من هو أبو جهل؟
يعتبر أبو جهل، المعروف بأبي الحكم عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ قريش. وعلى الرغم من أنه ليس من عائلة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه اكتسب شهرة كبيرة بلقب أبي جهل، الذي أطلقه عليه النبي. وقد تزوج أبو جهل أكثر من مرة وتولى قيادة بني مخزوم بعد وفاة الوليد بن المغيرة، حيث كان له نفوذ كبير يعود لأسباب تجارية ومالية.
تعاون أبو جهل مع عقبة بن أبي معيط في محاولة منع أبو لهب من حماية النبي بعد وفاة أبي طالب. وفي السنة الثانية للهجرة، قاد جيشاً مؤلفاً من ألف رجل بهدف استعادة قافلة أبي سفيان من المسلمين، رغم إدراكه أن القافلة قد نجت بالفعل.
موقف أبو جهل من دعوة النبي
الإيذاء الذي تعرض له النبي وأصحابه
كان أبو جهل يعبر عن معارضته القوية للإسلام، حيث روى التاريخ أنه جاء بسلا جزور مذبوحة وطلب من أحدهم أن يضعه على كتف النبي وهو ساجد، وكان ذلك قسوة منه. استمر النبي في سجوده حتى قامت فاطمة بنت محمد -رضي الله عنها- بإزالة الأذى عنه وتوجيه اللوم لهم. وقد أقدم أبو جهل أيضاً على قتل سُميّة، أمُّ عمار بن ياسر -رضي الله عنهما- إثر قول أغضب مشاعره.
محاولاته لاغتيال النبي
تعددت محاولات أبو جهل لاغتيال النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان قد اقترح على القبائل أن يتعاونوا في قتل النبي لضمان توزيع دمائه بينهم. كما أنه انتظر النبي بالقرب من الكعبة ليضربه بحجر أثناء سجوده، لكنه لم يستطع تنفيذ خطته ورجع إلى الخلف، مبرراً ذلك برؤية شيء لم يسبق له رؤيته.
مقتل أبو جهل
التقى أبو جهل بموته في غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة على يد غلامين من الأنصار، وهما ابنا العفراء. عندما سألوا عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- عن مكان أبو جهل، أشار إليهم وطلب منهم مهاجمته. ثم انطلق الغلامان بسيفيهما وقتلا أبو جهل.
بعد انتهاء الغزوة، أمر النبي أصحابه بالبحث عن أبي جهل لعدم ظهورهم بين القتلى أو الأسرى. فتوجه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- للبحث عنه حتى وجده جريحاً، ولم يتردد في قطع رأسه.