الحجر الأسود هو مصطلح مذكور في القرآن الكريم، وسنتناول في هذا المقال الحديث عن الحجر الأسود وأهميته الدينية التي تنبع من كونه جزءًا من الكعبة المشرفة، حيث يعد نقطة بداية ونهاية الطواف. لذا، سنقوم بالغوص في تفاصيل هذا الحجر الكريم.
الحجر الأسود
- يشكل الحجر الأسود أحد أركان الكعبة المشرفة، ويقع بمحاذاة الركن اليماني على الجهة الشرقية. وهو يتكون من 15 حجرًا، لكن 8 منها فقط ظاهرة للعيان، بينما باقي الأحجار مختبئة داخل الكعبة.
- توجد آراء تشير إلى أن الأحجار الأخرى مغطاة بمزيج من المسك والعنبر والشمع، وتوضع فوق الحجر الأسود. لذا، يتعين على الحجاج والمعتمرين أن يبدؤوا طوافهم من الحجر الأسود ويقبلوه.
- يرتفع الحجر الأسود حوالي متر ونصف عن مستوى الأرض. ويعد من أحجار الجنة، حيث روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الحِجر والمقام ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ، طمس الله نورَهما، ولولا ذلك لأضاءَا ما بين المشرقِ والمغربِ”.
- يمتلك الحجر الأسود مكانة عظيمة في الإسلام، حيث يُعتبر حجرًا من الجنة وكان لونه أبيض للغاية، وهو بداية اتجاه الحاج والمعتمر أثناء أداء المناسك.
أسباب تسميته بالحجر الأسود
- الحجر الأسود هو حجر أنزل من الجنة، وكان لونه أبيض ناصع، ولكنه أسود بسبب ذنوب بني آدم، وحفظه الله سبحانه وتعالى للنبي إبراهيم.
- عندما بدأ النبيان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بناء الكعبة، أرادا تحديد موقع يبدأ منه الطواف، فبدأ جبريل عليه السلام بإحضار الحجر ووضعه في موقعه المحدد.
- كان الحجر يتلألأ بشدة بسبب لونه الأبيض ومضيءً في أرجاء الكعبة، ويبلغ طوله ذراعًا. وقد تم غرسه عند بناء الكعبة لذا يظهر جزء صغير منه، بينما الجزء المدفون لا يزال أبيضًا.
دلالة الحجر الأسود في القرآن الكريم
- الكعبة المشرفة جعلها الله قبلة للمسلمين في أنحاء المعمورة، وتعتبر رمزًا للعبادة، والحجر الأسود يُعد من الأحجار المقدسة، كما ورد في القرآن: “جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس”.
- ورد ذكر الكعبة في القرآن حيث قال الله: “جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس والشهر الحرام والهدى والقلايد”.
- تشير الآية الكريمة: “فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا”.
- وذكرت أيضًا في موضع آخر قائلة: “يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله”.
- كما أشار القرآن إلى البيت العتيق، وهو ما يحج إليه المسلمون، حيث قال: “ثم ليقضوا تفثهم”.
قصة الحجر الأسود
- يقال إن عمرو بن الحارث قد أخرج الحجر الأسود وقام بدفنه في منطقة زمزم، ولكن أكتشفته امرأة من بني خزاعة وأخبرت بالمنطقة التي دفن فيها.
- تعرضت مكة لهجوم من شخص يُدعى تبع، الذي حاول سرقة الحجر لشحنه إلى اليمن، لكن والد السيدة خديجة رضي الله عنها واجه هذا الهجوم.
- تعرضت الكعبة لحريق أدى إلى تدمير بعض جدرانها، وقررت قريش هدمها. وقد بدأ الوليد بن المغيرة بإزالة الحجر الأول.
- ورد في السيرة النبوية أن قريش قامت بإعادة بناء الكعبة، وشارك النبي صلى الله عليه وسلم في نقل الأحجار، وعند وضع الحجر في مكانه نشب خلاف بين القبائل حول من سيقوم بسرقة الشرف.
حقائق قد لا تعرفها عن الحجر الأسود
- كاد الخلاف بين قبائل قريش أن يؤدي إلى فتنة كبيرة، لكنهم اتفقوا على أن أول شخص يدخل البيت الحرام هو من سينقل الحجر الأسود، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو من دخل أولًا.
- أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وضع الحجر على ثوب، حيث طلب من كل قبيلة حمل أحد جوانبه، ثم حمله بيديه ووضعه في مكانه.
- تعرض الحجر الأسود لأعلى حادث حينما هاجم حاكم القرامطة الكعبة المشرفة وسرق الحجر لمدة 22 عامًا، ووضعه في قرية الجش، واشترط على أهل القطيف الحج إلى تلك المنطقة، مما دفعهم للرفض مما أدى إلى إسالتهم للدماء.
- تم التفاوض مع الحاكم لإعادة الحجر، لكنه رفض، إلا أن الحجر قد عاد فيما بعد إلى الكعبة.
- نشبت معركة بين عبد الله بن الزبير والحصن بن النمير، الذي قام بقصف الكعبة باستخدام المنجنيق، مما أدى إلى نشوب حريق. فقررت ابن الزبير بناء مكان خاص ليحتفظ بالحجر الأسود.
- في وقتنا الحاضر، قام الملك عبد العزيز رحمه الله بتجهيز عينة من الحجر الأسود وأضيفت إليها مكونات من العنبر والمسك.
فضل الحجر الأسود
- يُعتبر الحجر الأسود من أفضل الأحجار على وجه الأرض، لأنه يمثل جزءًا من الجنة. ويروي عبد الله بن عباس أنه قال: “نزل الحجر الأسود من الجنة، وأشد بياضًا من اللبن، لكن سوّدته خطايا بني آدم”.
- وحذر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه قائلاً: “والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق”.
- في فضل مسح الحجر، قال عبد الله بن عمر: “إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحط الخطايا حطًّا”.
- يُمثل الحجر الأسود بداية الطواف للحجاج، فإذا لم يستطع تقبيله، يُمكنه لمسه، كما قال نافع: “رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده ثم قبل يده”.
- يؤكد عمر بن الخطاب في حديثه أنه يستدرك؛ “إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك”.