أشعار عن المرأة
*يقول طفيل الغنوي:
إن النساء كالأشجار التي نما معها،
بعضهن مُرّ وبعضهن مؤكل.
إن النساء إذا ضلّلن عن الخلق،
فإنه أمرٌ واجبٌ لا بد من فعله.
لا يثنين للرشد إن وُجب لهن،
وهن مداناتٌ مخادعات.
*يقول الإمام الشافعي:
أكثر الناس يتحدثون عن النساء،
ويقولون إن حب النساء جهدٌ شديد.
ليس حب النساء جهداً، لكن قرب من لا تحب جهد العناء.
قصيدة المرأة والمرآة لإيليا أبو ماضي
استلقت أمام مرآتها تتأمل،
غافلة ممن يلوم أو يعدل.
وكلما في يديها يجب أن يُعطى لمن،
يصوّر أشباح البشر ويمثل.
تغار إذا قيل إن تلك مليحة،
تُحلي التغازل لعشاقها.
تحمرّ غيظاً ثم تغار،
كأن فيها حمى تجيء وتغادر.
تضمر حقداً على المتحدث لو علم،
بهذا الفتى المسكين ما كان يهزل.
أمرت عليه حقداً بلا قصد،
وحقد النساء صارم لا يلين.
فلو وجدت يوماً على الدهر غادة،
لأوشك أن يتبدل ما كان محالاً.
إنها الطاووس في جمالها،
ولم يكن ذيلاً، بل شعرها المتهدل.
سعت لاحتكار الجمال بأسره،
وكم حاولت حسناء ما لا يُؤمل.
وتجهل أن الجمال ليس بدائم،
وإنه زهرة ستذبل.
وأن حكيم القوم يجد أن يرى،
أسير التحايل بعد حين سيفلت.
وكل شاب يرضى بوجه مزين،
من النعوم الذائبة فهو مخدوع.
إذا كان حسن الوجه فضيلة،
فإن جمال النفس أسمى وأفضل.
ولكن أسماء النساء تتبع تلك،
وكل الغواني تفعل ما تفعله أسماء.
فلو أمنت سخط الرجال وأيقنت،
بسخط النساء لأوشكت أن تترجل.
قد اتخذت مرآتها مرشداً لها،
إذا حدث أمر أو تعرض لمشكلة.
وما من أمر عسير، لكنه،
ضعيف الروح في وهمه سهل الإشكال.
تكتّم عمّن يفهم الأمر سرها،
ولكنها تفشيه ما ليس يعقل.
فلو كانت المرآة تحتفظ بظلالها،
لرأيت بعينيك ما كنت تجهل.
ومزيد من حب التبرج أنه،
حبٌ فإن فتيان هذا العصر أقبلوا.
اجتمعوا حولها حتى أصبحوا يشبهون الدمى،
فما فاتهم، والله، إلا الفتنة.
فتيات العصر أضحين في زينتهن حجة،
تقاتلنا فيها النساء فتمتنع.
إذا عُذبت حسناء ثم اعتذرت،
تنقلب وتقول: كلّكم على حالٍ رديئة.
قصيدة المرأة الشرقية لحمد العصيمي
الحب يا حبيبتي..
قضية وهمية..
والحب يا حبيبتي مدينة..
أبوابها أحلامنا الوردية..
والحب يا حبيبتي..
خرافة هندية..
والحب يا صغيرتي كقطعة سكر..
في فنجان قهوتي التركية..
أقول يا صديقتي وباختصار..
المرأة الشرقية…
تأتي بلا مقدمات كالإعصار..
كالذبحة الصدرية…
وتدخل القلب دون استئذان..
وتقفل الوريد والشريان..
المرأة الشرقية يا صديقتي..
كأنها إدمان..
كأنها خيط الدخان من..
سيجارتي الكوبية….
فكل امرأة أحببتها قبلك يا صغيرتي…
قد أدخلتني في سجونها السرية..
وعاملت قلبي ومنحتني…
بمنتهى الوحشية..
وكل امرأة عرفتها قبلك يا جميلتي..
قد أعدمتني في محاكماتها السرية..
فساعديني.. ساعديني كي أعود يا حبيبتي..
وأغلق القضية…
قصيدة المرأة الجانحة مع الريح لسركون بولص
لو رأتها، تلك المرأة
الجانحة مع الريح،
وفي عينيها علامات زوبعة قادمة،
وشعرها، منذ الآن، ينتفش في دواماتها،
لا
تترددْ
وخبريني، فهي قد تكون ضالتي،
قد تكون من ذهبتُ أبحث عنها في القرى
والأرياف البعيدة،
حالماً أن أجدها في زقاق
مقفر، ذات يوم، تحمل طفلاً بين
ذراعيها أو تطل من نافذة،
أو حتى أن أعرف أنها هي
في ثمّة صوت، في ثمّة أغنية على
الراديو،
أغنية تقول أشياء جميلة
عن الحزن
أو الهجرة،
وقد لا تراها
إلا في جناحي فراشة،
ترفرف لازقة في قار الطريق،
عينيها الملطختين بمكحلة التاريخ العابثة،
نهديها المثقلين بأعباء حزن أمة،
وفاكهتها اليتيمة،
كبضعة أحجار في سلة،
تعود بها من سوق أقفلت دكاكينها،
تصفّر فيها الريح،
على أطراف بلدة
ولدنا فيها، وحلمنا بأحلامنا الصغيرة،
ثم هجرناها.
قصيدة لعنترة بن شداد
إذا هبت الريح من ربى العلم السعدي،
طفا بردها حر الصبابة والوجد،
وذكرني قوماً حفظت عهودهم،
فما عرفوا قدري ولا حفظوا عهدي.
ولولا فتاة في الخيام مقيمة،
لما اخترت قرب الدار يوماً على البعد،
مهفهفة والسحر من لحظاتها،
إذا كلمت ميتاً يقوم من اللحد.
أشارت إليها الشمس عند غروبها،
تقول: إذا اسودّ الدجى فاخرجي بعدي.
وقال لها البدر المنير: ألا اسفري،
فإنك مثلي في الكمال وفي السعد.
فولت حياءً ثم أرخت لثامها،
وقد نثرت من خدّها رطب الورد.
وسلت حساماً من سواجي جفونها،
كسيْف أبيها القاطع المرهف الحد،
تقاتل عيناها به وهو مُغمد،
ومن عجبٍ أن يقطع السيف في الغمد.
مرنحة الأعطاف مهضومة الحشا،
منعمة الأطراف مائسة القدِّ.
يبيت فتات المسك تحت لثامها،
فيزداد من أنفاسها أرج الندّ.
ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها،
فيغشاه ليل من دجى شعرها الجعد.
وبين ثناياها إذا ما تبسمت،
مدير مدامٍ يمزج الراح بالشهد.
شكا نحرها من عقدها متظلماً،
فواحربا من ذلك النحر والعقد.
فهل تسمح الأيام يا ابنة مالكٍ،
بوصلٍ يداوي القلب من ألم الصد.
سأحلم عن قومي ولو سفكوا دمي،
وأجرع فيكِ الصبر دون الملا وحدي.
وحقك أشجاني التباعد بعدكم،
فها أنتم أشجاكم البعد من بعدي.
حذرت من البين المفرق بيننا،
وقد كان ظني لا أُفارقكم جهدي.
فإن عانيت عيني المطايا وركبها،
فرشت لدى أخفافها صفحة الخد.