قصائد شعرية مختصرة

أبيات شعر قصيرة

يعتبر الشعر القصير نوعاً فريداً من الفنون الأدبية، حيث يمكن من خلاله التعبير عن مشاعر أساسية وعميقة. إليك مثالاً على ذلك:

إن كنت مجنوناً.. وهذه إمكانية

فأنتِ، سيدتي،

مسؤولة عن ذلك الجنون

أو إذا كنت ملعوناً، وهذا أيضاً ممكن،

فكل من يمارس الحب بدون إذن،

في العالم الثالث

يا سيدتي، ملعون.

فاعذريني لمرة واحدة،

إذا خالفتُ حرفية القانون.

فما الذي علي أن أفعله، يا ريحانتي؟

إن كانت كل امرأة أحببتها

قد أصبحت هي القانون.

أشهد بأن لا امرأة،

قد أتقنت اللعبة مثلما فعلتِ،

واحتملت حماقتي

عشر سنوات مثلما صبرتِ،

وقمت بالتخفيف من حدتي،

وربّتِ دفاتري،

وحضنتني في روضة الأطفال،

سوى أنتِ..

أشهد بأنه لا يوجد امرأة تشبهني،

كصورة زيتية

في الفكر والسلوك، سواكِ.

وعن العقل والجنون،

وكذلك الملل السريع

والاهتمام السريع،

سوى أنتِ..

أشهد أن لا امرأة

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ،

واستعمرتني كما فعلتِ،

وحررتني كما فعلتِ.

لا تسأليني عن الندى، فهو لن يكون أرق من صوتك،

ولا تسأليني عن وطني، فقد أقمتُه بين يديك،

ولا تسأليني عن اسمي، فقد نسيته عندما أحببتك.

أبيات شعرية قصيرة عن الأمل

يُعتبر شعور الأمل من أسمى المشاعر الإنسانية، فهو يعيد للناس حيويتهم في خضم الحياة. إليك مثال شعري يعبر عن ذلك:

يعيش الإنسان بالأمل، فإذا

أضاعه زال عنه السعي والعمل.

لم يعبد الناس جميعاً في زمن،

سوى إلهٍ له شأن، هو الأمل.

مراد الفتى بين الضلوع كمين،

ولكن محياه عليه يبين.

وللإنسان عنوان بما بقلبه ووسمٌ،

على ما في الضمير ينادي.

على ما عنده نطق حاله، فليس

على نطق اللسان ركون.

إنما تدرك غايات المنى بمسير،

أو طعنٍ وجِلاد، واللبيبُ الحيُّ

لا يخدعه لمعانُ الآلِ عن حفظِ المزاد.

إن للآمال في أنفسنا لذةً، تنعشُ منها

ما ذبل، لذةٌ يحلو بها الصبر على غمرات

العيش والخطب الجلل. كم من مؤمّلٍ لشيءٍ

ليس يُدركه، والمرء يُزري به في دهره الأمل.

يرجو الثراء، ويرجو الخلد مجتهداً

ودون ما يرتجي الأقدار والأجل.

الأمل بالله باقٍ، والبشر لا لي أمل في البشر،

هانوا وخانوا واستكانوا للخلل عاهدونا.

خالفونا، عاملونا بالحيل، وكلما قلنا يعودوا

للمبادئ والمثل، لم يعودوا، بل تمادوا وارتموا

نحو الوحل، وكل مرٍّ في نظرهم كان أحلى من العسل.

الأمل بالله باقٍ، والبشر لا لي أمل.

أبيات شعر قصيرة عن الحياة

تعتبر الحياة كائنًا غامضًا ومحيرًا، ومتعبة للبعض، ومميزة وجميلة للبعض الآخر. فيما يلي بعض الأبيات التي تعبر عن أبعاد الحياة المتنوعة:

يا ربيع الحياة، أين ربيعي؟ أين أحلامي

اليقظة وهجوعي؟ أين، يا مرتعَ الشباب،

آمالُ شبابي وأمانٍ تطوف؟ أين، يا شاعرَ

الطبيعة، لحنٌ صاغه القلب

من هواه الرفيع، رددته مشاعري

وأمانيي، وقد ولّتْ به حنايا ضلوعي؟

يا ربيعَ الحياة، ما لحياتي لونها

واحدٌ بلا تنويع؟!

قم، يا صريع الوهم، واسأل.

بالنهى، ما قيمة الإنسان، ما يعليه؟

واسمع تحدّثك الحياة،

فإنّها أستاذة التأديب والتّفقيه.

والتمس مدرستها بليغة

تملي الدروس وجلّ ما تمليه.

سلها، وإن صمتت، فصمت جلالها،

أجلى من التصريح والتنويه.

إن الحياة كجنة قد أقفلت

مفتاحها الأوصاب والأسباب.

من يجتهد يبلغ ومن يصبر يصل،

وينال بعد بلوغه الترحاب.

ولو أن الحياة بقت لحٍ، لعددنا

أضلَّنا الشجعان، وإذا لم يكن من الموتِ

بدٌ، فمن العجزَ أن تموتَ جَباناً. لا ريب

في أن الحياةَ ثمينة، لكن نفسَكَ أكرم.

غلتِ الحياةَ، فإن أردتَها حرةً، كن من أباة الضيم

والشجعان، واقحم وزاحم، واتخذ لك

حيزاً تحميه يوم كريهة وطعان.

إن الحياة صراع، فيها الضّعيف يُداس،

ما فاز في ماضيها إلا شديد المراس.

للكائن فيها شجون، فكن فتى الاحتراس،

الكونُ كون شفاء، الكونُ كون التباس.

الكونُ كون اختلاق وضجة

واختلاس للسرور والابتئاس، أمام النوائبِ

بونٌ بين الناس، فيه مزايا، البعض لم يدرك إلا البلى

ينادي البلايا، والبعض ما ذاق منها سوى حقيرِ

الرزايا: إن الحياة سُباتٌ سينقضي بالمنايا آمالنا،

والخَطايا. فإن تيقظَ كانتْ بين الجفون بقايا، وكلّ

البلايا… جميعاً تفنى، ويحيا السلام!

شعر قصير عن الصبر

إن الشعر العربي القصير يعد من أفضل الفنون الأدبية التي تعبر عن أهمية الصبر كفضيلة إنسانية أساسية. إليك بعض الأبيات:

لا تشتكي للناس إذا ضاق صدرك، فالناس

ما يملكون مسرة ولا يأسٍ، مثل حالك.

حالهم كحالــك، والجميع مرّ بالليالي،

شربوا كأس الألم، فلا تحسب أنك بالتعاسة

وحيد، اعرف أنك تعيش مع الشقاء.

ناس يرجون السنين المقبلة لتنصف الحال،

بعد السنين التي مضت، لي حزينة مشيت.

كل دروب الأيام رحّـال، طال الشقاء والحزم،

طالت سنينهم، وكل من نسأل، وأقول: زينة.

الصبرُ أولى بوقار الفتى من قلقٍ يهتك،

ستر الوقار، فصبراً، فليس الأجر إلا لصابرٍ.

على الدهر، إن الدهر لم يخلو من خطبٍ.

يا نفس، صبراً على ما قد مُنيتِ به، فالحرّ

يصبر عند الحادث الجلل، وإذا لم تستطيعِ

للمصيبة دفعاً، فصبراً للرزية واحتسابا، فما نالَ

المنا في العيش إلا غبيّ القوم أو فطن تغابى.

فالصبر أجمل ثوبٍ أنتَ مرتدي

لنازلٍ، والتعزية أحسن السنن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top