القرآن الكريم
يعتبر القرآن الكريم الكتاب الأسمى الذي أنزله الله تعالى على أشرف المخلوقات، وهو يتمتع بأكمل الشرائع وأفضلها، إلى أمة الإسلام التي هي خير أمة أُخرجت للناس. جعله الله حجة على العالمين، وشفيعًا لأهله في يوم القيامة. ومع ذلك، عندما تخلّى بعض المسلمون عنه وابتعدوا عن تلاوته، ووجدوا متعهم فيما هو أدنى، فقدوا فضله العظيم. إن تفريط المسلم في القرآن الكريم يعد خسارة فادحة، إن لم يسعَ للعودة إليه وإلى تعاليم دينه القويم. إذا تأملنا في سيرة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، سنجد أنه كان مثالًا يحتذى به في الحرص على تلاوة القرآن وتأمل معانيه، إذ لم تكن مشاغله كخليفة الأمة تشغله عن هذه العبادة العظيمة. لذا، يجب على المسلمين التمسك بهذا النور، من خلال تلاوته، وتفكرهم في معانيه، وسعيهم لتطبيق أوامره ونواهيه، ليكون القرآن الكريم حجة لهم يوم القيامة.
أحاديث تدل على فضل القرآن الكريم
لقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي توضح فضل القرآن الكريم وتحث على الإقبال عليه، ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله أهلاً من الناس، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، فتقدم سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزن من طيرٍ صواف تحاجان عن صاحبها).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ ورتل، كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية كنت تقرؤها).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويل، وفي رواية أبي كُريب: يا ويل، أُمِر ابن آدم بالسجود فسجد، فلَه الجنة، وأُمِرْت بالسجود فأبيت، فلِيَ النار. وفي رواية: فعصيت فلِيَ النار).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول: يا ربِ حلِّه، فيُلبَس تاج الكرامة، ثم يقول: يا ربِ زِده، فيُلبَس حُلة الكرامة، ثم يقول: يا ربِ ارضَ عنه، فيقال: اقرأ وارقأ ويزاد بكل آيةٍ حسنة).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حسِّنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا).
فضل أهل القرآن وثواب تلاوته
قراءة القرآن الكريم تُعد عبادة سامية يُثاب عليها المسلم، وتُقربه إلى الله تعالى من خلال التفكر فيه وفهم معانيه، والعمل بما جاء فيه. إن تلاوة القرآن تورث السكينة وراحة البال في القلوب، وكما جاء في قوله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب). وقد وعد الله -تعالى- بحفظ القرآن الكريم من الزيادة أو النقص أو التحريف. ومن الجدير بالذكر أن الملائكة تتنزل بين المجموعات التي تتدارس القرآن، حيث يعد القرآن شفيعًا لأهله في الآخرة، وحافظه الذي يطبق أحكامه يُكرم بتاج الوقار.