آداب قراءة القرآن الكريم

الآداب التي يجب مراعاتها قبل تلاوة القرآن

يوجد العديد من الآداب التي ينبغي على قارئ القرآن الالتزام بها قبل البدء بتلاوته، ومن هذه الآداب ما يلي:

  • الإخلاص؛ والذي يعني أن يكون الهدف من التلاوة هو ابتغاء وجه الله تعالى ورضاه، والسعي لنيل الأجر منه، وليس الهدف تحقيق مكاسب دنيوية مثل المال أو الشهرة أو مدح الناس. حيث قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من عدم الإخلاص بقوله: (من تعلم علمًا مما يُبتغى به وجه الله -تعالى-، لا يتعلمه إلا ليُصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنةِ يوم القيامة)، وفي بعض الأحاديث يذكر أن قارئ القرآن غير المخلص هو من أوائل من تُسعر بهم النار يوم القيامة.
  • الوضوء؛ يُفضل لقارئ القرآن أن يكون متوضئًا عند القراءة. وإن كانت القراءة بدون وضوء جائزة، إلا أنها ليست الأفضل. وفي حالة عدم وجود الماء، يجوز الانتقال إلى التيمم. أما من كان على جنابة أو كانت المرأة حائضًا، فإنهما يحظر عليهما قراءة القرآن، لكن يمكنهما حفظه في قلوبهما دون التلاوة.
  • السواك؛ يُستحب للقارئ أن يستخدم السواك قبل بدء التلاوة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (السِّواكُ مَطهرةٌ للفمِ، مَرضاةٌ للرَّبِّ). كما استحب العلماء استخدام السواك قبل القراءة، لأن ما يخرج من فم القارئ يُرسل إلى فم الملك.
  • النظافة؛ وتعني المحافظة على نظافة المكان الذي سيقرأ فيه القارئ. وقد استحب بعض العلماء القراءة في المساجد نظرًا لما تتميز به من نظافة وشرف. بينما يُعتبر القراءة في أماكن غير نظيفة كالأماكن العامة حلالًا بشرط عدم الانشغال عن القراءة. ويجوز للحائض قراءة القرآن، لكن دون أن تمس المصحف.
  • استقبال القبلة؛ يُفضل عند قراءة القرآن أن يستقبل القارئ القبلة ويجلس بخشوع ووقار. أما القراءة في الفراش أو الاستلقاء فهي جائزة لكنها ليست مستحبّة.
  • الاستعاذة؛ وهي قول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”، كما قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ). ويعتقد أهل التفسير أنه يُستحب فعل ذلك عند بدء القراءة.
  • البسملة؛ وهي قول “بسم الله الرحمن الرحيم”، باستثناء سورة التوبة.
  • الطيب وطهارة اللباس قبل التلاوة؛ اقتداءً بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يستخدم الطيب عند تلاوته للقرآن.

يعتبر من المستحب لقارئ القرآن أن يتحلى بالعديد من الآداب قبل التلاوة، مثل الإخلاص، والحرص على الطهارة، واستخدام السواك، واستقبال القبلة، وطهارة اللباس، واستخدام الطيب، وقراءة الاستعاذة والبسملة قبل البدء في التلاوة.

الآداب التي يجب مراعاتها أثناء التلاوة

هناك العديد من الآداب التي ينبغي على القارئ الالتزام بها أثناء القراءة، منها:

  • يُستحب التوقف عن القراءة عند التثاؤب، إذ إن العبد يُناجي ربه، كما يُفضّل عدم العبث أو الحركة كثيرًا إلا عند الحاجة.
  • يُفضل رفع المصحف بيد أو وضعه على شيء مرتفع، وعدم وضعه على الأرض لما في ذلك من إهانة له.
  • يجب الوقوف عند آيات الوعد وسؤال الله من فضله، وعند آيات الوعيد الاستعاذة من عذابه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
  • قراءة القرآن بتأمل وعدم التركيز فقط على كمية القراءة، مع ضرورة حضور القلب للآيات. ويُكره التسرع في التلاوة، لأنه يناقض التدبر.
  • ينبغي قراءة القرآن بتأنٍ وبترتيل، ونبذ القراءة السريعة كالشعر، وتحسين الصوت أثناء القراءة، وذلك مستحب عند قراءة القرآن لأن المسلم مطالب بالعناية بتلاوته.
  • يُستحب البكاء أثناء القراءة، فهي من علامات الصالحين، قال تعالى: (إِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَانِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).
  • يُفضل السرية في القراءة إذا كان القارئ خائفًا من الرياء، فإذا كان لا يخاف فالجهر أفضل له.

من الآداب التي يتوجب على القارئ ملاحظتها أثناء التلاوة: التوقف عند التثاؤب، ورفع المصحف، والبكاء أو محاولة ذلك أثناء القراءة، والتوقف عند الآيات وسؤال الله عند آيات الرحمة، والاستعاذة عند آيات العذاب، وترتيل القرآن، وتدبره.

آداب عامة تتعلق بتلاوة القرآن الكريم

توجد العديد من الآداب العامة التي ينبغي على قارئ القرآن الالتزام بها، ومنها:

  • الالتزام بتعاليمه وتطبيقه في شؤون الحياة، كما قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم).
  • تعظيم القرآن والعناية بحفظه والعمل به، وعدم وضع شيء فوقه أو إعطائه لمن لا يقدّر قيمته.
  • قراءة التفسير والمصادر التي تشرح معانيه، والسؤال عن معانيه من أهل الاختصاص، وارتباطه بالواقع العملي.
  • الكثير من ذكر الله تعالى، وشكره، والتوكل عليه، مع الاعتزال عن الأمور الدنيوية.
  • مراقبة الله في كل الأحوال، والابتعاد عن المحرمات.
  • التواضع للفقراء والابتعاد عن الكبر، وقد قال ابن مسعود: “ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون”.

يجب على قارئ القرآن التحلي بأخلاق القرآن في حياته، كتفهم الأحكام والآيات، ومراقبة الله في السر والعلن، والابتعاد عن المحرمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top