كيف كانت طرق الولادة والعناية بالمرأة بعد الولادة في العصور القديمة؟

يهتم العديد من الباحثين في التاريخ، وخصوصًا في تاريخ الحضارات القديمة، بدراسة الطب النسائي وتطوره عبر العصور. ومن الأسئلة المطروحة: كيف كانت عملية الولادة قديمًا، وما هي وسائل العناية بالمرأة بعدها؟ سنستعرض في هذا المقال الولادة في العصور القديمة ووسائل العناية بالمرأة بعد ذلك.

المعتقدات القديمة حول تحديد جنس المولود

في الأزمنة القديمة، انتشرت بعض العادات والممارسات التي كان يعتقد الناس بقدرتها على التأثير في جنس المولود. كانت هذه المسألة تكتسي أهمية خاصة في إطار تحديد الوريث للعرش، حيث كان الملوك يسعون للحصول على أبناء ذكور لضمان استمرارية سلالتهم.

تميزت الحضارات القديمة بمعتقدات خاصة في العائلات الملكية التي دعت إلى اتباع حميات غذائية أو تناول علاجات غريبة في أمل الحصول على مولود ذكر. كما سادت فكرة خاطئة حول إمكانية تحديد جنس المولود قبل أيام قليلة من الولادة، مما أدى إلى القيام بطقوس غريبة لتحقيق ذلك.

الولادة في العصور الماضية

كان هناك مجموعة من الطقوس تتمحور حول حماية المرأة الحامل أثناء عملية الولادة. اعتمادًا على التقاليد، كان يُستخدم حزام مصنوع من جلد الخروف، مغطى بنقوش ورموز دينية مثل الصليب، بطول يتجاوز 3 أمتار وعرض 10 سنتيمترات، يتم لفه حول بطن المرأة بدعوى أنه يوفر الحماية لها.

أحد هذه الأحزمة تم اكتشافه من قبل العلماء، الذي أجروا عليه تحليلات دقيقة وأظهروا آثارًا من العسل والبيض والحبوب والسوائل المهبلية، مما يدل على استخدامه النشط خلال عملية الولادة.

أساليب الولادة والعناية بالمرأة بعد الولادة

منذ العصور القديمة، كانت النساء يطلبن المساعدة من نساء أخريات يثقن بهن أثناء عملية الولادة. لم تكن النساء يتخذن وضعيات الاستلقاء كما نراها حاليًا في المستشفيات، بل كن يجلسن في وضع القرفصاء أو يقفن، حيث كانت هذه الأوضاع أكثر ملاءمة لخروج الجنين، خصوصًا في غياب المساعدة الطبية المطلوبة.

عقب الولادة، كانت هناك إجراءات فورية للتنظيف بالاستعانة بالماء، وكان يُضرب الطفل على مؤخرته بطريقة معينة لتمكينه من التنفس في حال عدم صراخه. بعد ذلك، كان يُقطع الحبل السري ويتم تنظيف دم الأم وإزالة بقايا المشيمة، التي كانت تشكل خطرًا على صحتها.

أما بالنسبة للولادة القيصرية، فقد تم استخدامها في العصر الروماني خلال فترة حكم يوليوس قيصر، وسُميت بالقيصرية نسبةً إلى “القطع”. وكانت هذه العملية تتم فقط لإنقاذ الجنين في حال كانت الأم تحتضر، أو في حالة وفاة الأم، أو وفاة الجنين نفسه، حيث كانت الولادة الطبيعية تُعتبر الخيار الأفضل في معظم الحالات التي لم تتطلب رعاية خاصة، على الرغم من الألم المرتبط بها.

معدل وفيات الرضع في العصور القديمة

أظهرت الدراسات أن الحزام كان مُستخدمًا خلال فترة الحمل والولادة، ومع ذلك، كان معدل الوفيات في تلك الفترة مرتفعًا جدًا، حيث وصل إلى 30-60% بين حديثي الولادة. وقد أظهرت الأبحاث أن ممارسة الطقوس كانت تتم بدقة على أساس من التعويذات والدعوات للحماية.

ختامًا، تناولنا في هذا المقال موضوع الولادة في العصور القديمة، بما في ذلك الطقوس المرتبطة بتحديد جنس المولود، ووسائل العناية بالمرأة بعد الولادة، ومعدل وفيات الرضع في تلك الفترات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top