ابني في الصف الثاني ولا يتقن مهارة القراءة

إن عدم إتقان القراءة لدى الأطفال الذين في الصف الثاني يمثل تحديًا كبيرًا يواجه العديد من الأمهات، حيث يدخل الطفل الصف الثاني دون أن تُسجِّل لديه مهارات القراءة أو الكتابة، مما يؤدي إلى تأخره مقارنة بأقرانه أو الأطفال في نفس عمره.

تحدي القراءة في الصف الثاني

  • تعتمد المعرفة بصورة ظاهرة على مهارات القراءة، حيث تتيح القراءة للفرد فرصة الحصول على مجموعة واسعة من المعلومات والمعارف، مما يمكّنه من الانتقال إلى مستويات تعليمية أعلى.
    • لذا، فإن الخطوة الأولى التي يتعلمها الطفل تكمن في فهم الحروف والتعرّف على العلاقات بينها وكيفية ربطها لتكوين الكلمات، كما تُساعد المرحلة الابتدائية في تهيئة الطفل لفهم الحروف وتمييزها عن بعضها.
  • تسهم هذه الأساسيات في تمكين الطفل من قراءة الكلمات ونطقها بشكل صحيح وسريع، لذا يمكن القول إن مشكلة عدم إتقان القراءة لدى الطفل في الصف الثاني قد تعود إلى عدم استيعابه للحروف أو القدرة على نطقها.
  • إحدى العوامل المؤثرة على تقدم الطفل في القراءة هو وجود عدد كبير من أحرف الكلمة أو عدم وجود الحركات (التشكيل) اللازمة، مما يعقد عملية القراءة لديه.

الوقت المثالي لتعليم الأطفال القراءة

  • منذ بداية وجود الطفل في رحم الأم، يبدأ عقله في الاستعداد للنمو والتطور، لذا يُنصح العديد من الأطباء الحوامل بالتحدث إلى أطفالهن أو الغناء لهم خلال فترة الحمل لتعزيز العلاقة بينهما.
  • تبقى الأصوات والأغاني التي يسمعها الطفل بعد خروجه من رحم الأم عالقة في ذاكرته.
  • خلال السنوات الست الأولى من عمر الطفل، ينبغي أن تسعي الأمهات لتعليم الطفل المهارات الأساسية، بما في ذلك القراءة، حيث يشهد عقل الطفل خلال هذه المرحلة نموًا سريعًا مما يجعله قادرًا على تعلم العديد من المهارات وحفظ المعلومات.
  • لذلك يُوصى ببدء تعليم الأطفال من عمر السنة الأولى للارتقاء بمهاراتهم اللغوية وزيادة اهتمامهم بالقراءة، مما يُجنّبهم مشكلات القراءة عند بلوغهم عمر الست سنوات، وهو الوقت المثالي لبدء القراءة بشكل مستقل.

عسر القراءة وأعراضه الرئيسية

عند محاولة الأمهات البحث عن حلول لمشكلة عدم إتقان القراءة في الصف الثاني، يعتمد إيجاد الحلول على التعرف على الأعراض المختلفة، والتي يمكن أن تبدأ منذ سن مبكرة.

تظهر أعراض عسر القراءة في مراحل التعليم المختلفة وتستمر بالتطور. وهنا نستعرض الأعراض المرتبطة بكل مرحلة:

مرحلة رياض الأطفال

إذا كانت الأم تعاني من مشكلات تتعلق بعدم إتقان طفلها القراءة، فإنها يجب أن تدرك أنها قد تكون أهملت المرحلة التأسيسية في رياض الأطفال، حيث تظهر الأعراض في هذه المرحلة كما يلي:

  • عدم قدرة الطفل على التفريق بين الحروف أو التعرف على كل حرف.
  • صعوبات في التعرف على الحرف عند النطق باسمه.
  • عدم قدرة الطفل على ربط الحروف معًا لتكوين الكلمات.
  • صعوبات في التمييز بين الكلمات المتشابهة، مثل “أحمر” و”أحمد”.
  • عدم وجود مفردات كافية مقارنة بأقرانه في نفس العمر.
  • مشكلات في حفظ الأرقام والعد دون أخطاء.
  • عدم القدرة على تنظيم جملة واحدة أو فهم ترتيب الكلمات.

المرحلة الابتدائية

في هذه المرحلة، قد لا تُظهر الأعراض بوضوح إلا إذا كانت قد ظهرت في مرحلة رياض الأطفال، حيث يُظهر الأطفال غير القادرين على القراءة في الروضة نفس المشكلات في الصفوف الابتدائية. ومن أبرز الأعراض في هذه المرحلة:

  • استبدال الطفل الكلمات بأخرى مشابهة في الشكل، مثل استبدال “فعل” ب”فعال”.
  • صعوبة في تذكر الأرقام والحروف بشكل صحيح.
  • عدم القدرة على إمساك القلم بشكل جيد.
  • الصعوبات في تعلم مهارات الاستماع والكتابة.
  • مواجهة مشكلات في فهم قواعد اللغة العربية في النصوص المقروءة.
  • ظهور مشكلات في جميع المواد الدراسية، خاصة الرياضيات.
  • عدم القدرة على معالجة الكلمات الجديدة.

كما يمكنك الاطلاع على:

أسباب عسر القراءة

الأسباب وراء عسر القراءة غير واضحة بشكل كامل، لكن هناك عوامل قد تُفاقم المشكلة. إليك بعض من هذه العوامل:

  • الحمل الوراثي: يُعتبر من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى ظهور مشكلة عسر القراءة، حيث تزداد احتمالات إصابة الطفل بها إذا كان لديه قريب من الدرجة الأولى يعاني من نفس المشكلة، وفي حال كان أحد الإخوة مصابًا، فإن فرص الإصابة تصل إلى 50٪.
  • تنشيط الدماغ: يساهم نشاط العقل في تنظيم الحروف والأصوات لتكون كلمات مفهومة، ويختلف هذا النشاط من طفل لآخر، مما يجعل بعضهم يعانون من عسر القراءة.
  • البنية الدماغية: من المدهش أن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة قد يكون لديهم معدل ذكاء أعلى من أقرانهم، لكن أدمغتهم تعمل بشكل مختلف، مما يؤدي إلى صعوبات في فهم الحروف وتشكيلها في كلمات.

استراتيجيات علاج عسر القراءة

الأم هي القادرة على إيجاد الطريقة المناسبة لمساعدة ابنها الذي يعاني من عسر القراءة، مع تقديم بعض الأساليب التي يمكن أن تعينها على ذلك، ومنها:

تنفيذ مجموعة من الأنشطة المنزلية

تساعد هذه الأنشطة في تدريب الطفل على القراءة ومعالجة عسر القراءة، بما في ذلك:

  • قراءة النصوص بصوت مرتفع.
  • استخدام القصص وكتب الأطفال بدلاً من المقررات الدراسية.
  • الاعتماد على الكتب الصوتية التي يمكن للأطفال الاستماع إليها أثناء رؤية حروف الكلمات.
  • مراقبة تطور الطفل وتسجيل تقدمه في التفاعل مع العلاج.
  • الاستعانة بالتطبيقات الرقمية التي تعزز قراءة الحروف وتكوين الكلمات.
  • التركيز على مجهود الطفل بدلاً من النتائج النهائية.
  • فهم أن كل طفل يحتاج إلى الوقت لدعم نموه وتحسين مستواه.

تعزيز ثقة الطفل بنفسه

يمكن تحقيق ذلك من خلال نصائح معينة مثل:

  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • تركيز الاهتمام على الهوايات، مما يساهم في رفع مستوى ذكاء الطفل.
  • عدم الانشغال بالقراءة فقط، بل تشجيع نشاطات أخرى.
  • التواصل مع الطفل والاستماع له، مما يمنحه الثقة في تخطي هذه التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top