ذكر الله تعالى في كتابه سورة كاملة تتحدث عن سيدنا يوسف، تسرد تجربته منذ طفولته وما واجهه من ابتلاءات حتى أصبح قائماً على خزائن الأرض.
تتضمن السورة قصة يوسف عليه السلام مع زليخة، زوجة العزيز، التي حاولت إغرائه بارتكاب الفاحشة، لكنه لجأ إلى الله وفضل البقاء في السجن على أن يعصي ربه.
قصة يوسف عليه السلام مع زليخة
بعد أن تخلص إخوة يوسف منه، ألقوه في بئر، واكتشفه بعض التجار الذين كانوا متجهين إلى مصر، ليقوموا ببيعه في السوق:
- اللقاء الأول: التقى يوسف، وهو لا يزال صغيرًا، بزليخة التي اشترته من قبل العزيز، وزير مصر، ليعمل في القصر ويكون مساعدًا له.
- حيث تمتعت زليخة به ورحبت به في القصر على أمل أن يكون له دور في حياتهم مستقبلاً. وبالفعل، اهتمت بتربيته ورعايته.
- بفضل أخلاقه الرفيعة، جذب يوسف حب كل من سكن القصر، كما أن وسامته كانت سبباً في هذا الحب.
- مراودة زليخة ليوسف: عندما كبر يوسف وصار في غاية الجمال، وقعت زليخة في حبه، وتزينت له لتغريه.
- وفي يوم من الأيام، قررت أن تعبر له عن مشاعرها، واختارت اللحظة عندما كان العزيز غائباً عن القصر.
- أغلقت الأبواب على نفسها وعلى يوسف في إحدى غرف القصر، وحاولت إغرائه لارتكاب الفاحشة.
- لكن يوسف رفض ذلك بشدة، محاولًا الهروب وموضحًا لها أن ذلك معصية وخيانة لمن أحسن إليه ووفّر له الحماية.
- شعرت زليخة بالإهانة بسبب رفضه، وانطلقت في ملاحقته، إذ مزقت قميصه من الخلف أثناء محاولتها الإمساك به.
موقف العزيز من يوسف وزليخة
عندما حاول يوسف الهرب، وجد العزيز عند الباب، وفيما يلي ما حدث:
- استغلت زليخة الفرصة واتهمت يوسف بمحاولة الاعتداء عليها، وطلبت من العزيز أن يعاقبه بالسجن.
- لكن يوسف أنكر تلك الاتهامات وصرح بأنها كانت البادئة وكذلك هي التي رغبت بذلك.
- باعتباره وزيرًا عادلًا، قرر العزيز البحث عن دليل يثبت صدق أحدهم، فأرسل لأحد أقارب زليخة.
- أخبر الشاهد أن القميص هو الدليل: إن كان ممزقًا من الأمام فهي الصادقة، أما إذا كان ممزقًا من الخلف فهو المصدِّق.
- عندما رأى العزيز القميص ووجده ممزقًا من الخلف، أدرك أنها كانت خطة من زليخة وأنها تكذب، فطلب من يوسف عدم إخبار أحد بما حدث، وأوصى زوجته بالتوبة.
فتنة زليخة والنساء بيوسف عليه السلام
قصة يوسف مع زليخة لم تنتهِ بعد ما أمر به العزيز، حيث انتشر خبر تلك الحادثة في المدينة:
- بما أن القصر مليء بالخدم، فلم يكن من الغريب أن يصبح الموضوع حديث الساعة بين النسوة في المدينة.
- أحست زليخة بالإهانة، وقررت الدفاع عن موقفها أمامهن، لتشرح لهن لماذا تصرفت بهذا الشكل.
- فاجتمعت النسوة في القصر بدعوة منها على مائدة الطعام، ووزعت عليهن سكاكين.
- عندما دخل يوسف غرفة الطعام، تأثرت النسوة بجماله وقطعت أيديهن من شدّة الانبهار.
- قالت زليخة إن هذا هو الشاب الذي اتهموني بمراودته، وإن لم يستجب لطلباتي سأقوم بحبسه.
- وعندما أصر يوسف على رفض طلبها، أمرت بحبسه، فظل في السجن لفترة من الزمن.
اعتراف زليخة وظهور الحق
رأى العزيز حلمًا غريبًا وكان يرغب في معرفة تفسيره، وقد حصل يوسف على هذه الفرصة ليظهر الحق:
- كان يوسف في السجن مع شابين، وقد علما بقدرته على تأويل الأحلام، فقاما بإخبار العزيز عن قلة أنه يعرف من يفسر له الحلم.
- بعدما فسر يوسف الحلم له، نصحه بسؤال نساء المدينة وزليخة عن السبب الذي أدى إلى سجنه.
- تحدثت النسوة وأكدن أن يوسف لم يرتكب أي سوء، وفي تلك الأثناء اعترفت زليخة بأنها كانت هي من دعته للفاحشة وقد رفض.
- تحدثت بوضوح عن كون النفس البشرية تميل إلى الشر، ومعترفة بأن يوسف ترفع عن جميع تلك المغريات.
- وفي النهاية، اعترفت لزوجها بأنها أرادت خيانته، وذكرت أن الله هو الغفور الرحيم.
- عقب ذلك، عيّن العزيز يوسف على خزائن الأرض، بعد أن طلب يوسف ذلك قيمًا بأخلاقه وأمانته، حيث تحول حاله من سجين إلى شخص رفيع المقام.
الدروس المستفادة من قصة النبي يوسف مع زليخة
تحمل القصص المذكورة في القرآن رسائل هامة للمؤمنين، توضح أعمال الله ومصير من يلتزم بأوامره. من بين الرسائل المستفادة من قصة يوسف:
- الشعور بمخافة الله وطاعته والصبر على الابتلاء يعدّ من أسباب النجاة في مواجهة الشهوات والمعاصي.
- الإحساس بأن الله يراقب تصرفات البشر يمنعهم من الخوض في المحرمات ويعزز صمودهم أمام الأذى.
- يجب إدراك أن الابتلاء سُنّة كونية يتعرض لها الجميع لاختبار إيمانهم.
- من الضروري أن يلجأ المؤمن إلى الله لطلب العون، تمامًا كما فعل يوسف، ليحمي نفسه من مغريات الحياة وابتلائها.
- ضرورة الإيمان بأن الابتلاء والمحنة مرحلة ستنتهي مهما طالت، ليتبعها الفرج والمنافع، لذا يتعين الصبر والرضا.
- على المسلم أن يدعو إلى التوحيد والعبادات مهما كانت ظروفه، كما فعل يوسف رغم وجوده في السجن، حيث دعا الشبان للإيمان.