أعراض الحمل في الشهر الأول
يُعتبر الشهر الأول من الحمل بدايةً من الأسبوع الثالث بعد آخر دورة شهرية. ورغم أن الأسابيع الأولى من الحمل تترافق مع تغييرات عاطفية وجسدية عديدة، فإن الأعراض الجسدية قد لا تظهر بوضوح حتى الأسبوع الخامس أو السادس من الحمل، وعند هذه النقطة قد تدرك المرأة أنها حامل.
تتفاوت أعراض الحمل في الشهر الأول بين النساء؛ إذ يمكن أن تقتصر معظم الحالات على تأخر الدورة الشهرية وظهور نتيجة إيجابية في اختبار الحمل المنزلي. ومع ذلك، قد تظهر أعراض إضافية في هذه المرحلة لدى بعض النساء. ومن الشائع أن تشعر النساء الحوامل بواحدة على الأقل من هذه الأعراض. وفيما يلي سنستعرض أعراض الحمل في الشهر الأول بتفصيل أكبر.
تأخر الدورة الشهرية
يُعتبر تأخر الدورة الشهرية المنتظمة عن موعدها المتوقع بأسبوع أو أكثر علامة على احتمال الحمل. أما في الحالات التي تكون فيها الدورة غير منتظمة، فلا يمكن الاعتماد على تأخرها كدليل مؤكد على الحمل. لذلك، يُعتبر الانتظار وإجراء اختبار الحمل في الوقت المناسب من أفضل الطرق لتأكيد الحمل.
ألم أو تضخم الثديين
يُعد الألم في الثديين والحلمتين من الأعراض التي قد تشعر بها المرأة خلال الدورة الشهرية، لكنها قد تصبح أكثر حدة خلال الحمل. بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث تضخم في الثدي وزيادة في حساسية الحلمتين. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكون هذه الأعراض هي العلامات الأولى على الحمل، حيث قد تبدأ بعد إخصاب البويضة وقبل غياب الدورة الشهرية بفترة. ومع ذلك، قد يتأخر ظهور بعض هذه العلامات حتى الأسبوع السادس من الحمل تقريبًا لدى الكثير من النساء.
يرجع ذلك إلى التغيرات في الدورة الدموية لدى المرأة الحامل. تشير الدراسات المنشورة في مجلة التمريض السريري (Journal of Clinical Nursing) لعام 2013 إلى أن حوالي 76.2% من النساء الحوامل يعانين من ألم في الثديين خلال الثلث الأول من الحمل.
غثيان الحمل
غثيان الحمل، المعروف أيضًا بغثيان الصباح، قد يظهر في أوقات مختلفة من اليوم، وتختلف شدته بين حمل وآخر، حيث قد لا تعاني جميع النساء منه. وفي حوالي نصف الحالات، قد يرافقه تقيؤ. يمكن أن يبدأ هذا الشعور في الأسبوع الثاني من الحمل أو قد يتأخر لبضعة أشهر.
على الرغم من أن الغثيان يُعتبر من الأعراض الطبيعية للعديد من حالات الحمل، إلا أنه قد يشكل خطراً على المرأة الحامل إذا تسبب في الجفاف نتيجة التقيؤ المستمر وفقدان القدرة على الاحتفاظ بالطعام والسوائل. في مثل هذه الحالات، يُنصح بمراجعة الطبيب لاحتمال الإصابة بحالة تعرف بالقيء المفرط الحملي (Hyperemesis gravidarum).
تشير الأبحاث المنشورة في عام 2009 في مجلة BMC Pregnancy Childbirth إلى أن ما بين 50-90% من النساء الحوامل يعانين من الغثيان والتقيؤ خلال الثلث الأول من الحمل، وغالبًا ما تبدأ أعراض الغثيان في الظهور بين الأسبوع الرابع والسادس وتصل إلى ذروتها في الفترة بين الأسبوعين الثامن والثاني عشر.
التعب والإعياء
يُعتبر التعب والإعياء من الأعراض المبكرة للحمل، حيث قد تبدأ المرأة بالشعور بالتعب منذ الأسبوع الأول. يُعزى هذا الإحساس إلى العديد من العوامل، بما في ذلك ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، وانخفاض ضغط الدم، وانخفاض مستوى سكر الدم، بالإضافة إلى زيادة إنتاج الدم خلال الحمل. ينصح بتخفيف الشعور بالتعب من خلال الاعتماد على نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية وممارسة الراحة الكافية.
نزيف الانغراس
نزيف الانغراس هو حدوث نزيف خفيف مصحوب بتقلصات بسيطة في منطقة البطن، نتيجة التصاق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، ويحدث هذا بعد حوالي 6-12 يوماً من الإخصاب، حيث يعد من العلامات المبكرة التي تشير إلى حدوث الحمل.
كثرة التبول
تُعتبر كثرة التبول من الأعراض الشائعة المبكرة للحمل، والتي قد تبدأ في الثلث الأول، قبل موعد الدورة الشهرية المتوقع، أو حوالي الأسبوع الرابع من الحمل. يُعزى ذلك إلى زيادة حجم الدم في الجسم وارتفاع معدل ترشيح الدم في الكلى، مما يؤدي إلى زيادة وتيرة التبول.
من الممكن أن ينخفض معدل التبول لدى بعض النساء خلال الثلث الثاني من الحمل بسبب ارتفاع الرحم في البطن، بينما يزداد معدل التبول مجددًا خلال المراحل الأخيرة، بدءًا من الأسبوع 35 تقريبًا، لدى معظم النساء.
أعراض ثانوية
يلزم ذكر مجموعة من الأعراض والعلامات الأخرى الأقل وضوحًا التي قد تظهر لدى المرأة في الشهر الأول من الحمل، ومنها:
- التقلبات المزاجية:
تُعتبر من الأعراض الشائعة في الشهر الأول، حيث تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة العاطفة وسهولة بكاء المرأة الحامل.
- النفخة:
قد تشعر المرأة بنفخة في البطن مشابهة لتلك التي تحدث مع بدء الدورة الشهرية، نتيجة للتغيرات الهرمونية.
- الإمساك:
تؤدي التغيرات الهرمونية أيضًا إلى تقليل سرعة عمل الجهاز الهضمي، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك.
- ألم الظهر والصداع:
تشكو الكثير من النساء الحوامل من آلام الظهر أو صداع متكرر خلال الفترة الأولى من الحمل.
- الدوخة:
قد تعاني المرأة الحامل من الدوخة أو الدوار، أو حتى الإغماء، نتيجة لعوامل مثل انخفاض ضغط الدم أو سكر الدم، أو بسبب توسع الأوعية الدموية. كما يمكن أن يحدث الدوار عند تغيير وضعية الجسم بسرعة، مثل النهوض أو الجلوس بعد الاستلقاء. عادةً، لا تستدعي هذه الأعراض القلق إلا إذا استمرت بعد الاستلقاء، مما يستدعي استشارة الطبيب.
- النفور من بعض أنواع الطعام:
لم يتضح السبب الرئيسي لنفور المرأة الحامل من بعض أنواع الطعام، ولكن من الممكن أن تكون التغيرات الهرمونية وتغييرات حاسة الشم والتذوق هي السبب، مما يؤثر على الرغبة في تناول تلك الأطعمة أو النفور منها بشدة في بعض الحالات.
فيديو الحالة النفسية للحامل
نتحدث كثيرًا عن تأثير الحمل على نفسية المرأة الحامل. فما مدى صحة ذلك؟