يُعَدّ التعليم في فنلندا موضوعًا يثير اهتمام العديد من الطلاب الراغبين في استكمال دراستهم في الخارج، سعيًا منهم للحصول على مزايا أكبر في المنح وفرص العمل. لذا، يقدم لنا هذا المقال لمحة شاملة حول نظام التعليم في فنلندا، بصفته من بين الأنظمة التعليمية الأكثر تقدماً في العالم، مستعرضًا المميزات التي يقدمها، بالإضافة إلى بعض السلبيات.
مميزات التعليم في فنلندا
يأمل الكثير من الطلاب من جميع أنحاء العالم في الالتحاق بالجامعات الفنلندية وذلك للاستفادة من الامتيازات التعليمية التي توفرها. وفيما يلي بعض من أبرز هذه المميزات:
1ـ التعليم المجاني
تُعَتَبر فنلندا موطنًا لأحد أفضل الأنظمة التعليمية عالميًا، حيث تُقدم التعليم مجانًا للطلاب. يعتمد النظام هنا على تقديم تعليم عالي الجودة، ويفتخر بوجود أكثر من 50,000 طالب ينضمون سنويًا. تلعب المدارس والجامعات دورًا مهمًا في تنمية مهارات الطلاب وتعليمهم كيفية الدراسة باستقلالية.
تُركز المدارس في فنلندا أيضًا على تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات وحل المشكلات، مما يعزز من قدرتهم على التعبير عن آرائهم واتخاذ القرارات. بالإضافة إلى ذلك، تُعدهم هذه المدارس لدخول الجامعات بأفضل المهارات الدراسية لضمان نجاحهم.
تقدم الجامعات في فنلندا تعليمًا باللغة الإنجليزية، مما يُتيح للطلاب الدوليين فرصة الدراسة في بيئة تعليمية مميزة تشمل العديد من التخصصات المتاحة، مما يُمكّنهم من اختيار ما يناسب اهتماماتهم.
2ـ تنوع المنح الدراسية
يتميز التعليم الفنلندي بتقديم التعليم المجاني، لكن ذلك يقتصر على الطلاب الفنلنديين وبعض الطلاب من الدول الأوروبية. بالنسبة لبقية الجنسيات، يتطلب الأمر دفع رسوم دراسية تتراوح بين 6000 إلى 16000 يورو سنويًا، حسب الجامعة ونوع البرنامج الدراسي.
مع ذلك، تُوفر الفنلندية فرصًا للطلاب الدوليين من خلال منح دراسية تُساعد في تخفيف الأعباء المالية. تتنوع هذه المنح بين تلك التي تغطي جزءًا من الرسوم الدراسية وأخرى توفر التعليم مجانًا، مما يعتمد على الأداء الأكاديمي للطلاب خلال دراستهم السابقة.
3ـ الأمن والمساواة والحرية
تُعَدّ المساواة والأمن والحرية من المبادئ الأساسية في نظام التعليم الفنلندي، حيث يُمكن للطلاب الدراسة في بيئة آمنة دون مخاوف، مع ضمان الحصول على فرص تعليمية مُتكافئة بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين.
4ـ جودة الحياة والطبيعة
توفر فنلندا حياة مريحة لجميع السكان، حيث تُتيح تجربة تعليمية ذات جودة عالية دون ضغوط إضافية. تُعزز فلسفة التعليم الفنلندية من الضرورة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة والدراسة، حيث يُعتبر الرفاه عنصرًا مهمًا في تعزيز قدرة الطلاب على التعلم. تُعَد فنلندا واحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم.
5ـ فرص العمل خلال الدراسة
تمنح فنلندا الطلاب الفرصة للعمل أثناء دراستهم، حيث تُظهر الإحصاءات أن نحو 60% من الطلاب الجامعيين يعملون بدوام جزئي. تقدم الجامعات المساعدة للطلاب في العثور على وظائف أثناء الدراسة أو بعد التخرج.
تسمح السلطات الفنلندية للطلاب الدوليين بالعمل لمدة تصل إلى 25 ساعة أسبوعيًا، مما يسهم في تغطية رسومهم الدراسية ويساعدهم على فهم سوق العمل وفرص المهن المختلفة.
6ـ الإقامة الدائمة بعد التخرج
يمكن للطلاب الذين يتخرجون من الجامعات الفنلندية الحصول على إقامة مؤقتة لمدة عام واحد بعد التخرج للبحث عن عمل. بمجرد العثور على وظيفة بدوام كامل، يستطيعون الحصول على تصريح عمل، وبعد أربع سنوات يمكنهم التقدم للحصول على إقامة دائمة في فنلندا.
سلبيات التعليم في فنلندا
على الرغم من وجود العديد من المميزات، إلا أن التعليم الفنلندي يعاني من بعض السلبيات التي قد تكون عائقًا لبعض الطلاب، ومنها:
- تُعتبر فنلندا واحدة من الدول التي تتمتع بتكاليف معيشية مرتفعة، مما قد يُشكل تحديًا للطلاب محدودي الدخل. يُصبح الأمر أكثر صعوبة في حال عدم وجود منح تعليمية.
- تعاني فنلندا من ارتفاع شديد في درجات الحرارة في بعض الفصول، بسبب موقعها الجغرافي.
- تُعتبر اللغة الفنلندية من اللغات الصعبة على غير الناطقين بها، لكن يمكن التغلب على هذه العقبة من خلال استخدام اللغة الإنجليزية.
في الختام، تناولنا المميزات والسلبيات التي قد يواجهها الطلاب الذين يسعون للدراسة في فنلندا، البلد الذي يُعد من بين أغنى وأفضل الدول في توفير تعليم عالي الجودة تهتم بتقديمه لكافة الطلاب.