الأضرار الناتجة عن الضرب على الوجه
يعد الضرب أمرًا غير أخلاقي بشكل عام، وينبغي على الأفراد عدم استخدامه كأسلوب للتعامل. وقد حذر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الضرب على الوجه، حيث قال: “إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه”، نظرًا للأضرار النفسية والجسدية المرتبطة بهذه الممارسة. يجب على الآباء التأني والتفكير ملياً قبل اللجوء إلى ضرب أبنائهم، حيث يمكنهم اعتماد أساليب بديلة مثل التنبيه والتوجيه.
الأضرار الجسدية نتيجة الضرب
يؤدي الضرب على الوجه إلى تدمير ما بين ثلاثمائة إلى أربعمائة خلية عصبية في الدماغ. فالضرب المتكرر على الوجه والرأس قد يتسبب في تطوير أمراض عصبية مثل مرض الزهايمر، والذي يؤثر سلباً على وظائف الدماغ. وفي حالات أخرى، قد ينتج عن الضرب فقدان للبصر، كما أن الضرب المباشر على الوجه قد يؤدي إلى فقدان السمع، وخلل في الحنك، وشلل وجهي، وأحيانًا الموت المفاجئ. كذلك يمكن أن يسبب الضرب فقدان الذاكرة والخوف، بالإضافة إلى مشكلات صحية مثل التبول اللاإرادي والعشى الليلي.
الأضرار النفسية الناجمة عن الضرب
يؤدي الضرب إلى غرس سلوكيات سلبية في الأطفال مثل الكذب، مما يجعل الطفل عنيدًا ومتطلبًا بشكل مفرط. كما ينتج عن هذه الممارسات مشاعر الكراهية والفجوة العاطفية بين الطفل ووالديه، مما يؤثر سلبًا على روح الأسرة ويؤدي إلى غياب الحب بينها. وبذلك تصبح لغة الحوار والنقاش غير موجودة، مما يساهم في جعل الضرب الأسلوب المتبع لحل القضايا. بالإضافة إلى ذلك، قد ينشأ عن هذه التصرفات شخصيات ضعيفة تخشى الآخرين، مما يجعلها سهلة الانقياد لأصدقاء السوء، وقد تؤدي إلى الإدمان أو الإصابة بالاكتئاب والعزلة. كما تساهم في خلق إنسان عدائي يكره الآخرين ويعاني من زيادة في المشاعر العنيفة، مما قد يغرقه في مشكلات كثيرة، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى ارتكاب الجرائم.
بدائل الضرب
من المهم الابتعاد عن استخدام الضرب كوسيلة للتربية. هناك العديد من الطرق البديلة التي يمكن استخدامها لتوجيه الأبناء وتحقيق تربية سليمة وتعزيز أداءهم. وفيما يلي بعض هذه الأساليب:
- عدم إهانة الطفل أو توبيخه أمام الآخرين، ليظل واثقًا بنفسه ويحظى باحترام من حوله.
- عدم الإفراط في التدليل، بل يجب علينا تلبية رغبات أطفالنا وفقًا للإمكانيات المتاحة.
- أخذ بعين الاعتبار نقاط الضعف لدى الطفل، والتعرف على قدراته وإمكاناته.
- دعم الطفل وتطوير مهاراته وقدراته الأكاديمية بشكل ملائم.
- إدماج الطفل مع أقرانه لممارسة الأنشطة الفنية التي يحبها، وتفريغ طاقته بطرق إيجابية.
- جعل الحوار وسيلة للتواصل بيننا وبين أبنائنا، مع ضرورة تطبيق أسلوب المكافأة والعقاب عند الحاجة.
ينبغي على الآباء الذين يمارسون العنف ضد أبناءهم التوقف فورًا عن ذلك، والتوجه بأبنائهم إلى أطباء نفسيين من أجل معالجة الأضرار التي قد تسببت بها هذه الممارسات. كما عليهم البحث عن أفضل الأساليب التي يجب اتباعها في التعامل مع أبنائهم، حيث أنهم أمانة لدينا من الله تعالى، وقد أوصانا الله بالإحسان إليهم.