الحديث الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري
أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- روى عددًا كبيرًا من الأحاديث، حيث بلغت مئات الأحاديث التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وأهمية خاصة. من بين تلك الأحاديث، نذكر ما يلي:
- (كنّا مع النبي صَلّى الله عليه وسلّم في سفر، وعندما نعلو نكبر، فقال النبي: أيّها الناس، ارفقوا بأنفسكم، فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، لكن تدعون سميعًا بصيرًا. ثم جاءني وقلت في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة أو قال: ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله).
- (عندما نزلت الآية (فَسَوْفَ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)، قال -رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-: (هُمْ قَوْمُكَ يَا أَبَا مُوسَى، وأومأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيده إلى أبي موسى الأشعري).
- (اللّهُمَّ اغْفِرْ لي خطيئتي وجَهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به منّي، اللّهُمَّ اغفر لي هزلي وجدّي وخطاياي وعمدي، وكُلُّ ذلك عندي).
- (قال أعرابي للنبي صلّى الله عليه وسلّم: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليُذكر، ويقاتل ليُرى مكانه، من في سبيل الله؟ فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله).
- (قيل للنبي صلّى الله عليه وسلّم: الرجل يحب القوم ولم يلحق بهم؟ قال: المرء مع من أحبّ).
- (إن بين يدي الساعة أيامًا، يُرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر فيها الهرج، والهرج: القتل).
نبذة عن أبي موسى الأشعري وروايته للحديث
هو عبد الله بن قيس بن حضار، الإمام الكبير والقاضي والمفتي في زمن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، يُعرف بأبي موسى الأشعري التميمي الفقيه المُقرئ، وقد عُدّ من الذين قرأوا على النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وامتاز بمعرفته الواسعة، حيث وافته المنية في سنة 44هـ. وعُرف عنه أنه فتح مدينة الرُّها وسُمَسْياط عنوةً.
قال الذهبي عنه: “روى أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- ثلاث مئة وستين حديثًا، وله في الصحيحين تسعة وأربعين حديثًا. وقد أخرج له البخاري في صحيحه أربعة أحاديث، بينما أخرج له مسلم خمسة عشر حديثًا”.
أحاديث في فضائل أبي موسى الأشعري
من المظاهر المشرقة في حياة أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- يمكن ذكر ما يلي:
- كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو لأحد الصحابة، فقال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: (ولي فاستغفر، فقال: اللّهُمّ اغْفِر لِعَبْدِ اللّهِ بنِ قيسٍ ذَنْبَهُ، وأدخله يوم القيامة مُدخلاً كريمًا).
- قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: (استمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قراءتي من الليل، فلما أصبحت قال: يا أبا موسى، استمعت قراءتك الليلة، لقد أُوتيتَ مزمورًا من مزامير آل داود، فقلت: يا رسول الله، لو علمت مكانك لحبّرتُ لك تحبيرًا).