تعتبر الصخور الرسوبية نوعًا من الصخور التي تتكون من مواد ثابتة، وغالبًا ما تنشأ من تحلل بقايا الكائنات الحية بعد وفاتها. وتتشكل الصخور الرسوبية نتيجة لعمليات بيولوجية تشمل التحلل، والتعرية، والذوبان. من خلال هذا المقال، سنستكشف مواقع وجود الصخور الرسوبية وسبب تسميتها بهذا الاسم.
أين يمكن العثور على الصخور الرسوبية؟
تتواجد الصخور الرسوبية على سطح الأرض ضمن بيئات رسوبية قارية، مثل البحيرات، والمستنقعات، والسهول الفيضية، بالإضافة إلى المراوح الغرينية التي تتواجد في المياه الهادئة عند المستنقعات والبحيرات.
ما هو سبب تسمية الصخور الرسوبية بهذا الاسم؟
تمت تسميتها بالصخور الرسوبية نظرًا لأنها ناتجة عن عملية التفتت والترسيب والتدعيم، حيث يتم ضغط الرمال والصخور الناتجة عن التعرية والتجوية الميكانيكية. كما تُنقل هذه الفتات عبر المياه أو الرياح من مكان إلى آخر. تتميز الصخور الرسوبية بتنوع أنواعها وخصائصها التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1- الصخور الرسوبية الفتاتية
تتكون هذه الصخور من تحويل الرواسب إلى صخور، وتشمل مجموعة من الأنواع، منها:
- المدملكات: وهي تكتلات تتشكل من حصى ناعمة ومستديرة، مما يشير إلى نقلها لمسافات طويلة عن طريق وسائط ذات طاقة عالية.
- الرصيص: عبارة عن تكتلات مكونة أيضًا من حصى مستديرة.
2- الصخور الرسوبية الكيميائية
تنشأ هذه الصخور نتيجة تراكم الأيونات وتبلورها، حيث يتم نقل الأيونات الذائبة إلى البحار والمحيطات عبر المياه. بعدما تتبخر المياه وترتفع تركيز الأيونات، يحدث ترسب لهذه الأيونات لتتشكل المعادن التي تتحول لاحقًا إلى رواسب كيميائية. تشمل هذه الصخور:
- الترافرتين: يتكون في مواقع الينابيع، والبحيرات الساخنة، والكهوف نتيجة الترسيب الكيميائي للكالسيت والبيكربونات المذابة في المياه الجوفية.
- المتبخرات: تتشكل نتيجة لتبخر مياه البحر، مما يؤدي إلى زيادة تركيز الأيونات وترسيب الهاليت (الملح) والجبس، ثم تتصلب هذه الرواسب لتشكل صخور المتبخرات.
- الصوان الكيميائي: يعد هذا النوع غير عضوي، وينتج عن ترسب (SiO2) خلال تدفق المياه الجوفية، ليحل محل المعادن القائمة في الصخور.
3- الصخور البيوكيميائية والعضوية
تتكون هذه الصخور من بقايا كائنات حية تحللت وتحولت إلى رواسب، وتشمل:
- الحجر الجيري البيوكيميائي: يتكون بشكل أساسي من الكالسيت (CaCO3) الناتج عن تراكم بقايا الهياكل الحية.
- الفحم: يصنف كصخر يتشكل من الكربون العضوي الناتج عن بقايا المواد النباتية في بيئة استوائية رطبة.
- الصوان البيوكيميائي: يتكون من تراكم السيليكا التي تفرزها العوالق البحرية.
- الدولوميت: صخور بيضاء تنشأ من تراكم الدولوميت دون خضوعها لعملية إعادة التبلور.
خصائص الصخور الرسوبية
تتمتع الصخور الرسوبية بعدد من الخصائص الفريدة التي تسهل التعرف عليها، بالإضافة إلى تقديم معلومات حول العوامل والعمليات التي ساهمت في تكوينها. من هذه الخصائص:
1- تدرج الطبقات
يشير تدرج الطبقات إلى تنوع حجم الحبيبات في الصخور الرسوبية، حيث يبدأ الترسيب بالحبيبات الكبيرة التي تفوق طاقة الوسط الناقل، تليها الحبيبات المتوسطة، حتى يتم ترسب الحبيبات الطينية الناعمة.
2- التطبق
يُعتبر التطبق من الخصائص البارزة في الصخور الرسوبية، حيث يتمثل في الخطوط التي تفصل بين الطبقات المختلفة. وغالبًا ما تكون هذه الخطوط موازية لسطح الترسيب، ولكن قد تتواجد أحيانًا بشكل متقاطع نتيجة لترسبها على أسطح مائلة.
3- الأحافير
تشير الأحافير إلى بقايا الكائنات التي تحفظت في الرواسب. تساعد هذه الأحافير في تحديد عمر الصخور والبيئة التي تم ترسيبها فيها.
غالبًا ما تتشكل الأحافير كأجزاء من الكائن الحي التي تم استبدالها بالكالسيت أو السيليكا. ويمكن أن تظهر أيضًا كفتحات أو قوالب ناتجة عن ذوبان الأجزاء العضوية.
4- التشققات وعلامات التموج
تشير التشققات إلى علامات واضحة في هيكل الصخور الرسوبية، بينما تمثل علامات التموج نتوءات خفيفة تظهر غالبًا في طبقات الرمال.
إن الصخور الرسوبية تتميز بخصائص وميزات عديدة، تجعلها فريدة من نوعها، بالإضافة إلى تنوع الأنواع التي تتضمنها. وتكمن أهمية هذه الصخور في العمليات البيولوجية التي أدت إلى تشكيلها.