تتسبب الزيادة السكانية في ضغط كبير على الموارد الموجودة في البلاد، مما يعيق تحقيق الأهداف المتعلقة بتقدم الدولة.
أثر الزيادة السكانية على الصحة العامة
يمثل قطاع الصحة أحد أهم القطاعات التي ينبغي على الدولة الاهتمام بها نظراً لحيويتها الكبيرة للمواطنين. حيث يقوم بتوفير الخدمات الطبية اللازمة لعلاج المرضى. وللزيادة السكانية آثار سلبية يمكن توضيحها على النحو التالي:
- عدم توافر الأسرّة والغرف في بعض المستشفيات، مما يعرقل قدرة بعض المرضى على استكمال علاجهم ويزيد من مدة الإقامة في المشفى.
- نقص المعدات التكنولوجية المطلوبة في المجال الطبي، مثل أجهزة التنفس الصناعي وأنابيب الأكسجين، وغيرها من المعدات الضرورية.
- تعاني الدولة من نقص في بعض أنواع العلاجات الأساسية لأمراض معينة.
- نقص في المرافق الصحية بشكل عام.
- عدم توافر كادر طبي كافٍ لتلبية احتياجات المواطنين.
- يظهر التأثير السلبي للزيادة السكانية بوضوح في ظل الظروف الخاصة، مثل انتشار فيروس أو مرض معين.
- تشير العديد من التقارير إلى أن الزيادة السكانية تمثل تحديًا كبيرًا أمام الدول في جهودها للحفاظ على التنمية المستدامة.
- كما تشكل ضغطاً كبيراً على الميزانية، مما يؤثر سلباً على تجهيز المستشفيات بالمعدات الطبية اللازمة.
أسباب الزيادة السكانية
مع تناولنا أثر الزيادة السكانية على قطاع الصحة، يجب علينا أيضًا الإلمام بالأسباب التي تسهم في ارتفاع عدد السكان والتي تتمثل فيما يلي:
تشغيل الأطفال
على الرغم من الاعتقاد السائد بأن عمالة الأطفال قد انتهت، لا تزال هناك مناطق تخصص فيها، ومن الأمور التي تستدعي الانتباه:
- وفقاً لتقارير اليونيسيف، يعمل حوالي 150 مليون طفل حول العالم.
- تستغل الأسر الفقيرة أو ذات الدخل المحدود أطفالها كمصدر دخل من خلال تشغيلهم في مجالات مختلفة.
- يعتبر أحد الآثار الضارة هو نشوء جيل غير متعلم، حيث يمنع العمل الأطفال من حقهم في التعليم.
- ساهمت الزيادة في المستشفيات التي تخصصت في علاج العقم وزيادة الخصوبة في زيادة عدد السكان، مما أتاح للعديد من النساء فرصة الإنجاب عبر إجراءات طبية.
الفقر والجهل
تمثل هذان العاملان أبرز أسباب الزيادة السكانية، ويرجع ذلك إلى:
- يعتقد الكثير من الأسر الفقيرة أن إنجاب عدد كبير من الأطفال قد يساعدهم في تحسين مستوى معيشتهم عبر تشغيلهم.
- يؤدي الجهل إلى عدم الوعي بالآثار السلبية للزيادة السكانية على المجتمع والأسرة.
- تبقى العادات والتقاليد الخاطئة سارية في بعض البلدان، حيث تعتقد بعض القرى في عادات مثل:
- تزويج الفتيات في سن صغيرة.
- إنجاب العديد من الأطفال كوسيلة لتعزيز الأسرة.
- الاهتمام المتزايد بإنجاب الذكور، مما يدفع الأم إلى المحاولات المتكررة حتى تنجب ولداً.
الهجرة
إن بعض البلدان تشهد زيادة ملحوظة في عدد المهاجرين سواء داخلية كانت أم خارجية إلى درجة قد تفوق العدد الأصلي للسكان، مما يؤدي إلى:
- ضغط كبير على موارد الدولة.
- عدم إدارة الأزمات الصحية بشكل فعال.
- نقص في الأدوية نتيجة لقلة الكميات مقارنة بعدد السكان.
انخفاض معدل الوفيات وزيادة عدد المواليد
نتيجة للتطورات الطبية الحديثة، تراجعت معدلات الوفيات، حيث:
- أدى التقدم الطبي إلى القضاء على العديد من الأمراض التي كانت شائعة سابقًا مثل الجدري والحصبة وشلل الأطفال.
- توفير علاجات لم تكن متاحة من قبل لبعض الأمراض.
- ظهور العديد من اللقاحات التي تحمي من الإصابة بأمراض معينة.
- من الملحوظ أن معدل المواليد أكبر من معدل الوفيات بنسبة 2:1.
أثر الزيادة السكانية بشكل عام
لا يشكل تأثير الزيادة السكانية خطرًا على القطاع الصحي فقط، بل يترتب عليه مشكلات في العديد من القطاعات الأخرى، بما في ذلك:
- زيادة معدل البطالة.
- تدني مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في المجالات الصحية والتعليمية وغيرها.
- ضعف في الاقتصاد الوطني.
- عدم القدرة على تلبية احتياجات المواطنين.
- انتشار الفقر الناتج عن ندرة الموارد وقلة فرص العمل.
الحلول المقترحة لمواجهة مشكلة الزيادة السكانية
نظرًا لما تسببه الزيادة السكانية من مشكلات تؤثر على المجتمع، تم وضع بعض الحلول مثل:
- تعزيز الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية تنظيم الأسرة.
- إنشاء برامج حكومية لتطوير كافة القطاعات مثل الصحة والتعليم والاقتصاد لمواجهة الزيادة السكانية.
- تحسين إدارة الموارد المتاحة في الدولة للاستفادة القصوى منها.
- استصلاح الأراضي الزراعية لزراعة المحاصيل اللازمة، مما يساعد في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد.