غار حراء هو مكان ذو قدسية خاصة حيث اختاره النبي محمد صلى الله عليه وسلم كملاذ للتعبد والخلوة قبل نزول القرآن الكريم، ويُعتبر الموقع الذي شهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم.
من غار حراء انطلقت الرسالة الإسلامية التي هداية للعالم أجمع، في هذا المقال سنستعرض معلومات حول غار حراء بالإضافة إلى غار ثور، فتابعونا.
موقع غار حراء
- يقع غار حراء في الجهة اليسرى من قمة جبل النور، ويصنف كجزء من الجهة الشمالية الشرقية لمكة المكرمة.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتاد الصعود إلى هذا الجبل رغم صعوبته.
- وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها عن غار حراء: “ثم حُبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي أولات العدد، قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها”.
لمزيد من المعلومات:
وصف غار حراء
- يأخذ غار حراء شكل قبة ناعمة ملساء، إذ يبلغ عرضه ذراعين إلا ربع وطوله أربعة أذرع، بينما يصل ارتفاعه إلى حوالي 624 مترًا.
- يتسع الغار لتسعة رجال أثناء الصلاة، ويحيط بالمدخل مجموعة من الصخور الكبيرة المتراكمة.
- الدخول إلى الغار يتطلب المرور عبر فجوة طويلة وغير واسعة، مما يوجب الانتباه نظرًا لصعوبة المنطقة.
سبب تسمية غار حراء
- أثارت تسمية “غار حراء” تساؤلات كثيرة، وسبب التسمية هو نسبة إلى جبل حراء.
- وبذلك فإن الاسم الكامل هو “غار جبل حراء”.
- هذا المكان ذو قدسية عظيمة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بالتعبد لمدة تقارب الشهر كل عام.
- بعد ذلك، عُرف الجبل باسم “جبل النور” كرمز لنزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم.
معلومات إضافية عن غار حراء
- تم ذكر غار حراء كالمكان الذي تلقى فيه الوحي من قبل عدة روايات تاريخية.
- وأشارت السيدة عائشة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتجه إلى جبل حراء خلال شهر رمضان كل سنة.
- استمر النبي في العبادة في هذا المكان حتى انقطع عن الصعود عندما نزل عليه الوحي مرة أخرى.
مكانة غار حراء
- يعتبر غار حراء مكانًا مقدسًا في نفوس المسلمين وله تأثير عميق، كونه نقطة بداية هداية العالم للإسلام.
- فقد نزل فيه الوحي على خاتم الأنبياء والمرسلين.
- تأتي قدسية غار حراء أيضًا من قدسية مكة المكرمة، التي يتوجه إليها المسلمون لأداء مناسك الحج والعمرة.
- كما يشتهر الجبل بأنه المكان الذي وُضع فيه الحجر الأول كأساس لبناء الكعبة المشرفة.
مكانة غار ثور
- غار ثور هو الغار الذي اختبأ فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الصحابي أبو بكر الصديق من انتهاكات قريش.
- وجد النبي وصاحبه ملاذًا في غار ثور أثناء هجرتهما إلى المدينة المنورة.
- رغم أن قبيلة قريش اكتشفت باب الغار، إلا أن الله حفظهم ورعاهم، فلم يستطيعوا رؤية النبي وصاحبه.
- استشعر أبو بكر الصديق الخوف فقال للنبي: “لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه”.
- طمأن النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما”.
- تم ذكر الهجرة في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: “إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا…” صدق الله العظيم.
موقع غار ثور
- يبعد غار ثور حوالي أربعة كيلومترات عن مكة، متواجدًا في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام.
- يرتفع الغار عن سطح البحر بحوالي 748 مترًا ويتكون من فجوة مجوفة.
- يبلغ ارتفاع الغار حوالي متر وربع، ويحتوي على فتحتين، واحدة في الشرق والأخرى في الغرب.
- دخل النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبو بكر الصديق إلى الغار من الناحية الغربية.
- في الشريعة الإسلامية، لا يجوز الإقبال على زيارة غار ثور على اعتبار أنه مصدر للفضل والبركة أو طلب المغفرة.
غار ثور وهجرة النبي إلى المدينة
- أمر الله رسوله الكريم بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة.
- تُعتبر الهجرة النبوية الشريفة من أبرز الأحداث في التاريخ الإسلامي.
- تكمن أهمية الهجرة في أنها شكلت فاصلاً بين مرحلة الدعوة المكية ومرحلة الدعوة المدنية.
- كما أسهمت الهجرة في تشكيل معالم التاريخ الإسلامي، وكانت الخطوة الأولى نحو بناء الدولة الإسلامية.
- أبرزت الهجرة معاني الوفاء والتضحية والنصر والصبر والشرف.
- لم تكن قريش على علم بأن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة.
- غادر النبي صلى الله عليه وسلم منزله في ليلة 27 من شهر صفر في السنة الرابعة عشرة من نزول الوحي.
- توجه إلى منزل أبو بكر الصديق بعد الظهر، متنكرًا ومختفيًا، ليبلغه أمر الهجرة.
- استعد أبو بكر للرحيل مع النبي، وقام بتحضير راحلتين.
- استأجر بعد ذلك رجلًا يُدعى عبد الله بن أريقط، الذي كان يعرف الطريق جيدًا، ليرافقهم ويساعد في رعاية الراحلتين.
- تم الاتفاق بين أبو بكر وعبد الله بن أريقط على الالتقاء بعد ثلاثة ليالٍ عند غار ثور.
- تولى كل من السيدة عائشة والسيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما إعداد المؤن للطعام والشراب للرسول الكريم وصاحبه.
استكمال هجرة النبي إلى المدينة
- حملت أسماء بنت أبي بكر الطعام في نطاقها، مما جعلها تُعرف بذات النطاقين.
- أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه بإعادة الأمانات إلى أصحابها، وأن ينام في فراش النبي.
- قبل بزوغ الفجر، تمكن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق من الخروج من باب خلفي للمنزل، حتى لا تدري قريش بأمرهم.
- اتخذ النبي الطرق الجنوبية المؤدية إلى اليمن، واستمر في مساره حتى وصل إلى جبل ثور.
- تجنب الاتجاه إلى المدينة عبر الطرق الشمالية المعروفة لمعارف الناس والتجار نظرًا لكونها تراقب باستمرار.
- على الرغم من أن الطرق الشمالية هي الطريق الرئيسي للمدينة، إلا أن النبي اختار طريقته الخاصة.
- قدم النبي عليه السلام تضحيات عظيمة من أجل إتمام رسالته، وتحمل الكثير من الأذى والاضطهاد.
- تعلمنا من الهجرة النبوية الشريفة دورها العظيم في نفوس المسلمين وكيف كانت بداية هامة لبناء الدولة الإسلامية.
ميزات موقع غار حراء
غار حراء هو الموقع الذي عُرف كمكان عبادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي. موقعه في جبل النور شمال مكة المكرمة، وإليكم بعض الميزات:
-
الموقع الجغرافي:
- الارتفاع: موقع غار حراء العالي في جبل النور يميزه بكونه مكانًا هادئًا ومعزولًا، مما يُعد مثاليًا للتفكر والتأمل.
- الإطلالة: يوفر الغار منظرًا واسعًا على مكة الكريمة، مما يعزز من شعور الانعزال والتركيز على العبادة.
-
القدسية:
- نزول الوحي: غار حراء هو الموقع الذي شهد نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال جبريل عليه السلام، مما يزيد من قدسيته في دين الإسلام.
-
الهدوء والعزلة:
- البيئة: يتيح غار حراء بيئة هادئة ومناسبة للتأمل بعيدًا عن صخب المدينة بفضل موقعه العالي وعزلته.
-
الطريق إليه:
- الوعورة: يتطلب الوصول إلى غار حراء تسلق جبل النور، وهذا يضيف تحديًا ويعزز تجربة العزلة والهدوء التي سعى إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الفرق بين غار حراء وغار ثور والعلاقة بينهما
غار حراء وغار ثور موقعان مختلفان يقع كل منهما في جبل منفصل ولهما أدوار بارزة في السيرة النبوية.
-
غار حراء:
- الموقع: يقع في جبل النور شمال مكة.
- الحدث الرئيسي: شهد الغار نزول الوحي الأول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- الدور: يعد مكانًا للتعبد والتأمل قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبدء التنزيل.
-
غار ثور:
- الموقع: يقع في جبل ثور جنوب مكة.
- الحدث الرئيسي: شهد اختباء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أثناء هجرتهما إلى المدينة المنورة.
- الدور: كان ملجأً خلال فترة الهجرة للهروب من قريش.
العلاقة بينهما:
- التاريخ: يرتبط كلا الغارين بتاريخ حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن في سياقات مختلفة. غار حراء يرتبط ببداية الوحي بينما غار ثور يرتبط بفترة الهجرة.
- التأثير: لهما تأثير عميق على التراث الإسلامي، حيث يُعتبر كلاهما جزءًا من السيرة النبوية وتجربة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.