر الفنون الشعبية بأنها مجموع الأعمال الفنية التي يبدعها المواطنون في بلد معين، والتي تعكس بشكل أساسي تراثهم الثقافي والاجتماعي. وبالتالي، فهي تعكس الأدب، الموسيقى، الفن التشكيلي، والصناعات التقليدية بمختلف أشكالها.
ترتبط الفنون الشعبية بشكل وثيق بالنقش، النحت، الرسم، الزخرفة، والتلوين، إضافة إلى كل ما يتعلق بالأثاث والأزياء التراثية. وعلى الرغم من استقلال الرقص الشعبي والموسيقى والأدب، إلا أن الرسم الشعبي يعتبر جزءًا من هذا المفهوم، ومعه كل ما يرتبط بتزيين أدوات الموسيقى وتصميم المشاهد الراقصة.
ميزات الفنون الشعبية
يمكننا استنتاج بعض الميزات الرئيسية للفنون الشعبية من التعريف السابق، ومن أبرز هذه الميزات ما يلي:
- تتميز الفنون الشعبية ببساطتها وسهولة أدائها، حيث تبتعد عن التعقيدات والتفاصيل الدقيقة.
- لا تخضع الفنون الشعبية لقواعد صارمة فيما يتعلق بالمنظور والنسب والأبعاد.
- تنفذ الفنون الشعبية بأسلوب سهل، من خلال تخطيطات أولية ورمزية تجسد الأفراد والنباتات والأشياء بدون تعقيدات.
- تهدف الفنون الشعبية إلى تحقيق التوازن والتناسق في الأشكال.
- تسعى الفنون الشعبية إلى استخدام المواد الخام المتاحة والاقتصادية مثل الحجر والطين والأخشاب.
- تستغل الفنون الشعبية الأثاث والمعمار كمساحات لأداء مختلف الفنون، وتستخدم الجلود، الأوراق البردية، والألوان الطبيعية المستخرجة من البيئة.
- تعتمد الفنون الشعبية على الألوان الطبيعية المستخرجة بطرق تقليدية، مثل المساحيق الجيرية الكلسية للألوان البيضاء، والهلام للألوان السوداء، بينما تُستخرج الألوان الزرقاء من الفحم النباتي.
- تستخدم فرشاة مصنوعة من شعر الحيوانات وريش الطيور وسعف النخيل.
- تتميز موضوعات الفنون الشعبية بأنها تعكس الأحداث والمناسبات التي تهم المجتمع، مثل الأعياد.
- تستخدم الفنون الشعبية الرموز بشكل مكثف، حيث يمثل الأسد الشجاعة، والسيف القوة، والنخيل خصوبة الزراعة، بينما تدل الطيور الخضراء على الخير.
أنواع الفن الشعبي
تشمل الفنون الشعبية جميع الأنواع والأشكال التي مارسها الشعب عبر التاريخ، مما يجعلها تعبيراً بصرياً وسمعياً وفنوناً أخرى متعددة. ومن أبرز هذه الأنواع:
فن الأهازيج
يشمل هذا الفن مجموعة متنوعة من الأغاني التي تُردد في المناسبات والحفلات، بما في ذلك المناغاة التي تقوم بها الأم لأطفالها والأناشيد الدينية والأغاني الشعبية.
فن الحكاية
يتمثل هذا الفن في سرد الحكايات، ويُمارس من قبل شخصيات الحكواتي في المقاهي والمجالس، ويشمل القصص المتداولة عبر الأجيال.
فن الأسطورة
يرتبط هذا الفن بتجسيد الأساطير والعادات والتقاليد الشعبية.
فنون التصميم
تظهر في تصميم الملابس التراثية، وتتضمن النقوش والزخارف، بالإضافة إلى التصميمات التقليدية في مجال الحرف والصناعات مثل الأثاث والنحت.
الفن الشعبي السعودي
تتميز المملكة العربية السعودية بتنوع الفنون الشعبية، التي تمزج بين الغناء، الرقص، والشعر. وقد ساهمت ظروف مثل الحروب والاحتفالات في انتشار هذه الفنون، التي تعكس شجاعة وقوة الشعوب.
أنواع الفن الشعبي السعودي
تتنوع الفنون الشعبية في السعودية، ومن أبرزها:
فن العرضة النجدية
رقصة شعبية تتميز بالجمع بين عرض الشعر والرقص بالسيوف، وغالبًا ما تُمارس في الحفلات والمناسبات الوطنية.
فن السامري
فنون غنائية جماعية تتضمن استخدام الدف والمرواس، وتُعد جزءًا من الفولكلور القديم.
فن الدحية
هو عبارة عن رقصات خاصة بالبدو كانت تستخدم سابقًا للتحفيز قبل المعارك، وتُمارس الآن في الأعراس والمناسبات.
فن الخبيتي
رقص جميل يعود لأقدم العصور، حيث يُستخدم فيه الدف والسمسمية ويتم ارتداء الملابس التراثية.
فن التعشير
فنون حجازية تحتاج إلى مهارات عالية، وعادة ما تُمارس في حفلات تتطلب لياقة بدنية. يُستخدم في هذا الفن البارود في نهاية العروض كنوع من الاحتفال.