في هذا المقال، نستعرض موضوعًا بالغ الأهمية يتعلق بإرم ذات العماد ومن قام ببنائها. كما سنتناول بشكل مستفيض قصة قوم عاد.
أين يقع إرم ذات العماد ومن بناها؟
- تشير بعض الآراء إلى أن موقعها في الإسكندرية، بينما يرى آخرون أنها تقع في عمان، وهناك من يزعم أنها في رام الله.
- لكن الأرجح، كما ورد في قوله تعالى: (واذكر أخا عاٍد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر)، يظهر أن موقعهم هو في الأحقاف، والتي تقع بين حضرموت وعمان.
- كما أوضح المفسرون أن كلمة الأحقاف في الآية تُشير إلى منطقة في اليمن، أو إلى الكثبان الرملية الموجودة على ساحل البحر في ذلك البلد. وقيل إن الأحقاف قد تكون من الحقف، وهو المكان الذي توجد فيه التلال الرملية.
- قامت ببناء إرم ذات العماد شخصية تدعى شداد بن عاد، وكان بهذا القوم يتميزون بالطول الفائق، حيث بلغ طول الإنسان الواحد منهم حوالي 6 أمتار. وكان لعاد ولدان، الأول هو شديد والثاني شداد، وكلاهما كانا قويين وكافرين.
ما هي قصة إرم ذات العماد؟
- عمل كل من شداد وشديد جاهدين في الحروب حتى تمكن شداد من السيطرة على عرش جميع ملوك الأرض في تلك الفترة، حيث كان الناس يصفونه بالشدة والكفر حتى توفي شديد وبقيت السلطة بيد شداد.
- كان شداد يتبع عبادة الأصنام وقد استهوته الجمال والترفيه، بالإضافة إلى حب قراءة الكتب القديمة والتراثية. ومع قراءة الكتب، انتبه إلى وجود مفهوم الجنة، فبدأ يسأل عنها وعلم أنها عند الله وحده.
- فأمر ببناء جنة يتحدى بها قدرة الله، وخصص مئة رجل من قومه لمساعدته، ووزع عليهم المهام المختلفة. وقدّم لهم المال وأخذ لكل منهم ألف رجل لدعمه في البناء.
- كما أمر أمراءه بجمع الذهب والياقوت والألماس من الجبال والبحار، وبالفعل، تم جمع ثروة هائلة وسلمت إلى شداد بن عمار.
- بفضل هذه الثروة، تم بناء المدينة، كما أمر بتغطيتها الذهب، وأنشأ بحيرة من الماء العذب تحتها، بالإضافة إلى أشجار مصنوعة من الذهب والياقوت، وأقام سورًا محاطًا باللآلئ.
- أرسل الله إليهم سيدنا هود عليه السلام لدعوة قوم عاد لعبادة الله وترك الأصنام، لكنهم رفضوا واستمروا في استهزائهم به، فحذرهم هود من يوم الحساب.
- ولكن حين أكمل شداد بناء تلك المدينة، غادرها هود والمجموعة المؤمنة، فحل غضب الله عليهم وأهلكهم جميعًا بمعجزة إلهية.
قوم عاد
- يُنسب قوم عاد إلى إرم بن سام الذي كان يعبُد القمر، وجاء بعده قومه الذين عكفوا على عبادة الأصنام، مثل صداء وصمود وهاباء.
- إرم ذات العماد تشير إلى قوم عاد الذين أشركوا بالله وكفروا به، وكانوا ظالمين وجبارين يفسدون في الأرض.
- قال الله تعالى: (كانوا ينحتون من الجبال بيوتًا ومن الشجر ومما يعرشون)، مما يدل على أنهم سكنوا في الجبال ليستفيدوا من الحماية من العواصف والطوفانات، وكان لهم حضارة متقدمة ورسم على الجبال.
ما هو معنى كلمة إرم؟
- ذكرت كلمة إرم في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد – إرم ذات العماد). تُشير بعض الروايات إلى أنها اسم مدينة.
- بينما يقول آخرون إنها تشير إلى لقبيلة عاد، أو إلى اسم جدهم، إذ إن قوم عاد هم قوم هود.
- لقد كانوا يعيشون في خيام قائمة من الشعر ذات أعمدة ضخمة، كما قال الله تعالى: (التي لم يخلق مثلها في البلاد).
معنى العماد
تشير ذات العماد إلى ضخامة وقوة أجسامهم، حيث كان طول الفرد الواحد منهم يصل إلى ستة أمتار.
كانوا من أعظم البشر حجمًا، وقد كان بإمكان الشخص الواحد منهم أن يرمي صخرة كبيرة على قوم ويهلكهم.
عذاب قوم عاد
استكبر قوم عاد، الذين عاشوا في إرم ذات العماد، على الله وكفروا به، وعبادة الأصنام، ولم يستجيبوا لدعوة هود، وتحدوا الله قائلين: “من أشد قوة منا”، فأرسل الله عليهم العذاب مرتين:
العذاب الأول لقوم عاد (قوم هود)
كانت فترة العذاب الأولى التي عانوا منها نتيجة استكبارهم وكفرهم، حيث أمسك الله عنهم المطر لمدة ثلاث سنوات، وماتت أغنامهم وزراعتهم، مما سبّب لهم القحط، ورغم ذلك لم يتخلوا عن الكفر.
العذاب الثاني لقوم عاد (قوم هود)
- فيما قال الله تعالى: (فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون).
- أرسل الله عليهم غمامة سوداء كانت تُطلق العواصف والنار التي هلكت منهم الكثير رغم قوتهم، حيث لم يستطيعوا الصمود أمام قدرة الخالق.
- ولو كان من يختبئ أمام الشرارة يموت من البرد القارص مع الرياح القوية، استمر العذاب على قوم عاد لمدة ثمانية أيام حتى هلكوا جميعًا، وبقي عذابهم عند الله عز وجل.
ما الحكمة والموعظة المستفادة من قصة قوم هود؟
- عدم الاستكبار على الخالق مهما كانت القوة والعلم.
- الإيمان بالله وحده وعدم الشرك به، والإيمان بالجزاء والعقاب والجنة والنار.
- التأكيد على أن الله هو مالك السماء والأرض وما بينهما.
- الإيمان برسول الله، والشكر لله على السراء والضراء، وعلى الفقر والغنى.