تعتبر جزيرة أرواد من أبرز وجهات السفر لعشاق الاستكشاف. تقع هذه الجزيرة في دولة سوريا، وتحديدًا في الجهة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، مقابل مدينة طرطوس.
موقع جزيرة أرواد
- تتواجد جزيرة أرواد شرقي البحر الأبيض المتوسط عند خط طول 35.5 درجة شرقًا، وخط عرض 34.4 درجة شمالًا.
- تمتد مساحة الجزيرة حوالي 200 دونم، ما يعادل 0.2 كيلومتر مربع.
- يعيش السكان على مساحة 135 دونم، أي ما يوازي 0.135 كيلومتر مربع من المساحة الإجمالية للجزيرة.
- حسب الإحصائيات، يصل طول الجزيرة إلى حوالي 800 متر، فيما يبلغ عرضها 500 متر.
- تتميز جزيرة أرواد بموقعها الجغرافي المميز الذي أثر إيجابًا على الحضارات التي تعاقبت عليها عبر العصور، بما في ذلك الحضارة الكلدانية، الإغريقية، الآشورية، والمصرية، وغيرها الكثير.
- يرجع سبب هذا التميز إلى موقع الجزيرة الذي يشكل مفترق طرق رئيسي للتجارة الدولية بين مصر، منطقة آسيا الصغرى، جزيرة رودس، الجزر الإيجية، وقبرص.
خصائص جزيرة أرواد
- تفتقر جزيرة أرواد إلى التربة الزراعية نظرًا لتكوين معظم أراضيها من الصخور.
- كما أنها لا تحتوي على مصادر للمياه العذبة، مثل الينابيع الطبيعية.
- تسبب تأثير عوامل التعرية نتيجة مياه البحر في تآكل أطراف الجزيرة الصخرية، مما أدى إلى انفصال قطعة صغيرة من الصخور في الجزء الشمالي الغربي منها.
- وفي أوقات عديدة، تختفي هذه القطعة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.
مناخ جزيرة أرواد
- تشهد جزيرة أرواد طقسًا معتدلًا ورطوبة عالية، حيث يُسجل هطول الأمطار لمدة ثلاثة أشهر في السنة.
- يُقدر متوسط هطول الأمطار بنحو 700 ملم سنويًا، وتتحرك الرياح من الاتجاه الجنوبي الغربي.
- ترتفع درجات الحرارة في شهر أغسطس، حيث تصل إلى حدود ثلاثين درجة مئوية نهارًا.
- تتدنى درجات الحرارة في فصل الشتاء، وفي شهر يناير تحديدًا، إلى حوالي 7 درجات مئوية.
- يتراوح معدل الرطوبة في الجزيرة بين 60% و75%، وقد شهدت الجزيرة ارتفاعًا في نسبة الرطوبة بمقدار 4% خلال الستين عامًا الماضية.
جزيرة أرواد عبر التاريخ
- يعود تاريخ جزيرة أرواد إلى بداية الألفية الثانية قبل الميلاد، بعد أن أسسها الفينيقيون (أو الكنعانيون) وأعلنوها مملكة مستقلة باسم أرفاد، حيث استخدموها كمركز رئيسي للتجارة في عدة مناطق منها نهر الفرات ووادي العاصي ومصر.
- عام 1299 قبل الميلاد، تعرضت جزيرة أرواد لهجوم كبير من المصريين، وقد خاضت معركة شهيرة ضدهم عرفت باسم معركة قادش.
- سقطت الجزيرة تحت الحكم الآشوري بين 1100 و625 قبل الميلاد، وبعدها استولى عليها البابليون في عام 604 قبل الميلاد.
- عانت الجزيرة تحت الاحتلال الروماني الذي أدى إلى تراجع قوتها التجارية، في وقت تزامن مع تدهور الأهمية الاقتصادية لمدينة طرطوس.
- مع تعاقب الحضارات، لم تتمكن الجزيرة من الحفاظ على موقعها كما كانت في بداياتها.
- في القرن الثالث عشر الميلادي، تعرضت الجزيرة لهجوم من قبل الصليبيين الذين سيطروا عليها بواسطة جماعة فرسان الهيكل.
- استطاع العرب السيطرة على الجزيرة في عام 650م، ومنذ ذلك الحين ظل العرب يحكمونها، حيث يمثلون جزءًا كبيرًا من سكانها اليوم.
يمكنكم التعرف أيضًا على:
المعالم السياحية في جزيرة أرواد
تمتاز جزيرة أرواد بالعديد من المعالم الأثرية التي خلفتها الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها، ومنها:
- تحتوي الجزيرة على آثار صخرية قديمة ومجموعة من الكهوف المنحوتة في الجهة الغربية.
- توجد بها مباني تراثية مثل قلعة جزيرة أرواد، وجزء من الحمام العثماني، والبرج، والعديد من المعالم الأثرية الأخرى.
- كما تحتوي الجزيرة على قلعتين تعكسان أهميتها خلال الحروب الصليبية، حيث تم بناء إحدى القلعتين في أعلى نقطة في الجزيرة بواسطة الصليبيين، بينما قام العرب ببناء الأخرى.
- تنتشر فيها حاليًا المباني التقليدية التي تعود لبعض فترات مختلفة من التاريخ.
- تحتوي الجزيرة أيضًا على بقايا سور كبير يحيط بها، والذي قام الفينيقيون بإنشائه لحمايتها من هجمات الأعداء والبحار المرتفعة.
- شملت جزيرة أرواد عام 1999 على قائمة التراث العالمي بسبب غناها بالتنوع الثقافي والأثري، لكنها خرجت من القائمة في عام 2011 نتيجة الأوضاع السياسية تحت حكم الرئيس بشار الأسد.
معالم تاريخية في جزيرة أرواد
لا تزال جزيرة أرواد تحتفظ ببعض معالمها الأثرية، منها:
- تضم قلعة شهيرة في وسط الجزيرة، مع برج أيوب، وهو سور قديم تم بناؤه بواسطة الفينيقيين لحماية الجزيرة من العواصف البحرية وهجمات الأعداء.
- يوجد بها بقايا ملعب رياضي كبير يعود للقرن السادس عشر قبل الميلاد، حيث كان يقام فيه مباريات الألعاب الرياضية الأولمبية القديمة.
- تشمل أيضًا معبدًا أثريًا قديمًا يرجع تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
عدد سكان جزيرة أرواد
- تضم الجزيرة الآن سكانًا من أبناء سواحل بلاد الشام وأحفاد الفينيقيين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي بعد قدوم الفاتحين العرب.
- يعتقد البعض أن سكان الجزيرة الحاليين يعود أصلهم إلى مدينة صيدا.
- وفقًا للإحصاءات الأخيرة لعام 2004، بلغ عدد السكان في الجزيرة حوالي 4403 نسمة.
- العملة المتداولة في جزيرة أرواد هي الليرة السورية حيث إنها تتبع لدولة سوريا.
أهم المحطات التاريخية في جزيرة أرواد
وبعد التعرف على موقع جزيرة أرواد، نستعرض هنا بعض المحطات التاريخية البارزة التي مرت بها الجزيرة، حيث شهدت العديد من الحضارات المختلفة على مر العصور، ومن أبرزها:
في عصر الملك المصري تحتمس الثالث
- احتل الملك تحتمس الثالث جزيرة أرواد عام 1472 قبل الميلاد خلال حملته على شمال سوريا، وترك علامة محفورة في معبد آمون رع في الكرنك تشير إلى هذه الحملة.
فترة المماليك
- مرت الجزيرة تحت حكم المماليك بعد الحكم المصري في بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حيث أصبحت ميناء تجاري رئيسي يربط بين مصر وحدود سوريا الحديثة مع تركيا.
فترة الغزاة المهاجرين
- تعرضت جزيرة أرواد في القرن الثاني عشر قبل الميلاد لهجوم من قبل بعض المهاجرين المجهولين الذين تمكنوا من السيطرة عليها، وأطلق عليهم “شعوب البحر”.
- في هذه الفترة، واجهت الجزيرة العديد من الأزمات والمشكلات بشكل كبير.
فترة الفينيقيين
- تُعد فترة الفينيقيين من أهم الفترات في تاريخ الجزيرة، حيث كانوا بحارة وتجار بارعين، وأطلقوا على الجزيرة اسم تجارتهم “Phoenix”.
- كان للفينيقيين دور حيوي في التجارة في الجزيرة، حيث ظهرت الأبجدية الأولى في عصرهم وعصر الملك الأشوري.
- شهدت الجزيرة في فترة الفينيقيين تطورًا كبيرًا في الاقتصاد والثقافة، حيث اشتهرت بتجارة السيراميك والزجاج، وتأسيس الملاحات والقوارب.
فترة الحكم الفارسي
- استحوذ عليها كورش الكبير عام 539 قبل الميلاد.
فترة حكم الإسكندر الكبير
- كان ذلك عام 333 قبل الميلاد، حيث تمكن الإسكندر الأكبر من هزيمة الفرس والاستيلاء على أسطولهم.