سنتناول اليوم موضوعًا بالغ الأهمية يتعلق بأول من عرف تحنيط الموتى وطرقه المختلفة. سنتحدث عن هذا الأمر بالتفصيل.
مقدمة حول تاريخ تحنيط الموتى وطرقه
- تحنيط الموتى هو عملية الحفاظ على الجسد بعد الوفاة بأسلوب خاص عرفه الفراعنة، بحيث تبقى الجثة محفوظة لفترات طويلة.
- أما في العصر الحديث، فتستخدم تقنيات مثل الحقن بمضافات كيماوية لقتل الميكروبات، مما يساعد في منع تحلل الجسم، أو وضع الجثث في درجات حرارة منخفضة.
- تظل عملية التحنيط مستخدمة حتى اليوم، خاصةً في المجالات الطبية والعلمية، لكنها كانت شائعة بشكل أكبر في العصور القديمة.
أول من عرف تحنيط الموتى وطرقه
الفراعنة وابتكار التحنيط
- يعتبر الفراعنة أول من اتبعوا أساليب التحنيط باستخدام مواد طبيعية وعطور، إذ كانوا يرون أن الجسد يعتبر مأوى للروح، وكانوا يستعدون للحياة الأخرى بعد الموت.
خطوات تحنيط الجثث
- كانت الغاية من التحنيط هي الحفاظ على الشكل الخارجي للجسد دون تغيير.
- ثم يتم إجراء فتحة في الأنف أو من مؤخر الرأس لإخراج المخ، حيث تضاف مواد خاصة من خلال هذه الفتحة.
- تتضمن العملية أيضًا تكسير العظام في الأنف والمخ باستخدام أدوات خاصة.
- تُجرى بعد ذلك فتحة في البطن لتفريغ الجسد من الأعضاء الداخلية لمنع التحلل.
- تُترك الكليتان داخل الجسم لعدم قدرة المحنط على الوصول إليهما.
- بعد ذلك، يُلف الجسد بقماش الكتان ويُعرض للملح لمدة ثلاثين يومًا.
- تُجفف الجثة بعد وضعها في حفرة مملوءة بالملح، حيث يُمتص الملح من الجسم بشكل كامل.
- تُحفَظ الجثة عن طريق حشوها بالقماش ونشارة الخشب، ويتم تركيب الأظافر مرة أخرى باستخدام مواد لاصقة.
- يُحلق الشعر أيضًا، وتُغطى الجثة بمادة جبسية معينة وتُغلق فتحات الأنف والعين بشمع العسل، مع وجود قطعة تدل على هوية المتوفي ومهنته.
أنواع التحنيط
يمكن تقسيم التحنيط إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- تحنيط بسيط، ويكون إما عن طريق التجفيف أو استخدام السوائل.
- تحنيط حديث، يُطبق في العصر الحالي باستخدام حقن مواد معينة أو التبريد.
- تحنيط قديم، والذي يُعرف بأسلوب الفراعنة ويشمل تفريغ الجسم من الأعضاء.
أدوات التحنيط
- تشمل الأدوات الضرورية لعملية التحنيط: القطن للحشو، وأقمشة، وأدوات خشبية، ومقصات، ومسامير، ودبابيس، وخيوط، وإبر، وعيون صناعية، بالإضافة إلى قواعد خشبية، وفورمالين، ومواد مخدرة.
المواد المستخدمة في التحنيط
توجد العديد من المواد التي تم استخدامها بدقة في عمليات التحنيط، منها:
النطرون
- يعتبر النطرون، وهو بيكربونات الصوديوم، من المواد الأساسية للتحنيط، حيث يعمل على تجفيف الجسد من الداخل والخارج.
القار
- هذه المادة، المعروفة أيضًا بالزفت، استخدمت لحماية الجسم من التحلل، وقد وجدت في الأجساد المحنطة في العصور الماضية.
الصمغ
- يستخدم الصمغ لتثبيت القماش الذي يلف حول الجسد، ويُستخرج عادة من شجرة السمط.
المر
- هو نوع من أنواع الصمغ ذو الرائحة العطرية، يُستخدم لتدليك الجسم قبل وبعد التفريغ ويتميز بتواجده في منطقة طيبة.
شمع النحل
- يستخدم لسد الفتحات كالعين والأنف، ويعمل أيضًا على إغلاق الجروح، وله خصائص عزل ممتازة.
النباتات
- تُستخدم بعض أنواع النباتات في عمليات التحنيط مثل (البصل، ونبيذ التمر، ونبات الحناء، وزيت العرعر).
حكم تحنيط الإنسان والطيور
- إذا كان التحنيط هدفه إيجاد دليل في قضية معينة أو تحضير الجثة للصلاة قبل التحلل، يعتبر جائزًا.
- أما إذا كان الغرض إزالة أجزاء من الجسد دون سبب مقنع فهذا يُعتبر انتهاكًا لحرمة الميت.
- بالنسبة للطيور، فالأمر يتشابه حيث يجوز ذلك لأغراض علمية، لكن لا يجوز لأغراض التمثيل.
أدلة تحريم التحنيط
- لقد حرم الإسلام عملية تحنيط الموتى وأكد على دفنهم، مع توضيح طريقة الدفن الصحيحة.
- قال الله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم على كثيرٍ من خلقه تفضيلًا.
- وروى جابر بن عبدالله أنه رافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فقال أثناء استخراج عظم أن “كسرك إياه ميتًا ككسرك إياه حيًا، ولكن دسه في جانب القبر.”