تعتبر أبرز أقوال الفضيل بن عياض موجهة إلى الملك هارون الرشيد. لقد اشتهر الفضيل بن عياض بالتزامه الديني وحسن سلوكه، حيث كرس حياته للعلم وتعليم الناس أمور دينهم من خلال تفسير القرآن الكريم. كما عُرفت أقواله بالحكمة والمواعظ التي تنتشر حتى يومنا هذا. في هذا المقال، سنستعرض بعض أجمل أقوال الفضيل بن عياض للملك هارون الرشيد.
من هو الفضيل بن عياض؟
وُلِد الفضيل بن عياض بن مسعود الخراساني في مدينة سمرقند عام 107 هـ. وهو من أصل إيراني، حيث كان في البداية تابعًا للصوفية ثم انضم إلى أهل السنة والجماعة. عُرف بلقب “عابد الحرمين” وتعلم على يد عدد من العلماء مثل هشام بن حسان ومنصور بن المعتمر وعوف الأعرابي.
مكانة الفضيل بن عياض بين العلماء:
توفي الفضيل بن عياض عام 187 هـ. وقد حظي بتقدير كبير من قبل العديد من العلماء والشيوخ الذين عرفوه، حيث كانت له مكانة بارزة بينهم. أشاد به الإمام الذهبي واعتبره شيخ الإسلام، كما وصفه بعضهم بأنه “شيخ كوفي ثقة متعبد”. ومن جهته، قال هارون الرشيد: “ما رأيت أورع من الفضيل بن عياض”.
أجمل أقوال الفضيل بن عياض للملك هارون الرشيد:
قال الفضيل بن عياض لهارون: “يا حسن الوجه، أنت الذي سيسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة. إن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار، فافعل. وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة).”
فبكى هارون وقال له: “هل لديك دين؟” فأجاب: “نعم، دين لربي لم يحاسبني عليه، فويل لي إن سألني، وويل لي إن ناقشني، وويل لي إن لم ألهم حجتي.”
رد هارون: “إنما أعني من دين العباد.” فأجاب الفضيل: “إن ربي لم يأمرني بهذا. أمرني أن أصدق وعده وأطيع أمره، فقال عز وجل: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).”
فرد هارون قائلاً: “هذه ألف دينار، خذها وأنفقها على عيالك وتقو بها على عبادة ربك.” فأجابه الفضيل: “سبحان الله، أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا؟! سلمك الله ووفقك.”
ثم صمت ولم يواصل الحديث، وعندما خرجنا قال هارون: “أبا عباس، إذا دللتني على رجل، فدلني على مثل هذا. هذا سيد المسلمين.”
أجمل أقوال الفضيل بن عياض:
- من طلب أخًا بلا عيب، صار بلا أخ.
- أحسن العمل أخلصه وأصوبه، والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون وفق السنة.
- خصلتان تقسيان القلب: كثرة النوم وكثرة الأكل.
- التواضع هو خضوعك للحق وانقيادك له، وتقبلك للحق من كل من تسمعه.
- الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحًا، فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل.
- بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله.
- لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه.
- لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له.
- كفى بالله محبًا، وبالقرآن مؤنسًا، وبالموت واعظًا.
- إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله.
- تكلمت فيما لا يعنيك وشغلك عما يعنيك.
- إنما تقاطع الناس بالتكلف؛ فيزور أحدهم أخاه ويتكلف له، فيقطعه ذلك عنه.
أشهر أقوال الفضيل بن عياض:
- نعمت الهدية الكلمة الطيبة من الحكمة يحفظها الرجل حتى يلقيها إلى أخيه.
- المؤمن يزرع نخلاً ويخاف أن يثمر شوكًا، والمنافق يزرع شوكًا ويطلب أن يثمر رطبًا.
- لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق وطلب الحلال.
- المؤمن يغبط ولا يحسد، والغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق.
- ينبغي لحامل القرآن أن يكون له إلى أحد حاجة ولا إلى الخلفاء أو من دونهم؛ فينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه.
- بلغني أن الفسقة من العلماء يبدأ بهم يوم القيامة قبل عبدة الأوثان.
- ينبغي للقاضي أن يكون يومًا في القضاء ويومًا في البكاء على نفسه.
- لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إليّ من أن يصحبني عابد سيء الخلق.
- كامل المروءة من بر والديه، وأصلح ماله، وأنفق من ماله، وحسن خلقه، وأكرم إخوانه، ولزم بيته.
- سأله رجلٌ: يا أبا علي، متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى؟ فقال الفضيل: إذا كان عطاؤه ومنعه عندك سواء، فقد بلغت الغاية من حبه.
حكم وروائع الفضيل بن عياض:
- إنما أمس مثلٌ واليوم عمل وغدًا أمل.
- احفظ لسانك وأقبل على شأنك، واعرف زمانك وخف مكانك، أي اترك حب الظهور والشهرة.
- الزم طريق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين.
- فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكنهما، فيقطعاك عن المعاصي ويباعداك من النار.
- خير العمل إخفاؤه، وامنعه من الشيطان، وأبعد عن الرياء.
- أحق الناس بالرضا عن الله أهل المعرفة بالله عز وجل.
- التواضع أن تخضع للحق وتنقاد له وتقبل الحق من كل من تسمعه له.
- المؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل. كلام المؤمن حكم وصمته تفكر ونظره عبر وعمله بر.
- إذا ظهرت الغيبة، ارتفعت الأخوة في الله.
- من وقى خمسًا فقد وقى شر الدنيا والآخرة: العجب والرياء والكبر والازدراء والشهوة.
- العبد بخير إذا ما قال: قال الله، وإذا عمل عمل لله.
- المتوكل الواثق بالله لا يتهم ربه، ولا يخاف خذلانه.
- إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي.
كلمات لا تنسى للفضيل بن عياض:
- خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام وكثرة الأكل.
- من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء، ولا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غمًّا ممن سجن لسانه.
- أشد الورع في اللسان.
- الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحًا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل.
- ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
- المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط.
- إن الله – عز وجل – ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالخير.
- من علامة المنافق أن يحب المدح بما ليس فيه، ويكره الذم بما فيه، ويبغض من يبصره بعيوبه، ويفرح إذا سمع بعيب أحد من أقرانه.
- من المعروف أن ترى المنّة لأخيك عليك إذا أخذ منك شيئًا، لأنه لولا أخذه منك ما حصل لك الثواب، وأيضًا فإنه خصك بالسؤال ورجا فيك الخير دون غيرك.
- رب ضاحك وأكفانه قد خرجت من عند القصار.
مواعظ وحكم للفضيل بن عياض:
- لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة، وإنما أدرك بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة.
- أهل الفضل هم أهل الفضل ما لم يروا فضلهم.
- ما أحب عبد الرياسة إلا أحب ذكر الناس بالنقائص والعيوب ليتميز هو بالكمال، ويكره أن يُذكر الناس أحدًا عنده بخير، ومن عشق الرياسة فقد تودع من صلاحه.
- لأعلمنك كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها: والله لئن علم الله منك إخراج الآدميين من قلبك حتى لا يكون في قلبك مكان لغيره – لم تسأله شيئًا إلا أعطاك.
- من وقى خمسًا وقى شر الدنيا والآخرة: العجب والرياء والكبر والإزراء والشهوة.
- من أحب أن يُذكر لم يُذكر، ومن كره أن يُذكر ذُكر.
- لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من أكل الدنيا.
- من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.