قصيدة هلال رمضان
- يقول الشاعر أحمد سالم باعطب:
غداً سيطل علينا الفرح والنصر
وسنحتفل بالصيام وبتوجه الحجر
غداً سيظهر هلال الصوم مشرقاً
ضمن موكب مضيء بينما الليل يزداد في الظلام
توجهت إليه القلوب في أعماقها
بمحبته، وجدت سكوناً عذباً مبهجاً
غداً ستعلن منائرنا بالبشرى
تسرح معها الآيات والنذر تجوب
وقفتُ بين الكرام أترقب
ضيفاً عزيزاً، مكللاً بنور الله
نستغرق في الذكرى لشمائله
وكأننا ننغمر في الذكرى ونفترق
فقد رأيته قبل عام في مساجدنا
يضيء في كفيه ضوء الشمس والقمر
يقدم مكارمه للناس تذكرةً
تستقطب السمع والبصر والشعور
وعندما استعدت للوداع
اعتراني الخوف والقلق
تلاعبت مشاعري بين الضلوع، فيا
كيف يستطيع مثلي تحمل صفعات الذنب؟
لم أتيت لأبثّ إليكَ يا رمضان دعائي
بل جئت مما جنت كفيّ أعتذر
مازالت صحائفي في سجل الخير عارية
من الجمال، وثوبي أصابه الكبرياء
رمضان، لقد مددنا له يد العطاء
وعصفت بنا الأحوال والأحزان
تنكرت قلوب للحق حين سعت
في شتى ميادين الغطرسة والمظاهر
ولامست كلماتي آذانه، فبادرت
تنفجر من شفتيه الآيات والسور
ولم يُثنه ما عاناه، بل قال راضياً
يا رب، يا رب، ارحمهم، فهم بشر
أشعار جميلة عن شهر رمضان
- يقول الشاعر ابن الجنان:
قد مضى رمضان وكأنه فارق
وغاب نوره بعد أن كان بيننا
يا عهده وما أكرم مقامه
ويا زمنه، إنه جل على قلبي أن ينقضي
كما كان الطيف يزورنا في الصيف
فأقام بيننا لحظات ثم رحل
فيا ليتني أدركت عندما نوى الفراق
هل رحل عنا ناكراً أم راضياً
لقد حكم الحق بيننا فكان عنواناً للفضيلة
فأي شابٍ بيننا وقع له الحكم
وكم من يد بيضاء أفلحت في توفاها
وعند توبته قد ابيضت صحائفه
وكم من حسنٍ أضاف له بفضل حسنها
محا أحزانه بحسن الإحسان
فلله من شهر كريم، تُعرض مكارمه
إلا لمن كان بعيداً عن التحفظات
فبينه وبين مشاعرك درساً
وفي أثره أرسل جفونك من الدموع
اقف بين ثنيات الفراق، فسيحل الشوق
وإن قضيت قبل الفراق وقفة
فلتكن القدر من ليالي الأعوام
فيا لجمالها من ليلة قدرها
رغم ما شاركها الهاشمي وناشد
لعل بقايا الشهر، وهي كريمة
تظهر سراً للمستقبل المغلق
وقد كان أصفى مرةً ليرسله
لكن تلاحى من تلاحى في الكرم
وقال: اطلبوها فيوجيهها
فاستنهضت قلوب أصحاب الهمم
جزاه الله برحمته، وأكرمنا بمغفرته
- يقول الشاعر أبو نواس:
إذا ما مضى من رمضان النصف
تشتاق الأوتار لنا والألحان
وأصلح الناي، وانحنى الطبل
واختلفت بين الأعلام الصحف
له يومٌ لا خلائق فيه
حتى إذا اجتمعوا وانصفوا
تكشفوا، وتلامسوا، والتفوا
فبعضهم أرض وبعضهم سقف
قصيدة يا ضيف وجداني
- يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي:
أبحرتُ بك لأنك البحر
وتناولتُ منك لأنك النهر
أرسلتُ ناظري في عالم أحزاني
فرقاً إليك لأنك البدر
أسقيتُ من زهور ذاكرتي
فتألقت وتلألأ الزهر
وسألتُ عن فجرٍ، فبادرتني
بضوء منك، لأنك الفجر
وسألتُ عنك السُحب فأجابوا
بابتسامة، قائلين: إنك المطر
لما جرى بك في يدي قلمي
شدّت الحروف وغرّدت الحروف
يا ضيف كل المسلمين لـما
جئت، جاء الأنس والبشر
معك ترتقي الروح التي تسلحت
بالصيام فيك، ويُسرع الصدر
يا ضيف كل المسلمين، لك
في كل قلب مؤمن، قدر
يقوى الضعيف بما يراه
من عبادك، فيُعين الصبر
ويشعر الأغنياء بما
يعانيه الجياع، فيُظهر الفقر
فتكون أنت، مرشد غافلهم
نحو العطاء، فلا عذراً له
يتواضع المتكبرون، إذ
صاموك حقاً، فيزول الكبرياء
يا ضيف المفكرين، بك ارتقت
الإحساس والفكر
يا ضيف قلبي، أنت في لغتي
سر البيانة، وفي فمي ذكر
تمتد في قلبي وأوردتي
حينما تجيء، غصونك الخضر
ضيفٌ جميل الوجه، طلعته
بدراً مضيئاً، ونجومٌ ناصعة
رمضان، أحرفه محبوبة
يسعى إليها النثر، والشعر
عندما أسطّرها على ورقي
تتجلى اليراعة، وترتقي السطور
شهر إذا جاء أرفقه
أمنٌ للقلوب، ويتلاشى الفزع
في صومه، وقياماته تعبٌ
عذبٌ، به يتعاظم الأجر
وخلف أكف العباد إذ
عقدوا الصيام، وكأنه عطر
يفوز به الصائمون في فرحتين
وهما “لقاء الله” و”الفطر”
الله خصّ عباده بالأجر
للصائمين، وفي خزائنه الفخر
رمضان اسمٌ عظيم تشرف
بجلاله، تتحدث عنه الأيام
يكفيه ليلته التي شرفت
قدراً، تفتخر بفضله العشر
يعلو مقام الصائمين، إذ
نُنطلق بحماسة، وأتى الجمع
مدخل “الريان” يترقبهم
لله هذا الفخر والعز
يا ضيف قلوب معلقة
بالله، يُشفي عندها الكسور
يا ضيف وجداني ومؤنسه
يا مَنْ بسرك يزداد البيان
تظل الشهور على تألقها
تمضي، وأنت معظم الشهور
أروع قصيدة في وداع شهر رمضان
- يقول الشاعر اللواح:
وداعاً أيها الشهر العزيز
فقد أزف الرحيل وبدأ الوادع
قد أثار الفراق قلوب الكثيرين
وكم حبٍّ عليك جعلنا حزينين
وكيف نبدأ بعد الفراق
وقد تبادل الفراق اللقاء
قد كنت الحبيب لنا وكنا
نحن حذرين من أن تستمر في الوداع
ولكن كل اجتماع يُذكر فيه
وقائع الفراق تُفطر القلب
ألهمت قلوبنا بمشاعر الفراق
لذكرك يا أبا عيدٍ دافئاً
لياليك السعيدة انقضت عنا
وسرعان ما ستغادر
مرّت علينا كطيفٍ حلو
يحيي قلوبنا، وما أسعدنا
ومشاعرنا الحزينة بلا أمل
ووجع لا يُحتمل
ومن ذا الذي سيعاجمنا إن بكينا
بعد فراقك بكافة قوتنا
لقد طرزنا نسكك الجميل حقاً
وفارقناك بعدما صرنا حزينين
جعنا حالة سوف نذوب عليك عشقاً
وننطلق في وداعك بالأحضان
وكل رحيل إلى لقاءٍ منتظر
وإن كثرت العراقيل بالمأساة
هل لنا عودة إليك بعد زمان
نسترجع الأحاديث الجميلة
لقد جليت أفئدتهم الذاكرة
وقدّست الذكر والمناسبات
ملائكة السماء اصطحبتنا معك
وارتبطنا بالمساجد والأخوة
وكم أضأت وجودك من ولي
كما ملأت المدن والبلاد
إذا تجلى الليل وشاع فيه
وفي سبع طبقاتٍ شاعت
وفيك تتجلى الليلة المقدرة
ولكم في الأمر نفعٌ وحذر
فليلة القدر تجمع ألف شهر من ينشرها
موافقة للمجتهدين
وكم كانت لك من فضائل لا تُحصى
رحلت بها، وبرزت إسهاماتك
رحلت، وليتني أعلم إن كانت ذنوبي
مع الوداع تُمحى أم تُقاس
فراقٌ لشهر رمضان حزيناً
فراقك بعد ألفةٍ ظهرت
عسى الله يسمح باللقاء
ويبدل بالرضا عملاً مضاعفاً