أحاديث حول أهمية صلة الرحم وعلاقتها بالأسرة

صلة الرحم

تعتبر صلة الأرحام من العوامل الأساسية التي أوصت بها تعاليم الدين الإسلامي، حيث جعلها الله عبادة عظيمة وثوابها كبير. إن الالتزام بوصية صلة الرحم يعكس مدى انضباط المسلم في اتباع توجيهات الله ويعزز مكانته في المجتمع. في المقابل، فإن انقطاع الرحم يمثل خسارة كبيرة، إذ يفقد الشخص ما هو متاح له من بركة ومغفرة. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبرز فضل صلة الرحم، وسوف تستعرض هذه المقالة مفهوم صلة الرحم والأحاديث ذات الصلة بالموضوع، وغرضها ومعناها، بالإضافة إلى جوانب مختلفة تتعلق بقطع الرحم.

معنى صلة الرحم

تعريف الرَّحم في اللغة يشير إلى رحم المرأة، الذي هو موضع الجنين، ومنه اقتُبست مُصطلحات تعبر عن القرابة الناتجة عن التوالد. يُفهم من هذا أن الأشخاص الذين تربطهم صلة رحم يكونون كأنهم خرجوا من رحم واحد. وبالتالي، فاللفظ يشمل الأقارب من الجهتين الأبوية والأمومية. أما صلة الرحم بمفهومها الاصطلاحي فهي تعني الإحسان إلى الأقارب بالقول والفعل، وذلك عبر الزيارة والسؤال عنهم ومساعدتهم، والعمل على تيسير شؤونهم ما أمكن.

أحاديث صلة الرحم

تعددت الأحاديث النبوية التي تحث على صلة الأرحام وتحذر من قطيعتها، مما underscores أهميتها في الإسلام ودورها في وحدة المجتمع وتماسكه. ومن الأحاديث المروية في هذا الشأن:

  • يساهم التواصل مع الأرحام في دخول الجنة: فعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: “أخبرني بعمل يُدخلني الجنة”. فأجابه النبي بأن من الأعمال التي تقرب العبد إلى الله هي عبادة الله بدون شريك وصلة الرحم.
  • صلة الرحم تعكس رضا الله: قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: قال النبي: “إن الرحم متعلقة بالعرش، وتقول: اللهم صِل من وصلني، واقطع من قطعني”، دلالة على أهمية صلة الرحم ونتائجها في الآخرة.
  • أوصى النبي بصلة الرحم: قال أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-: “أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم وأن أوصي بصلة الرحم حتى وإن أدبروا.”
  • الرَّحم لها ارتباط باسم الرحمن: قالت عائشة -رضي الله عنها-: “الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله”.
  • صلة الأرحام تزيد في الرزق والعمر: قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: قال النبي: “من سرّه أن يُبسَط له رزقُه وأن يُنسَأ له في أثره، فلْيَصِلْ رحِمَه”.
  • صلة الرحم وعملها: قال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-: “عندما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، كانت أولى كلماته: أطعِموا الطعام، وأفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وصلوا الليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
  • صلة الرحم تعكس إيمان الشخص: كما ذكر أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمَه”.
  • تُعرض أعمال الناس كل أسبوع، ولا يُقبَل عمل قاطع الرحم: يقول أبو هريرة رضي الله عنه، “إن أعمال بني آدم تُعرض كل خميس فلا يُقبل عمل قاطع رحم”.
  • لا يدخل الجنة قاطع الرحم: كما قال جبير بن مطعم رضي الله عنه، “قال رسول الله: لا يدخل الجنة قاطع رحم”.

حكم صلة الرحم

تُعتبر صلة الرحم واجبة شرعًا، وقد جاء ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء. يجب على كل من لديه رحم واجب عليه وصله والإحسان إليهم، باستثناء الحالات التي يكون فيها من في رحمهم يُظهر معصيةً واضحة أو معاداةً للإسلام، فعندها يجب مقاطعته حتى يتراجع عن سلوكه. الأرحام التي يتوجب وصلها تشمل المحارم من الأطراف العائلية مثل الأعمام والعمات والأخوات والابناء، ويتعين الحفاظ على هذا الاتصال بالتواصل المستمر والدعم المتبادل.

فيديو عن صلة الرّحم

للاستزادة حول هذا الموضوع، يُمكنكم مشاهدة الفيديو المرفق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top