تلوث البيئة
تلوث البيئة (بالإنجليزية: Environmental Pollution) هو التغيير غير الطبيعي الذي يحدث في عناصر البيئة، بما في ذلك الماء والهواء والتربة. هذا التغيير، الذي يمكن أن يكون فيزيائياً أو كيميائياً أو بيولوجياً، يؤثر سلباً على البيئة والموارد الطبيعية وصحة الإنسان. في السطور التالية، سنستعرض تأثيرات التصنيع والتكنولوجيا على تلوث الماء والهواء والتربة.
تلوث الماء
يُعرَّف تلوث الماء (بالإنجليزية: Water Pollution) بأنه تعرض المياه للملوثات الكيميائية أو البيولوجية، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام البشري والبيئي. تعتمد أسباب تلوث المياه بشكل كبير على التقنيات الحديثة، وتختلف بين ما يلي:
- أسباب تلوث المياه الجوفية: يحدث بسبب تسرب المبيدات والأسمدة والنفايات من مدافن النفايات، مما يؤدي إلى عدم صلاحية هذه المياه لاستخدام يصل إلى آلاف السنوات.
- أسباب تلوث المياه السطحية: تشمل الأنهار والبحيرات والمحيطات، حيث تتلوث هذه المياه جراء النفايات الصناعية والممارسات الزراعية، بما في ذلك الأسمدة والمخلفات السامة التي تُلقي بها المصانع في المسطحات المائية.
- أسباب تلوث مياه المحيطات: يُعتبر 80% من تلوث المحيطات ناتجاً عن الأنشطة القريبة من السواحل، مثل تسرب النفط من السفن ومخلفات المحطات النووية، مما يؤدي إلى تضرر النظام البيئي البحري بشكل كبير.
يتسبب تلوث الماء في عدة أضرار تؤثر على الإنسان والكينونات الحية الأخرى، منها:
- تدمير التنوع البيولوجي.
- نقص توفر المياه الصالحة للشرب مما يزيد من حالات الوفاة، خصوصاً بين حديثي الولادة.
- زيادة انتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي.
تلوث الهواء
تلوث الهواء (بالإنجليزية: Air Pollution) هو تغير غير مرغوب فيه في نسبة المكونات الكيميائية في الهواء، مما يضر بصحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى. يتكون الهواء النقي عادة من 78% نيتروجين و21% أكسجين و1% غازات أخرى، وعند زيادة بعض الغازات، يحدث تلوث الهواء، ومنها:
- أول أكسيد الكربون.
- ثاني أكسيد الكربون.
- أكاسيد النيتروجين.
- أكاسيد الكبريت.
- الأوزون.
- النترات.
- الكبريتات.
- الهيدروكربونات العضوية.
المسبب الرئيسي لتلوث الهواء هو الأنشطة البشرية مثل المصانع ووسائل النقل، حيث يُعتبر الضباب الدخاني والسخام من أكثر أشكال هذا التلوث شيوعاً. وتشمل التأثيرات السلبية على صحة الإنسان والكائنات الحية ما يلي:
- مشاكل صحية متنوعة، منها:
- تهيج العيون والحلق، وتلف الرئة خاصة لدى الأطفال وكبار السن عند التعرض للضباب الدخاني.
- تفاقم أعراض الربو والحساسية، مما قد يؤدي إلى نوبات ربو.
- التسبب في التهاب الشعب الهوائية والنوبات القلبية، التي قد تصل إلى الوفاة.
- آثار سلبية على الدماغ والكليتين لدى الأطفال نتيجة التعرض للمواد السامة مثل الزئبق.
- تأثيرات بيئية، تشمل:
- ثقب الأوزون الناجم عن الاحتباس الحراري.
- تغير المناخ، الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض.
تلوث التربة
يُعَرف تلوث التربة (بالإنجليزية: Soil Pollution) بأنه إدخال مواد غير مرغوب فيها لها تأثير ضار على التربة، مما يغير خصائصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، ويجعلها غير صالحة للاستخدام. تأتي الأسباب الرئيسية لتلوث التربة عادةً من تكنولوجيا التصنيع الحديثة، مثل:
- النفايات الصناعية التي تحتوي على معادن سامة مثل الرصاص والزئبق.
- النفايات الزراعية الناتجة عن الأسمدة والمبيدات الحشرية.
- المواد المشعة الصادرة عن محطات الطاقة النووية.
- الأكياس البلاستيكية.
يسبب تلوث التربة آثاراً سلبية على الكائنات الحية، مثل:
- تقليل خصوبة التربة، مما يؤثر سلباً على الزراعة ونمو النباتات.
- زيادة الاضطراب البيئي على مستوى الحيوانات والنباتات.
نضوب الموارد الطبيعية
تشمل الموارد الطبيعية (بالإنجليزية: Natural Resources) الماء، التربة، الهواء، الفحم، النفط، الغاز الطبيعي، النحاس، الهيليوم، الحديد، البوكسيت، والغابات. الموارد الأكثر عرضة للاستنزاف هي الماء والنفط والغابات بسبب استخدامها المكثف في الصناعات، مما يؤدي إلى آثار سلبية واضحة، من بينها:
- تآكل التربة.
- الاحتباس الحراري الناتج عن الغازات الدفيئة.
- انقراض بعض أنواع النباتات والحيوانات.
- الفيضانات والجفاف.
- فقدان التنوع البيولوجي.
- المجاعات ونقص التغذية.
تهديد الموائل وتدميرها
تعتبر تدمير الموائل من أكبر التهديدات التي تواجه البيئة في مختلف أنحاء العالم، وبخاصة في القرن العشرين نتيجة للتطور السريع في التكنولوجيا والصناعة. تُعَرَف الموائل (بالإنجليزية: Habitat) بأنها النظام البيئي الطبيعي الذي تعيش فيه الكائنات الحية، وعند تدميره، سيؤدي ذلك إلى القضاء على هذه الحياة. أسباب فقدان الموائل تشمل:
- تحويل الغابات إلى أراضٍ صناعية.
- التنمية الحضرية والزحف السكاني على الأراضي الزراعية.
- بناء السدود وتغيير مجاري الأنهار.
- التلوث بكافة أشكاله وتأثيره على الحياة البرية والبحرية.
- تغير المناخ.
تدمير الموائل ينتج عنه تأثيرات سلبية عديدة، مثل:
- تراجع المحاصيل الزراعية وفقدان أنواع معينة من النباتات، مما قد يؤدي إلى انقراض أنواع من الحيوانات التي تعتمد عليها.
- تقليل قدرة الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد تلوث الهواء.
- انتشار الآفات والأمراض.
- زيادة تعرض النظام البيئي للتأثيرات الضارة، مما يؤثر سلباً على صحة الإنسان.
تتراوح التحديات البيئية الناتجة عن التكنولوجيا بين تلوث الموارد الطبيعية ذات الأهمية الكبيرة مثل الماء والهواء والتربة. إذ أن التقدم الصناعي والتكنولوجي ساهم في زيادة تركيز الغازات الضارة وتدمير الغابات التي تعتمد عليها الطبيعة، مما أدى إلى تقليل خصوبة التربة وزيادة الاضطراب البيئي.