الصبر
يعتبر الصبر شيئاً أساسياً في تهذيب النفس، حيث يمنح الإنسان القدر اللازم من القوة لمواجهة التحديات والصعاب. يُساهم الصبر في تخفيف الأعباء وتقليل الأزمات، ويستحق من يتصف به كل التقدير، لأنه يمثل أحد أعظم الكنوز في الحياة. فالصبر يعد من خصائص الناجحين والمتفوقين، فلكل من حقق انتصاراً طعّمته تجارب مريرة من الصبر. في هذا المقال، نود استعراض بعض من أجمل ما تم قوله عن الصبر من قِبل الأدباء والشعراء.
عبارات حول الصبر
- قد يُفسّر الصبر أحياناً كنوع من الغباء أو الجبن.
- تعتبر القدرة على الصبر علامة فارقة بين الكبار والصغار.
- يساعدنا الصبر في تقليل ما نهدره من وقت وجهد ومال.
- الصبر كالشجرة، جذورها مرة ولكن ثمارها حلوة.
- الوهم هو نصف الداء، والطمأنينة نصف العلاج، والصبر هو الخطوة الأولى نحو الشفاء.
- يجب أن نؤمن بأن كل شخص نلتقي به هو معلم للصبر.
- يعد التحمل أول درس يتعلمه الطفل، وهو ما سيحتاج إلى معرفته أكثر.
- علمتنا الصحراء الصبر طويلاً حتى يظهر الخير، ويجب علينا أن نصبر ونستمر في البناء لتحقيق الخير لوطننا.
- عندما تشتد الآلام، لا يوجد دواء أفضل من الصبر والصلاة لتهدئة النفس وإعادتها إلى طبيعتها.
- الصبر هو الفضيلة الأولى التي يتعلمها الراعي.
- بالتدريج يتحول الصوف إلى سجادة.
- الصبر يعني أن يصبح الإنسان قادراً على مواجهة كافة تحديات الحياة.
- إذا اعتبر البعض الصبر علامة على البلادة، فلا يجب الخلط بين تبلد الطباع المريضة وتسليم الأذكياء لما أصابهم من مصاعب.
- المثابرة تتفوق على الذكاء، والصبر يتغلب على الحظ، والنتيجة دائماً هي الأهم.
- لو لم يكن هناك ألم، لما وُجد الصبر، ولو لم يكن هناك صبر، لما وُجدت الفضيلة.
- لا يمكننا تعلم الشجاعة والصبر إذا كانت الحياة مليئة بالسرور فقط.
- ثمر النجاح يأتي من الصبر الطويل.
- يوجد نوعان من الصبر: صبر على ما نكره، وصبر على ما نحب.
- الشخص القادر على إتقان الصبر قادر على إتقان أي شيء آخر.
خواطر حول الصبر
الخاطرة الأولى:
الصبر ليس مجرد تحمّل للصعاب بطريقة سلبية، بل هو قدرة على النظر بعين الحكمة إلى النتائج المستقبلية المحتملة لكل موقف. ما معنى الصبر؟ تعني رؤيتك للشوك ورؤيتك للورود. يعني أيضا أن ترى الليل بينما في الأفق تلوح بشائر الفجر. أما نفاد الصبر فيجسد قصور الرؤية وعدم القدرة على تصور النتائج. إن عشاق الله لا يعرفون نفاد الصبر، لأنهم يدركون أن الهلال يحتاج إلى زمن ليتحول إلى بدر.
الخاطرة الثانية:
لقد جعل الله سبحانه وتعالى من الصبر جواداً لا يعيي، وجنداً لا يُهزم، وحصناً حصيناً لا يُنهدم. فالصبر والنصر هما رفيقان لا يفترقان، حيث يأتي النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب. وقد ضمن الله لمن تحلّى بالصبر أجره غير محسوب.
الخاطرة الثالثة:
اعلم أن الألم الذي تخشاه، هو في الواقع نعمة لا يدركها الكثيرون، فهو يساهم في تعليمك الصبر، وصقل نفسك، كما أنه ينبهك إلى وجود مشاكل في جسدك. يجعلك تُقدّر شعور الآخرين بالمعاناة، وبالإضافة لذلك، يقربك من الخالق ويجعلك تشعر بحاجة ماسة إليه.
قصيدة الصبر الجميل
الشاعر محمد مهدي الجواهري وُلد عام 1899م في النجف، وقد شغف بالأدب منذ صغره حيث قرأ العديد من الكتب ودواوين الشعر، وبدأ بنظم الشعر في سن مبكرة. توفي الجواهري عام 1997م، ومن بين قصائده التي تتحدث عن الصبر الجميل، قال:
ذُمِمْتُ اصطبارَ العاجزينَ وراقني
على الضُرِّ صبرُ الواثبِ المتطلِّعِ
له ثِقَةٌ بالنفسِ أنْ ستقودُه
لحالٍ يرجِّي خيرَها أو لمصرع
وما الصبرُ بالأمرِ اليسيرِ احتمالُه
وإن راحَ ملصوقاً به كلُّ مُدَّعي
ولا هو بالشئ المشرِّفِ أهلَه
إذا لم تكنْ عُقباه غيرَ التوجّع
ولكنَّه صبرُ الأسودِ على الطَّوى
تغطّي عليه وثبةُ المتجمِّع
مِحَكُّ طباعٍ آبياتٍ وطُوَّعٍ
وبَلوى نفوسٍ طامحاتٍ ووُضَّع
يُعنَّى به حُرٌّ لإحقاقِ جرئٍ غايةٍ
ويَخرُجُ عنه آخرٌ للتضرُّع
فإنْ كنتَ ذا قلبٍ جرئٍ طبيعةً
على نكبات الدهر لا بالتطبّع
فبورِكَ نسْجُ الصَّبرِ درعاً مضاعفاً
وبوركْتَ من ذي مِرَّةٍ متدرِّع
وُلد الالمعيُ فالنجمُ واجمْ
باهتٌ من سُطوع هذا المُزاحمْ
أتُرى عالمَ السموات ينحطُّ
جلالاً عن واطئات العوالم
أم تظُن السماء في مهرجانٍ
لقريب من الملائك قادم
أم تُرى جاءت الشياطينُ تختصُّ
بروح مشكك متشائم
كيفما شاء فليكنْ، إن فكراً
عبقرياً على المَجرة حائم
قال نجمٌ لآخرٍ: ليت أني
لثرى الكوفةِ المعطر لاثم
ولبيتٍ أناره عبقرىٌ
لم ينوَّر بمثله الأُفقُ، خادم
ليت أني بريقُ عينيه أو أني
لنور القلب المشعِ مقاسم
أيها ” الكوكبُ الجديدُ ” تخيرْني
إذا ارتحت، بسمةً في المباسم
ولقد قال ماردٌ يتلظى في
جحيمٍ على البرية ناقم:
أزعجتْ جوَّنا روائحُ من خبثٍ
وضَعفٍ على الثرى متراكم
لا أرى رسم بُرثُنٍ بين أظلافٍ
عجافٍ كثيرةٍ ومناسم
أفنسلُ المَلاك هذا وما كان
ملاك موكلاً بالجَرائم؟
أفهذا نسلُ الشياطينِ والشيطانُ
لم يَرْبُ في دُموع المآتم
إنَّ فيه أمراً عجيباً مخيفاً
ضعفَ مستَغشَمٍ وقسوةَ غاشم
لو ملكنا هذي اللُّحومَ لكانت
للذُباب المنحطِّ نِعمَ الولائم
وأُرانا نحتاج خَلقاً كهذا
عاصفاً ثائراً قويَّ الشكائم
فَلْنرجّف أعصابهَ وهو يقظانُ
ونزعجْ أحلامه وهو نائم
ولْنُوِّجْههُ قبْلةً لا يلقّى
غيرَ حاقدٍ أو مخاصم
ولْنُثرْهُ ليملأ الكونَ عُنفاً
نفسٌ يُلهبُ المشاعر جاحم
أيها الماردُ العظيمُ تقبّلْ
ضَرَماً تستشيطُ منه الضرائم
وسأهديكَ ان تقبلتَ منى
مِعولاً من لظىً.. فإنك هادم!!
وسلامٌ عليك يوم تُناوِي
لؤمَ أطماعِهمْ ويومَ تهاجم
بُشِّر ألمنجبُ ” الحسين ” بمولودٍ
عليه من الْخُلود علائم
سابح الذهن .. حالم بلشقاتِ
شريد العينين بين الغمائم
وانبرت عبقَرٌ تزجِي من الجنّ
وفوداً مزهوةً بالمواسم
واتى الكونَ ” ضيفهُ ” بدويَّ الرعد
يلقاه لا بسجع الحمائِم
عالماً أنَّ صوت خَلْقٍ ضعفٍ
غيرُ كفءٍ لمثل هذي الغلاصِم
فارشاً دربَهُ بشوك من الفقرِ
وجمرٍ من ضِغنةٍ وسخائِم
قائلاً: هذه حدودي تخطا
ها عظامٌ إلى أمورٍ عظائِم
ربما يفُرشَ الطريقُ بنثر الزَهر
لكن للغانيات النَواعم
قُبَل الأمهات أجدرُ ما كانَتْ
بوجهٍ مُلوَّحٍ للسمائِم
يا صليباً عوداً تحدَّته أنيابُ
الرزايا فما استلانَ بعاجِم
ورأي المجدَ خيرَ ما كان مجداً
حينَ يُستَلُّ من شُدوق الأراقِم
شامخٌ أنتَ والحزازاتُ تنهارُو
باقٍ وتضمحلُّ الشتائِم
وحياةُ الأبطالِ قد يُعْجِز الشاعرَ
تفسيُرها كحَلِّ الطَلاسم
ربَّما استضعَفَ القويُّ سَديدَ
الرأي يأتيه من ضعيفٍ مُسالِم
ايُّ نَفْس هذي التي لا تعُدُّ العمرَ
غُنْماً إلا بظِلِّ المَغارِم
تَطرَحُ الخفضَ تحت خُفِّ بَعيرٍ
وتَرى العيشَ ناعماً غيرَ ناعِم
وتَلذُّ الهجيرَ تحسَب أنَّ الذلَّ
يجري من حيثُ تَجري النسائِم
وترى العزَ والرجولةَ وصفينِ
غريبَينِ عن مُقيمٍ ملازِم
كلُّ ما تشتهيهِ أن تَصحب الصارمَ
عَضْباً وأن تَخُبَّ الرواسِم
هكذا النابغونَ في العُدْمِ لم تُرضِعْهُمُ
الغُنْجَ عاطفاتٌ روائِم
ونبوغُ الرجال أرفعُ من أنْ
يحتويه قَصْرٌ رفيعُ الدَعائِم
إنما يَبعَث النبيَّ إلى العالَمِ
بَيتٌ مُهَفْهفُ النورِ قاتِم
” كندةٌ ” أينَ؟ لم تُبقِّ يَد الدهرِ
عليها ولا تَدُلُّ المَعالم؟
لم تخلف كفُّ الليالي من الكوفَةِ
إلا مُحرَّقاتِ الركائِم
أحصيد دور الثقافة في الشرقِ
ألا يستينُ منهُنَّ قائِم؟
أين بيتُ الجبار باق على سمعِ
الليالي مما يَقول زمامِ؟
” جُعف ” منسيَّةٌ افاض عليها الشعرُ
ما كانَ في ” أُمَيٍّ ” و ” هاشم “
لست أدري ” الكوفة ” المتنبي
أنجبته أم أنجبته العواصِم
غير أن النُبوغَ يَذوي وينمو
بين جوٍّ نابٍ .. وجوٍّ ملائِم
” حَلبٌ ” فتَّقَت أضاميمَ ذِهنٍ
كان من قبلُ ” وردةً ” في كمائِم
أيُّ بحر من البيان بامواجِ
المعاني فياضةً، متلاطِم
كَذَبَ المدَّعونَ معنىً كريماً
في قوافٍ مُهلهلاتٍ ألائِم
وَهَبِي اللفظَ سُلَّماً فمتى استحسنتِ
العينُ واهباتِ السلالم؟
حجةُ العاجزين عن منطق الافذاذِ
يُخفون عجزَهم بالمزاعِم
روعةُ الحرب قد خلَعتَ عليها
روعةً من نسيجك المتلاحِم
شعَّ بين السطور ومضُ سِنانٍ
ثم غَطَّت عليه لَمعةُ صارِم
ما “ابن حمدان ” إذ يقودُ من الموتِ
جيوشاً تُزجَى لموتٍ مُداهِم
بالغ ما بلَغْتَ في وصفك الجيشَيْن
اذ يقدحانِ زندَ الملاحِم
إذ يضمُّ القلبُ الجناحَ فترتدّ
الخوافي مهيضةً والقوادِم
وفرِاخ الطُيور في قُلَل الاجيال
تَهدي لها الظنونَ الرواجِم
لك عند الجُرْدِ الاصائلِ دَيْنٌ
مستَحقُّ الأداءِ في النَسَل.