ما هي أدوات النداء
أدوات النداء هي وسيلة لغوية تساهم في التواصل بين الأفراد في اللغة العربية. تُعتبر هذه الأدوات وسيلة للتعبير عن طلب استجابة من شخص معين، حيث تتكون من حرف للنداء ومنادَى. على سبيل المثال، في الجملة: (يا وليدُ، اذهب إلى أمك)، نلاحظ أن الأسلوب هو نداء موجه لوليد ليذهب إلى والدته، حيث يتمثل حرف النداء في (يا) والمنادَى في (وليد).
تنقسم أدوات النداء إلى ثلاثة أنواع، وهي كالتالي:
أدوات النداء للقريب
تستخدم هذه الأدوات عندما يكون الشخص المُنادَى قريبًا حسيًّا أو معنويًّا، ومن هذه الأدوات:
- الهمزة (أ)، مثل: أزيدُ، أعطني كأس ماء. في هذه الحالة، القرب حقيقي، كما هو الحال في جملة: أفاطمُ، لا تبيني عني، حيث يكون القرب معنويًا.
- أيْ: مثل: أيْ أُخيَّ، قم بعملك على الوجه الأحسن، حيث تحتمل هذه الجملة أن يكون القرب فيها معنويًا أو حقيقيًا.
أدوات النداء للبعيد
تستخدم هذه الأدوات لمناداة الأشخاص البعيدين عنه حسيًّا أو معنويًّا، منها:
- أيا، مثل: أيا خائنًا للأوطان، ستندم ولو بعد حين، وهنا يتجلى أن البعد معنوي وليست حسيًّا.
- هيا، مثل: هيا مترددًا، اتخذ قرارك، حيث قد يشير البعد هنا إلى بعد حقيقي أو معنوي.
أدوات النداء للقريب والبعيد
تُستخدم هذه الأدوات للنداء على كل من القريب والبعيد وفي السياقات الحسية والمعنوية، ومنها:
- يا: وتعتبر الأكثر شيوعًا، ومن الأمثلة عليها:
- يا بُنيَّ، لا تسهرْ كثيرًا.
- يا ربِّ، اغفر لنا ذنوبنا.
بالإضافة إلى ذلك، توجد أدوات أخرى ذات دلالة، مثل أداة النُّدبة، التي تُستخدم للتعبير عن التفجع أو الألم، كقولنا: (وا ولداه) التي تدل على شعور بالألم.
كذلك، هناك أداة تُستخدم للمنادى الذي يكون معرفًا بأل، وهي (أيُّ)، التي تُعتبر الاسم الوحيد في أدوات النداء، ومبنية على الضم دائمًا في محل نصب. تُستخدم هذه الأداة مع المنادى في المذكر والمؤنث، المفرد والمثنى والجمع، كما في الجمل التالية:
- أيها: للمذكر المفرد، المثنى، والجمع.
- المفرد: يا أيها الطالبُ، ادرس جيدًا.
- المثنى: يا أيها الطالبان، ادرسا جيدًا.
- الجمع: يا أيها الطلاب، ادرسوا جيدًا.
- المفرد: يا أيتها الفتاةُ، اكتبي النصَّ.
- المثنى: يا أيتها الفتاتان، اكتبا النص.
- الجمع: يا أيتها الفتياتُ، اكتبن النص.
يمكن حذف أداة النداء من جملة النداء عندما يكون السياق كافيًا للدلالة على المحذوف. كما في قوله تعالى: {يوسف أعرِض عَن هذا وَاستغفِري لذنبك إِنك كنتِ من الخاطئين}، حيث يُمكن تقدير الجملة بعبارة: يا يوسف، أعرِضْ عن هذا. ومثل ذلك في قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغفر لي وَهب لي مُلكًا لا يَنبَغي لأحدٍ من بعدي إنّك أنتَ الوهاب}، حيث يمكن تقدير الجملة: يا ربّ، اغفر لي.
إعراب أدوات النداء
تختلف أدوات النداء من حيث الإعراب؛ فبعضها يُعرب كأحرف مبنية، بينما يُعرب بعضها الآخر كأسماء. توضيح ذلك كالتالي:
- يا ناصر المستضعفين، نصرك الله: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- أيا وليدُ، انتبه لدراستك: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- هيا باغيَ الخيرِ، أقبل: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- أيْ رجلُ، احذر البغيَ: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- أوالديَّ، جزاكم الله خيرًا: حرف نداء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
- أيُّها التاريخُ، عدنا: منادى مبني على الضم في محل نصب.
- وافرجاه: حرف نُدبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
تدريبات على أدوات النداء
- السؤال الأول: استخرج أداة النداء ومعناها من الجمل التالية:
الجملة | أداة النداء | الاستخدام |
يا زارعًا قمحًا، لا تنسَ رشّه | يا | أداة نداء للقريب والبعيد |
أهندُ، لأنتَ الطالبةُ الأذكى | أ | أداة نداء للقريب |
وامعتصماه | وا | أداة نداء للقريب والبعيد |
أيْ حافظُ، تخلّق بأخلاقه | أيْ | أداة نداء للقريب |
أيا قارئًا الكتابَ، أحسن فهمه | أيا | أداة نداء للبعيد |
هيا سليمانُ، تعالَ إلى المسجد | هيا | أداة نداء للبعيد |
أيُّها الرجال، خذوا حذركم | أيُّ | أداة نداء للتوصّل إلى نداء المعرّف بألـ |
- السؤال الثاني: استخدم أدوات النداء التالية في جمل مفيدة من تأليفك:
- يا: يا مدرّس الفنّ، اهتم بطلابك.
- أ: أمطالبًا بالحقّ، لا تخجل منه.
- أيا: أيا سعيدُ، لا تتغيّب عن مجلس العلم.
- أيْ: أيْ فتاةُ، اعتني بدروسك.
- هيا: هيا مستعيرًا الكتابَ، لا تفسد غلافه.
- أيُّ: أيُّتها المديرةُ، أحسني إلى الموظفات.
- وا: وا رشاداه.
- السؤال الثالث: أنشئ جملًا مفيدة وفقًا لما يلي:
- جملة تتضمن أداة النداء للقريب: أفلسطينُ، لن ننساكِ.
- جملة تتضمن أداة نداء للبعيد: أيا متغرّبًا، عدْ إلى وطنك.
- جملة يتضمن أداة النداء فيها مشتركة بين القريب والبعيد: يا رافعَ العلمِ، أبقه خفّاقًا.
- جملة للاستغاثة: وا إسلاماه.
- جملة يُنادى فيها معرف بأل: أيُّها المعلّم، قدرك رفيع.
- جملة تتضمن أداة نداء مبنيّة على الفتح لا محل لها من الإعراب: أسامرُ، لا تبتعد عن البيتِ.
- جملة تتضمن أداة نداء مبنيّة على السكون لا محل لها من الإعراب: أيْ رجلُ، احذر منعطفات الطريق.
- جملة تتضمن أداة نداء مبنيّة على الضمّ في محل نصب: أيُّها الرجلان، احفظا قصائد من عيون الأدب.
- السؤال الرابع: صحح الأخطاء في الجمل التالية بما يتوافق مع سياق الجملة، وعلل إجابتك.
- خاطب محمد صديقه الذي بجانبه: أيا زيدُ، أغلق النافذة: صواب الجملة (أزيدُ، أغلق النافذة)؛ لأن أداة النداء (أيا) تستخدم للبعيد، بينما صديقه قريب منه.
- نادى الأبُ على ولده الذي كان على الضفة الثانية من النهر: أمحمدُ، تعالَ عندنا: صواب الجملة (أيا محمد، تعال عندنا) أو (هيا محمد، تعال عندنا)؛ لأن ابنه بعيدٌ عنه ويُنادى بأداة النداء الخاصة بالبعيد.
تتعدد أدوات النداء وتعكس دلالاتها على قرب المنادى أو بعده، بالإضافة إلى كونها اسمًا أو حرفًا، كما تختلف في الإشارة إلى نوعية المدعو سواء كان نداءً أو استغاثةً أو نُدبةً.